قصة رحيل ملاك الرحمة صاحبة مستشفى 57357

السبت، 17 يونيو 2017 10:53 م
قصة رحيل ملاك الرحمة صاحبة مستشفى 57357
مستشفى 57357
كتبت-أمل غريب

يزخر تاريخ مصر المعاصر بالعديد من النماذج النسائية المشرفه التي حفرت اسمها بحروف من نور في ذاكرة العمل الخيري والإنساني، ومن أبرزهن الراحلة علا لطفي زكي، الشهيرة بــ«علا غبور».

 إحدى رائدات العمل الخيري، ومؤسسة جمعية أصدقاء أطفال السرطان بالسيدة زينب، والأمين العام لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧، وواحدة من النساء اللاتي قام هذا المستشفى العظيم على اكتافهن.

كانت علا غبور، هي المحرك الرئيسي وراء إنشاء مستشفى سرطان الأطفال، وتبنت الفكرة من بدايتها ودفعت أول مليون جنيه لعمل دراسة جدوى عن المستشفى لمكتب دراسات أمريكي، وكان رقم ٥٧٣٥٧ الذي اطلق على المستشفى هو رقم الحساب البنكي الذي كان مخصصا للتبرعات.

اهتمت «غبور» بالعمل الخيري وخدمة مرضى الأورام منذ التسعينات و لم تقم به بمفردها، حيث كانت تؤمن بأن العمل الجماعي هو الأفضل والأكثر بقاء، وساهمت فى مساعدة مرضى السرطان فى المعهد القومى للأورام حتى أصبحت من أبرز الشركاء.

أسست جمعية أصدقاء معهد الأورام 1998 التي تولت انشاء مستشفى 57357، أكبر مستشفى لسرطان الأطفال فى الشرق الأوسط و «جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان حاليا»، لتوفير العلاج الكامل لمرضى السرطان و لم تكتفي المؤسسة بالعلاج فقط بل عملت علي المزيد من البحث العلمي و تطوير امكانيات وتقنيات العلاج داخل المعهد الي جانب نشر الوعي المستمر للوقاية من المرض، فبفضلها نشر أول برنامج تعليم صحي «الصحة في الصورة» .

كانت عضوا فى مجلس إدارة شبكة مصر السرطان 57357 التي أنشئت مؤخرا بالولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها منظمة غير ربحية تخصم تبرعاتها من الضرائب وشاركت، من خلال عضويتها بهذه المنظمة فى توفير الموارد للمستشفيات المصرية والمنظمات غير الحكومية التي تركز على مرض السرطان.

استمرت الجمعية في علاجها الخيري لمحاربي السرطان، و لكن مع زيادة عدد المرضي و خاصة من فئة الأطفال و عدم قدرة المعهد علي استيعاب هذا القدر، تبنت للمرة الأولي في مصر رغم عدم مساندة الكثير لها و ضعف التبرعات و التمويلات فكرة انشاء مستشفي تتخصص وحدها في علاج أورام السرطان التي تهاجم الأطفال فأخذت تتولي جمع التبرعات و حملات تطوير تقنيات البحث العلمي و سبل العلاج ، فكان ذلك بمثابة حلم لم تتخيل أن يصبح بهذا القدر فلم يلبث إلا أن تم افتتاح مستشفي 57357 لعلاج سرطان الأطفال في عام ٢٠٠٠ و إحتلت مكانة عالمية في العلاج و البحث.

أخذت «غبور» تساند الأطفال المرضي حيث قيل إنها كانت تحتضن صغار المحاربين عند خروجهما من غرف العمليات فتأخذ بأذرهم و تشجعهم و تقويهم لمقاومة المرض لمدة ما يقرب من عشرين عاما و سرعان ما أنتقم المرض منها و لم تكن تعلم حتي تملك منها .

وغابت علا غبور لأول مرة عن مستشفى ٥٧٣٥٧ وعن أطفالها فى رحلة علاج من مرض سرطان الرئة بالخارج، التي لم تستمر طويلاً حيث انتهت برحيلها فى 18 ديسمبر 2012 لتضرب مثلا للتفانى فى العمل الإنسانى الذى لا يفرق بين مسلم ومسيحى .

لم تقتصر جهود الراحلة علا غبور، علي انشاء مستشفي سرطان الاطفال فقط و انما ساهمت في مستشفي الدكتور مجدي يعقوب ايضا في اسوان، و نالت العديد من التكريمات الدولية والمحلية، وتم ادراج إسمها في قائمة الشرف الوطني المصري باب «الرواد و المتميزين».

 في27/6/2015 رحلت «علا غبور» فى صمت ولكنها تركت أمل لم ولن ينتهى، «مستشفى57357»

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق