حمدين صباحي.. «النبطشي»
الأربعاء، 14 يونيو 2017 09:37 م
«وصل وصل وصل»، هتف بها الواقفون أمام نقابة الصحفيين، من دراويش الولي صاحب الأسطورة الكاذبة، والذي كان أمرهم منذ ما يقرب من الساعة بأن يحتلوا العتيق «عبد الخالق ثروت»، وينتظرون بزوغ نجمه، بالشعارات واللافتات والسنيدة، لعله يستعيد ما فقده من مكان ومكانة.
«النبطشي» أو كما يقولون عنه دراويشه حمدين صباحي، قرر إذ فجأة أن يستغل الأحداث ويقفز فوقها، ويستدعي من بعيد قناة الجزيرة القطرية، ليهاجم من منبرها المسموم الدولة ومؤسساتها، التي مر فقط عامين، على إعلانه عقب الانتخابات الرئاسية الماضية، احترامه لها، والاستناد إليها كحكم بينه وبين النظام الحالي.
جاحد من ينكر، أن لحمدين حاسة شم قوية، يقرأ من خلالها طالع الفتنة، فيسبقها بخطوات، ويحتل صدارة المنتظرين، قبل موافقة البرلمان على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية بأسابيع، عقد حمدين بأحد فنادق الدقي، مؤتمراً صحفياً، ظاهره الإعلان عن دمج كيانين سياسين، كان أسسهما الرجل الفاقد لظله، قبل وبعد الثورة، وفشلا أشد الفشل في أن يوجدا لأنفسهما مكاناً وسط المعمعة السياسية، أما باطنه فكان الهجوم على الدولة وكل مؤسساتها ورموزها، واستدعاء قوى الفوضى للنزول إلى الشارع، كاشفاً عن أماني العودة إلى المربع صفر، لتعود إليه دائرة الضوء التي هفتت منذ استقرار الدولة بمؤسساتها.
«اتلم المتعوس على خايب الرجا» المثل الشعبي صاحب السمعة السيئة، استلهمه حمدين خلال ذلك المؤتمر، فجمع حوله عدداً من كارهي الدولة، وأمسك «المايك» وراح يصيح، فيضفي عليهم ماليس فيهم من صفات ظن أنها حميدة، فيعطي لهذا لقب الثوري، وذاك صفة المناضل.
أمام كاميرا «الجزيرة»، استلهم حمدين نفس الدور، وهاجم كل من خطر على باله من رموز الدولة، فراحت لجانه ولجان الإخوان الالكترونية، تنشر الحدث ليعود ائتلاف 2012 من جديد، ويرتمي النبطشي حمدين، في أحضان الإخوان من جديد، ليس لشيء إلا أنهم قرروا أن «ينقطوا» أكثر.