داعش وإيران.. أبو مصعب الزرقاوي وضع استراتيجيات العداء.. وأبو بكر البغدادي نفذ الوصية.. ودلالات: تجمعهما علاقة حرام

الخميس، 15 يونيو 2017 12:14 م
داعش وإيران.. أبو مصعب الزرقاوي وضع استراتيجيات العداء.. وأبو بكر البغدادي نفذ الوصية.. ودلالات: تجمعهما علاقة حرام
داعش
محمد الشرقاوي

في 7 يونيو الجاري، استهدف تنظيم داعش الإرهابي لأول مرة العاصمة الإيرانية «طهران»، بـ 3 هجمات مسلحة ضربت البرلمان وضريح القائد الأول للثورة الإيرانية «الخميني»، أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين.

 التنظيم الإرهابي احتفى على صفحات التواصل الاجتماعي بأول هجماته داخل إيران، غير أن عدد من الساسة والخبراء رأوا أنه عمل مخابراتي من الطراز الأول وأن توقيت الحادث جاء لدفع الاتهامات التي زادت حدتها بتمويل الإرهاب.

لا يعد ضريح الخميني في إيران مرقدًا عاديًا يحوي قبر رجل يعده الإيرانيون رمزًا قوميًا ودينيًا فحسب، إذ يعد ذلك الصرح الضخم من أهم المواقع السياحية الدينية، التي يحرص الإيرانيون أن يكون مزارًا لهم ولزوار بلدهم.

الوضع يظل ضبابيًا، ما بين استهداف حقيقي أعلن التنظيم عنه واتهامات بعمل مخابراتي، ولكل حالة دلالات تؤكدها.

استهداف داعش

الباحث في شئون حركات العنف والإسلام السياسي مصطفى زهران، أكد أن استهداف إيران، لم يبدأ من هذا التاريخ، وإنّما كانت له إرهاصات سابقة في الماضي القريب، وتحديدًا منذ ظهور «الزرقاوي» عقب الغزو الأمريكي للعراق، وذلك أن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق «الزرقاوي»، وضع إستراتيجية تتلخص في العداء المباشر لأهل المذهب الشيعي، في المواجهة التي يسميها «جهادية» مع الدول والأنظمة سواء في المنطقة العربية والإسلامية أو في تركيا وإيران.

زهران في تصريحات خاصة، اعتبر الهجوم على إيران، علامة بارزة في تاريخ الحركة الجهادية المسلحة السنّية في عمومها، منذ إطلالتها على المشهد مع بدايات حرب أفغانستان، وبدايات تشكّل منظومة العنف الأيدلوجي العالمي، وإزاء الفهم للحالة الراديكالية في التعاطي مع إيران.

مراحل الصراع

وفند زهران مراحل الحالة الجهادية المسلحة مع إيران، إلى مرحلتين هامّتين، أولهما مرحلة «المهادنة» والتي بدأتها الجماعة الإسلامية المصرية وتنظيم الجهاد المصري، ثمّ وتشكّلهما فيما بعد في تنظيم القاعدة، وتعاطيه مع إيران وهو ما سرّع فيما بعد في ظهور «الزرقاوي» أولاً ثم تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق والشام، ما دفع أبو محمد العدناني، المتحدث السابق باسم التنظيم، في إحدى تصريحاته إلى نقد خطاب القاعدة وتحديدًا أيمن الظواهري في التعامل مع إيران.

ولفت زهران إلى أنّ المرحلة الثانية والتي يعيشها تنظيم داعش الآن، بدأت من تشكّل آخر ظهر مع أبو مصعب الزرقاوي مرورًا بأبو عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر، القيادي المصري في التنظيم حيث كان وزيرًا للدفاع تنظيم داعش، ثمّ أبو عمر وأبو بكر البغدادي حيث كانت رؤيتهم قائمة على معاداة إيران والطائفة الشيعية نظرًا لممارساتهم تجاه أهل السنّة في العراق.

ولفت إلى أنّ النقطة الأخطر والأهم في هذا المشهد هو أنّ داعش انتقل في معركته مع إيران من الداخل العراقي إلى طهران، وهي المسألة التي تحدّث عنها أبو عمر البغدادي أمير التنظيم في البداية والذي هدّد إيران في ذلك الوقت وقبل مقتله، إلى نقل الصّراع إلى الداخل الإيراني.

وأوضح أن تنظيم داعش عمل على مدار عقدين من الزمان في تجنيد وتعبئة وتجهيز خلايا نائمة في الداخل الإيراني، وليس شرطًا أن يكونوا قد دخلوا أو خرجوا من مناطق حدودية، قد يكونوا إيرانيين مقتنعين بأيديولوجية وأدبيات التنظيم.

ونوّه زهران أنّه وبذلك حقّق أبو بكر البغدادي ما كان يطمح إليه الزرقاوي والبغدادي وأبو حمزة المهاجر وزير الحرب في التنظيم، إلا أن هذه العملية لا تؤثر كثيرًا على إيران، وذلك لأنها تقود حروبَا كثيرة على أكثر من جهة ولكنّها استراتيجيًا تمثل بعدًا خطيرًا ومشهدًا لم يكن متوقعًا في الداخل الإيراني.

أسباب أخرى

منذ أيام، كشفت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية عن ما أسمته «سر» تنفيذ تنظيم داعش الإرهابي لعمليات إرهابية في إيران، قالت على لسان بنديكت فان دون ولدنبرج، الخبير في شؤون الشرق الأوسط: إن اعتداءات طهران، تعد تعبيرًا عن وهن وضعف داعش بصورة كبيرة.

وتابع الخبير الألماني قائلًا إن داعش لم يقدم على عمليته هذه، إلا بعد الضعف الذي أصابه في مناطق نشاطه، والهزائم المتكررة التي يتجرعها في العراق وسوريا، وأن هناك سببان وراء تلك العملية هما، الأول: اقتراب إنهاء الجيش العراقي عملياته في الموصل، وطرده تنظيم داعش بعد معارك دامية، والثاني يرجع إلى أن هجوم داعش كان عشية بداية القوات الكردية السورية الزحف من أجل تحرير الرقة.

أكمل أن اختيار التنظيم لضريح الخميني ومقر البرلمان الإيراني كان له دلالة لا لبس فيها، أراد منها ضرب العدو الإيراني في مقتله، والتذكير بسطوته ونفوذه، في محاولة منه لدحض ما بات يؤكده العسكريون والمراقبون حول قرب نهايته واندثاره.


عمل مخابراتي

ويرجح الدلالة الثانية، ما نقلته تقارير غربية على لسان خبراء في الشئون الإيرانية، أن تكون الأجهزة الإيرانية وراء العمليات الإرهابية التي استهدفت مجلس الشورى الإيراني ومرقد زعيم الثورة الإسلامية في إيران الخميني، خاصة وأن تجارب إيران مع هجمات داخلية سابقة كشفت عن تورط هذه الأجهزة في تدبيرها لأمور تتعلق بسياسة طهران الخارجية أو بتعاملها مع المجموعات المعارضة للنظام الإيراني.

ويقول خبراء في شؤون الجماعات الجهادية إن إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن الوقوف وراء هذه الهجمات لا يبرّئ الأجهزة الإيرانية من تورطها في هذا العمل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة