«الأبراج».. بيزنس النواب يخفي تراث «بلد المواويل» (تحقيق)

الأربعاء، 21 يونيو 2017 10:45 م
«الأبراج».. بيزنس النواب يخفي تراث «بلد المواويل» (تحقيق)
ابراج سكنية
سوهاج – أيمن صابر

بين ليلة وضحاها تغيرت معالم المدينة الهادئة، فتاهت ملامح بلد المواويل، ومساكنها وبيوتها الصغيرة وسيطرت عليها ظاهرة الأبراج السكنية،  بعد ارتفاع عدد سكانها الذى وصل حسب الساعة السكانية الى 4927682 نسمة، فى محافظة تعد ثانى أفقر محافظات الجمهورية، والتى تحتل المقدمة فى تصدير العمالة المهاجرة إلى محافظات بحري، والدول العربية، وتعد المحافظة الثانية بعد أسيوط فى إرتفاع أسعار الأراضى. 

مسألة العرض والطلب، والزحف المستمر للكتل الخرسانية على حساب المساحات الخضراء والنزوح الجماعي من الريف إلى المدينة، ضاعفت من قيمة الأراضي بمحافظة سوهاج، مع الأخذ فى الاعتبار تدهور وانخفاض القيمة السوقية للجنيه، وأصبح السماسرة هم اللاعب الرئيسي، وانتعشت تجارتهم فى سوق الأراضي والعقارات، ليس هم فقط ولكن العائدين من الخارج دخلوا اللعبة بشكل واضح، فهم يريدون تأمين مستقبل أسرهم وأولادهم واستثمار ثمن غربتهم. 

دخل المجال أعضاء البرلمان، على نفس الخط، فنجح خالد صالح أبو زهاد، النائب البرلماني عن دائرة مركز جهينة، فى شراء قطعة أرض  شركة بيع المصنوعات المصرية الكائنة على كورنيش النيل فى سوهاج بمبلغ 45 مليون جنيه، منذ عامين وضم إليها دورة مياة عمومية ضمن القطعة، ليقيم عليها فندقاً مكونا من 13 طابقاً، يضم مولاً تجارياً، وأدواراً إدارية وفندقية بالترخيص «رقم 65 حى غرب سوهاج»، وتقدم بعض أبناء العائلات من سكان المنطقة المجاورة، بشكوى للمحافظ وقام بإحالتها للشئون القانونية بالديوان، ليكون مصيرها التجاهل التام ويتردد بقوة قيام أبوزهاد بالتوسع فى استثماراته العقارية بالمحافظة بعدما قام بشراء مبنى وحدة مطافى سوهاج الكائنة بمنطقة العروبة والخلاف على ضم الحديقة المجاورة لها .

أما النائب البرلمانى أحمد نشأت منصور، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز سوهاج، فاشترك مع رجلى أعمال آخرين، وتمكنوا من شراء قطعة أرض مجاورة لمنزل محافظ سوهاج ومدير الأمن، أمام نادى سوهاج الرياضي بشارع الجمهورية، الذى يعد الأعلى فى القيمة السوقية للأرض ويتراوح فيه سعر المتر من 100  الى 110 ألف جنيه للمتر الواحد وسيتم بناء برج سكنى كبير عليها كما يملك نشأت برجا سكنيا آخر بجوار إدارة مرور سوهاج مكونا من 13 دورا خلف مجمع محاكم سوهاج تصل فيه ثمن الوحدة حاليا نصف مليون جنيه. 

فى الوقت الذي دخل فيه النائب أحمد حلمى الشريف، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس النواب، سوق الاستثمار العقاري، منذ سنوات فهو يملك برجاً سكنياً، بشارع  الجمهورية، وعلى مقربة من منزل المحافظ، مكونا من 11 دورا وبه مولاً تجارياً، تصل فيه ثمن الواحدة السكنية حاليا مليون جنيه خاصة على النيل ويملك الشريف أيضا مجموعة مدارس خاصة على طريق أخميم سوهاج الرئيسى وبرجا سكنيا آخر بجوار مجلس مدينة سوهاج  وبنك الإسكندرية.

ولأن العملية مربحة والسوق مغر فقد حقق محمد أبو الوفا عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة المصري، حلمه الذى يراوده منذ سنوات عديدة وبنى برجا بشارع أسيوط سوهاج، مكونا من 13 دورا ويتردد أنه سيكون بنظام فندقى وادارى لينضم الى البرج الثانى لعائلة أبو الوفا الذى يقع على محطة سكة حديد سوهاج وفندقين آخرين بمنطقة نجع أو شجرة كما يملك أبو الوفا سلسلة مطاعم كشرى هى الأكبر فى سوهاج وتحتل أماكن مميزة على الشوارع الرئيسية .

وبسبب البرج الذى بناه وأوصل اليه المرافق بطريقة مخالفة، دفع الدكتور نبيل نور الدين رئيس جامعة سوهاج الثمن غاليا واستبعد من المنصب الذى كان مرشحا للعودة إليه بقوة، بسبب تقرير تم رفعه من أحد منافسيه للوزير، ليتم الإطاحة بنور الدين من المرشحين لتولى المنصب الرفيع، وتتداول محكمة جنايات سوهاج حاليا القضية الخاصة باستغلال نفوذه، وتوصيل المرافق بشكل مخالف للبرج الكائن خلف مبنى أعضاء هيئة التدريس على الكورنيش الشرقى للنيل كما تضم المنطقة ذاتها مجموعة من الأبراج المخالفة لعدد من أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم جامعة سوهاج .

ويحتل الأخوان صلاح وحسن ضيف الله الصدارة، فى مجال العقارات بعدما آلت اليهما ملكية فندق النيل الكائن على الكورنيش الشرقي للنيل، أمام ديوان عام المحافظة بالرغم عما يتردد عن وجود أدوار مخالفة بالفندق، تسبب الكثير من الحرج للمحافظ أيمن عبد المنعم.

ويسيطر  «آل ضيف الله» على منطقة سيتي، التى تضم العشرات من الأبراج، فهم أول من استثمروا بها، ويملكون مدراساً خاصة، كما يملكون برجاً آخر أمام نادى التجديف، فى موقع متميز يضم أحد البنوك الخاصة، واشترى مؤخرا أحد المستشارين " رئيس محكمة جنايات " بإحدى محافظات الصعيد، وحدة سكنية فى هذا البرج، اقترب ثمنها من 2 مليون جنيه، ويملك آل ضيف الله برجاً آخر، بمنطقة قلفا وكان يقيم فيه قيادة أمنية  وجامعة خاصة أخرى تحت الانشاء على طريق أسيوط سوهاج أمام كمين اولاد نصير.

تعد منطقة سيتى أحدى الأماكن الرائجة فى الشراء لموقعها، وتخطيطها وهناك من يعرض مؤخرا بها 5 قراريط بمبلغ 56 مليونا، بالرغم من أن ثمنهم منذ سنوات قليلة مضت لا يتعدى عشر هذا المبلغ، وفى هذه المنطقة وصل سعر المتر حاليا 60 ألف جنيه، ومرشحا للارتفاع ليصل إلى 90 ألف خلال عام أو اثنينن بينما كان سعره  10 آلاف جنيه عام 2010، وينسب للأخوين ضيف الله أنهم وراء تهافت الناس على الشراء هناك، بعد بناء المدارس الخاصة واتمام مشروع الصرف المغطى لترعة باجا وهو الذى احدث نقلة نوعية فى المنطقة بكاملها التى لم يكن احد يجرؤ على السير فيها مطلع عام 2000وأنضم اليها منطقة موقف تونس والزهراء التى أصبحت ابراجا واصبح للوحدة السكنية سعرها أيضاً. 

وهناك منطقة طريق سوهاج أخميم الرئيسي، التي أصبح بناء الأبراج سمة واضحة، وفيها صراع محموم على بناء أبراج على أراض زراعية، وبالمخالفة للقوانين وبعض المناطق الزراعية، وصل سعر القيراط فيها 200 ألف جنيه على الطريق الرئيسى  أى أن الفدان اقترب ثمنه من 5 ملايين جنيه مثل قرية الحمادية وقرية باجا وطريق أخميم سوهاج. 

ومع تهافت المواطنين زادت عمليات النصب من بعض الملاك والسماسرة ووقع ضحايا كثيرون لذلك، فهناك من اشترى فى بداية إعمار المنطقة وحدة سكنية بمبلغ 150 ألف جنيه، ووقعوا عقوداً ابتدائية مع ملاك الأبراج، ومع ارتفاع ثمن الشقق السكنية، إلى ما يزيد على ضعفها خلال شهور، رفض الملاك تسليم الوحدات لأصحابها، وعرضوا فسخ العقود التي وقعوها لكى يتمكنوا، من بيعها بالأسعار الجديدة، التى وصلت إلى نصف مليون جنيه، مع دفع تعويض للقدامى 50 ألف جنيه، ووصلت الأمور فى كثير من الحالات لخلافات وقضايا، تنظرها المحاكم  ومنها قضية رفعها عبد الرحيم شيخون بالمعاش، ضد صاحب أحد الأبراج بمنطقة سيتى، اشترى منه الأول وحدة سكنية فى الدور الثامن بالبرج من الناحية الغربية بمبلغ 340 ألف جنيه ووقع عقدا عن طريق احد السماسرة وكلما ذهب الى وحدته يجد الباب الرئيسى للبرج مغلقا، ويقول له الخفير : « إن صاحب البرج طلب اغلاقه لوجود صيانة واصلاحات " وبعد مرور شهرين ذهب الى شقته ووجد عليها باب حديدى من الخارج وبها ساكن آخر وحينما نشبت مشاجرة بينهما، قال له الخفير: «هذه ليست شقتك» وتبين أن صاحب البرج باعها بسعر أعلى ورفض تسليمها للمشترى الأول.

ومع انخفاض القيمة السوقية للجنيه، خلال فترة وجيزة، ارتفعت أسعار الشقق والأراضي بشكل غير مسبوق، وهناك من يؤكد من السماسرة أنها سترتفع مرة أخرى، وهناك مناطق فى سوهاج أصبح سعرها يتفوق على القاهرة، ومنها شارع الجمهورية، ودائما يردد السماسرة مقولة «من اشترى فاز»، وتثبت الأيام صدق مقولتهم، وهو ما حدث مع نهال . م  مهندسة وزوجة أكاديمى أيضا، فقد باعت شقتها بأحد الأبراج في أسيوط، وذهبها الخاص واستدانت من والدتها وشقيقاتها، حتى تستطيع أن تشترى شقة ثمنها 450 ألف جنيه  بأحد أبراج  شارع سوهاج أسيوط الرئيسى منذ عدة سنوات يقترب الآن ثمنها من مليون جنيه  مع الارتفاع الجنونى فى سوق العقارات،  أما محمد . أ ضابط شرطة، فعندما أراد الاستقرار فى سوهاج منحه والده مبلغ مليون جنيه، اشترى منها شقة بأحد أبراج كورنيش النيل الشرقى بمبلغ 750 ألف جنيه ورفض المالك أن يخفض فى سعر المتر جنيها واحدا فقسطها له على قسطين كل 6 شهور ويزيد الآن ثمنها على مليون و250 ألف جنيه بعد تشطيبها .

ورغم بناء المدن الجديدة مثل حى الكوثر وسوهاج الجديدة وأخميم الجديدة، لكن لا زالت هناك صعوبات تواجه المقيمين فيها الذين يشكون من عدم توافر الخدمات العديدة المتوافرة فى المدينة وصعوبة المعيشة بها لدرجة أن بعض موظفى جامعة سوهاج بالكوامل لا يشربون من مياة الجامعة لتلوثها ومازالت تلك المدن امامها فترة اخرى من الزمن حتى يستطيع ابناء المدينة الإنتقال إليها  .

2507334-20170620_161827
 

 

2921442-20170620_171342
 

 

3658026-20170620_155950
 

 

3945772-20170620_164729
 

 

3983636-20170620_163814
 

 

4186294-20170620_163721
 

 

 
 
اقرأ أيضا..

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة