قطر.. السجادة الحمراء لعودة الاحتلال العثماني

الإثنين، 19 يونيو 2017 05:21 م
قطر.. السجادة الحمراء لعودة الاحتلال العثماني
تميم
محمود علي

فيما أشبه باستدعاء الاحتلال الأجنبي والتدخل الدولي والذي تضاءل في العصور الحديثة على خلفية استقلال أغلب دول العالم ما عدا فلسطين، استدعت قطر الاحتلال العثماني للمنطقة العربية بعد خلافتها مع الدول العربية والخليجية على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب.

وبدلًا من أن تلتزم الدوحة بمطالب ودعاوي الدول العربية والخليجية بوقف دعمها للتنظيمات المتطرفة ووقف قنواتها الداعية للفتنة والتدخل في دول المنطقة، طلبت من حليفتها وقرينتها في الفكر والايدلوجية الإخوانية تركيا بدعمها عسكريًا، لمواجهة دول الجوار، وهو ما يؤكد تصريحات أمير دولة قطر التي أكد خلالها أن القواعد العسكرية في الدوحة هدفها الحماية من دول الجوار.

وبدأت اليوم قوات تركية تمارين عسكرية مشتركة في قطر مع نظيرتها القطرية في وقت تتواصل فيه الأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج، وقالت مديرية التوجيه المعنوي القطرية  في بيان إن القوات التركية بدأت عقب وصولها الى قطر أول التدريبات العسكرية في معسكر كتيبة طارق بن زياد في العاصمة القطرية.

وشهدت العلاقات التركية السعودية توترًا ملحوظُا على خلفية تصريحات هنا وهناك بشان إقامة قاعدة عسكرية تركية في الخليج، لاسيما بعدما أصدرت السعودية بيان رفضت فيه إقامة قاعدة عسكرية تركية في المملكة وهو رفض حمل سخرية من العرض التركي، ليؤكد وجود أزمة بين الرياض وأنقرة أصبحت واضحة وجلية للعيان، لكن في ظل هذه الأزمة تصب قطر الزيت على النار وتجري تدريبات مع القوات التركية في واقعة تؤكد استمرار النهج القطري المخالف للصف العربي.

وكانت مصادر أكدت سابقا أن تركيا سترسل 3 آلاف جندي تركي إلى قطر، وستقيم قاعدة عسكرية فيها بعد قرار المقاطعة الخليجي، إلا أن حاولت وزارة الدفاع القطرية نفى ارتباط هذه التدريبات التركية القطرية بالأزمة الخليجية وقالت أن التدريبات تأتي بهدف "رفع الكفاءة القتالية للقوتين القطرية والتركية في وضع خطط العمليات المشتركة، لكن بحسب مراقبون فأن توقيتها الذي يأتي في خضم الأزمة الدبلوماسية بين قطر والمملكة السعودية وحليفتيها دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين يثبت تدويل الدوحة للازمة واستدعاء قوة خارجية غير عربية.

وقطعت مصر والسعودية والبحرين الإمارات علاقتها مع قطر متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب، فيما يرجح مراقبون أن بتواصل التصعيد العربي ضد قطر على خلفية عدم التزام الدوحة بالمطالب العربية وهو ما ظهر في تصريحات وزير الخارجية القطري  محمد بن عبدالرحمن، اليوم، والذي أكد  فيها ان بلاده ستعتمد على تركيا لو استمرت الأزمة الخليجية، مؤكدًا أن إيران توفر ممرات للطائرات، مشيراً إلى أن بلاده لن تتفاوض مع القوى العربية، حتى تنتهي المقاطعة الاقتصادية.

وفي تصريح يزيد من التوتر القائم بين الدول العربية الخليجية من جهة، و قطر من جهة أخرى أكد وزير خارجية قطر أن قطر لن تتفاوض، فيما يخض شئونها مثل سياستها الخارجية، أو قناة الجزيرة التي يتهمها دول الجوار، بأنها تبث الفتنة وتعمل على زعزعة استقرار دول الشرق الأوسط.

وتضع خطوة إرسال قوات تركية للدوحة، قطر في موقف حساس وحرج جدًا، لاسيما وأنه يعتبر استعادة لزمن الاحتلال الأجنبي للدول العربية، وخاصة الاحتلال العثماني، فبعد عقود من سقوط الدولة العثمانية يبدو أن الدوحة ستضع موطن قدم جديدة للأتراك داخل شبه الجزيرة العربية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق