بعد حادث دهس المصليين.. الإسلاموفوبيا تلتهم أوروبا و«الطيب» سبق له التحذير

الإثنين، 19 يونيو 2017 03:12 م
بعد حادث دهس المصليين.. الإسلاموفوبيا تلتهم أوروبا و«الطيب» سبق له التحذير
حادث دهس المصلين في بريطانيا
محمد الشرقاوي

شهدت العاصمة البريطانية لندن ليلة أمس الاثنين، حادث دهس لمصلين أمام مسجد «فينسبيري بارك»، بعد انتهائهم من صلاة التراويح، نفذه ثلاثة مهاجمين بسيارة «فان» بيضاء، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة  8 آخرين.

واعتقلت الشرطة البريطانية، المهاجم، الذي تبين عدم انتماءه لأي كيانات متطرفة، غير أن يحمل عداءًا صريحًا للمسلمين، وهو ما أكدته وكالات أنباء بريطانية.

رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قالت إن ثمة ضرورة لمواجهة التطرف بما في ذلك «الإسلاموفوبيا»، عقب عملية دهس استهدفت مسجدًا في لندن وأوقعت قتيلًا وثمانية مصابين، كلهم من المسلمين.

لم يكن المصلين في فينسبيري بارك، هم الوحيدين الذين تعرضوا لحادث إرهابي، أو هجوم، ففي مكان آخر على الخريطة، وتحديدًا ولاية فيرجينيا الأمريكية، تعرضت فتاة للقتل بعد خروجها من مسجد بعد صلاة التراويح، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

شرطة ولاية فيرجينيا أعلنت العثور على جثة لفتاة مسلمة اسمها «نابرا» في السابعة عشر من عمرها، تعرضت لاعتداء بعد صلاة التراويح، ثم اختفت.

الفتاة بحسب ما ذكرت الشرطة الأمريكية، كانت تسير مع أصدقائها للذهاب إلى مطعم بعد أدائهم لصلاة التراويح، ولكن سائق سيارة اعترض طريقهم أثناء سيرهم، ودخلوا في شجار معه، فاعتدى السائق على نابرا، بينما هرب أصدقائها باتجاه أحد المساجد.

الشرطة عثرت على جثة الفتاة ملقاة في بركة مياة تبعد نحو خمسة كيلو مترات من موقع الحادث، كما عثرت أيضًا على عصا بيسبول بالقرب منها، ومن المقرر أن يتم تشريح الجثة للتأكد من هوية الفتاة وطريقة قتلها.

140694-ٍيارة-فان


الإسلاموفوبيا

الإسلاموفوبيا، هي التحامل والكراهية والخوف من الإسلام أو من المسلمين، دخل المصطلح إلى الاستخدام في اللغة الإنجليزية عام 1997 عندما قامت خلية تفكير بريطانية يسارية التوجه تدعى رنيميد ترست، باستخدامه لإدانة مشاعر الكراهية والخوف والحكم المسبق الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين، برغم استخدام المصطلح على نطاق واسع حاليًا، إلا أن المصطلح والمفهوم الأساسي له تعرض لانتقادات شديدة.

ظاهرة باتت مصاحبة لتزايد العمليات الإرهابية التي تنفذها تنظيمات ذات أيدلوجية دينية، في الدول الأوربية وأمريكا، ظهرت إلى الساحة أكثر مع موجات الذئات المنفردة التي ضربت تلك الدول بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

_33383_islamg
 

الأزهر حذر

«العالم الآن أمام إرهاب جديد منظم يتمدد في لمح البصر، ويمول بالمال والسلاح، ويرتكب الأعمال الوحشية تحت ستار الدين، وليس صحيحًا ما يتردد في الغرب عن أن الحركات الإرهابية المسلحة حركات وُلدت من رحم الإسلام، وأن تعاليم هذا الدين هي التي صنعت داعش وغيرها من الحركات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، كما أنه ليس صحيحًا أن الإسلام هو المسؤول عن هذا الإرهاب».. كلمات للإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر.

لم يترك الإمام الأكبر منبرًا صعده في أوروبا، إلا وحذر من تلك الظاهرة وانتشارها في الأوساط الأوربية، في أبريل الماضي، أثناء انعقاد الجولة الخامسة من جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب، بمشيخة الأزهر،  أكد على أن المواطنة وتساوي الحقوق والوجبات قائمة بالفعل في المجتمعات الغربية كان التحدي الأكثر حضورًا هناك هو «التصدي» لظاهرة الإسلاموفوبيا، وهي ظاهرة شديدة الخطر إذا ما تُركت تتدحرج مثل كُرة الثلج ولم تواجَهْ ببيانِ حقيقةِ الأديانِ وفلسفاتِها ومقاصدها في إسعاد الإنسان والارتقاء به في مدارج الكمال الروحي والعقلي والخُلُقي، محذرًا من أن تتطور ظاهرة «الإسلاموفوبيا» اليوم إلى ظاهرة «الدينوفوبيا» في الغد القريب.

الطيب شدد على أنَّ مشكلة الأديان السماوية اليوم لا يُمكِن أن تُحلَّ بالانشغال بالصراع فيما بينها، وإنما الخطوة الأولى للحل هي إزالة ما بينها من توترات، ومن مواريث تاريخية لا يصح أن نصطحب آثارها السلبية، أو نستدعيها في الوقت الذي نواجه فيه نُذر معركة طويلة مع أعداء الأديان، وأمام وحش يُعِدَّ نفسه جيدًا لالتهام الجميع.

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

 

ارتفاع التطرف

أول الشهر الجاري ذكر بيان صادر عن مكتب عمدة لندن صادق خان، أن  الجرائم العنصرية التي تستهدف مسلمين في العاصمة البريطانية لندن زادت بمعدل خمسة أضعاف مؤخرًا، والذي حذر من أن الشرطة لن تتسامح تجاه هذا النوع من الجرائم.

وقال البيان إن الإحصاءات المؤقتة في 6 يونيو تظهر ارتفاعا بنسبة 40% في الحوادث العنصرية، بالمقارنة مع المعدل اليومي هذا العام، وزيادة بخمسة أضعاف في عدد الحوادث المتعلقة بالإسلاموفوبيا.

أضاف البيان أنه تم تسجيل 54 حادثًا عنصريًا، مقارنة بمعدل يومي من 38 حادثة حتى الآن عام 2017، وكانت عشرون حادثة منها ضد مسلمين، وهذا أعلى من المعدل اليومي لعام 2017 البالغ 3.5%.

وقال البيان: هذا أعلى معدل لحوادث الإسلاموفوبيا في سنة 2017 حتى الآن، مضيفا أنه أعلى من المعدلات بعد هجمات نوفمبر 2015 في باريس حيث قتل 130 شخصًا.

في تقرير سابق لصحيفة «إندبندنت» البريطانية، قالت فيه إن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير»، ذكر أن عدد الهجمات التي يشتبه بدوافعها المعادية للإسلام، التي تورط فيها موظفون في مراكز الهجرة والجمارك الأمريكية، زاد بشكل مذهل منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مهام منصبه قبل ثلاثة أشهر.

ويشير التقرير، إلى أن المجلس قال إن نسبة حوادث الإسلاموفوبيا زادت بنحو 1000% منذ تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين في المجلس، قولهم إن البيانات الأولية التي جمعت من فروعه حول الولايات المتحدة، تشير إلى أن الحالات التي قام بها الموظفون في مراكز الهجرة باستهداف المسلمين تمثل 23% من الحالات التي وصلت إليهم في الثلاثة أشهر الأولى من عام 2017.

o-LONDON-ISLAMOPHOBIA-facebook
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق