مبادئ حماس

الخميس، 22 يونيو 2017 10:59 ص
مبادئ حماس
صبرى الديب يكتب:

أؤكد أن أستمرار الصمت الرسمي المصرى تجاه "وثيقة المبادئ" التي أصدرتها حركة حماس منذ مايو الماضي قد يكون متعمداً، وأن التعامل مع محتواها لن يكون بمبدأ "حسن النيه" على الرغم من مما احتوته من تحولات جوهرية، وذلك لفقدان الثقة فى سياسات الحركة طوال السنوات الماضية، والتى فرض على مصر ضرورة الإنتظار لمتابعة تطبيق ما أعلنته على ارض الواقع أولاً، خاصة وأن ما تم إعلانه يختلف تماما عما جاء في الميثاق التأسيسي لـ حماس، وتحديدا فيما يتعلق بإرتباطها "العقائدى" بجماعة الإخوان المسلمين، الذى لا يمكن فكه من خلال كلمات مرسله في "ورقه" أو وثيقة.
 
ولا أخفى هنا أننى لم أجد استغرابا من دعوة أعضاء لجنتى الأمن القومى والشئون العربية بالبرلمان المصرى، للتعامل مع الوثيقة بـ "حذر" ولاسيما بعد تحول حماس خلال السنوات الأخيرة من حركة "جهاد" ضد إسرائيل، إلى حركة "جهاد" ضد مصر، وتوقفها الكامل عن توجيه رصاصة واحدة نحو إسرائيل، وتفرغها بشكل كامل لمناصرة جماعة الإخوان، وانتهاك الأراضي المصرية من أجل تهريب قيادات الجماعة من السجون، والزج بعناصرها في كثيرا من الأحداث التي شهدتها البلاد في أعقاب الإطاحة بمبارك، ودعم وتدريب وتأسيس مليشيات تحوى عشرات الإرهابيين داخل قطاع غزة وسيناء خلال فتره حكم الإخوان.
 
بل والأكثر من ذلك تصدير مواقف معاديه ضد النظام الحاكم في مصر، ومحاولة إظهاره بـ"المتأمر" الذى يحاول خنق وتجويع الفلسطينيين في غزة، لمجرد انه استخدم حقه المشروع في وقف انتهاك الحركة للاراضى المصرية من خلال الأنفاق، في محاولة للتعتيم على "تجارة الأنفاق" واستباحة الأراضي المصرية، التي كانت قد تحولت إلى بيزنس حقيقي لنحو 10 ألاف من قيادات حماس، لدرجة أنهم من فرط عوائد التهريب، ملئوا المنطقة المحصورة بين بوابة صلاح الدين وحي البراهمة، على الشريط الحدودي بين غزه ورفح، بما يزيد على الـ 2600 نفقا، تم استخدامها لتهريب كل أنواع السلع والأسلحة والمخدرات والبشر، لدرجة أن خبراء اقتصاديين قدروا حجم تلك التجارة التى مرت عبر تلك الأنفاق منذ يناير 2011 بنحو 20 مليار دولار.
 
لقد دفعت الأرباح الطائلة، والتجارة غير المشروعه التى ابتكرتها حماس على حساب الاقتصاد والأمن القومي المصرى، العشرات من العوائل الفلسطينية لاحتراف مهنة "حفر الأنفاق" حيث كانت تصل تكلفة حفر نفق تهريب البضائع الصغير إلى 60 ألف دولار، وتكلفة حفر نفق تهريب الأفراد إلى نحو 200 ألف دولار، ونفق نقل البضائع والمواشي إلى نحو 400 ألف دولار، ونفق تهريب الوقود والسلاح إلى نحو 600 ألف دولار، إلا إنهم فى المقابل كانوا يحصلون ملايين الدولارات يوميا من عائدات تهريب البشر والساع والمخدرات والاسلحة من وإلى مصر.
 
أؤكد أن صمت المصرى تجاه الوثيقة، وتحفظات لجنتى الشئون العربية والأمن القومى لم تأتى من فراغ، ولكن لستشعار الجميع بأن وثيقة حماس لم يتم طرحها إلا لمجرد "حفظ ماء الوجه" أمام مصر والعالم، إلا انه يبدو أن قادتها لم يستوعبوا بعد أن مواقفهم خلال السنوات الماضية، من الصعب أن تمحوها كلمات مرسله في "إعلان مبادئ" يعلنون من خلالها تخليهم عن ارتباطهم العقائدي بـ"جماعة الإخوان" وإن عليهم إثبات ما طرحوه فعليا من خلال مواقف على الأرض، قد تثبتها أو تنفيها الأيام.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق