«عدد خاص» من صوت الأمة الورقى بمناسبة عيد الفطر المبارك

عطر النبى فى مصر.. جعفر بن عقيل ابن حبيب الرسول

السبت، 24 يونيو 2017 01:00 م
عطر النبى فى مصر.. جعفر بن عقيل ابن حبيب الرسول
عطر النبى فى مصر
عبد الفتاح علي

هو جعفر بن عقيل بن أبى طالب، أخو مسلم بن عقيل بن أبى طالب، عمُّه أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وابن عمّه الحسين بن على بن أبى طالب.. سلامُ الله على آل أبى طالب. 
 
قيل فيه:  فى البيت من هـاشم العلياء نسبتُهم/ والنّعْتُ من أحمد المـبعوث لـلأمم
 
قـومٌ إذا فخر الأقـوامُ كـان لهُم / أنفُ الصّفا وأعالى البيت والحرم  أبوه عقيلُ بن أبى طالب بن عبدالمطّلب، من علياء قريش، سادة العرب، وبيت الحنيفية ملّة إبراهيم الخليل عليه السّلام. وقد حظى عقيلٌ بمحبّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
 
روى ابن عبّاس قال: قال على لرسول الله صلّى الله عليه وآله: يا رسول الله، إنّك لتُحبّ عقيلاً؟ قال: إى والله، إنّى لأُحبُّه حُبّين: حُبّاً له، وحبّاً لحبّ أبى طالب له. وإنّ ولده «أى مسلم» لمقتولٌ فى محبّة ولدك «أى الحسين عليه السّلام»، فتدمع عليه «أى على مسلم رضوان الله عليه» عيونُ المؤمنين، وتُصلّى عليه الملائكة المقرّبون. ثمّ بكى رسولُ الله حتّى جرت دموعُه على صدره، ثمّ قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتى من بعدى.
 
وكان لعقيل عددٌ من الشهداء على طريق سيد الشهداء أبى عبدالله الحسين رضى الله عنه، منهم أولاده، ومنهم أحفاده.. تقدّمهم ابنُه مسلم رضوان الله عليه فاستُشهد فى الكوفة قبل واقعة كربلاء، واستُشهد ابنه الآخر «جعفر» يوم عاشوراء بين يدى ابن عمّه الحسين عليه السّلام.
 
أمّا أمّه فقد تحىر أبوالفرج الإصفهانى فى ضبط نسبها، فقال: أُمّه أمّ الثّغْر بنت عامر ابن الهضاب العامرى، من بنى كلاب، فيما رويناه عن أبى جعفر محمّد بن على «أى الباقر عليه السّلام»، وعن حميد بن مسلم.
 
ويُقال: أُمُّه الخوْصاء بنت الثّغر واسمُه عمرو بن عامر بن الهضاب بن كعب بن عبد بن أبى بكر بن كلاب العامرى، وأمُّها أردّة بنت حنظلة بن خالد بن كعب بن عبدبن أبى بكر بن كلاب، وأمُّها أمّ البنين بنت معاوية بن خالد بن ربيعة بن عامر.. وأمّها حميد بنت عُتبة بن سمُرة بن عقبة بن عامر.
 
وأمّا إخوته فقد عدّهم المحقّق عبدالواحد المظفّر إلى ستّة عشر، وإخواته إلى ثمانية، وهم: على الأكبر، وعلى الأصغر، وعيسى، وعثمان، وعبدالرحمن الأكبر «الشهيد بكربلاء»، وعبدالرحمن الأصغر، وجعفر الأصغر، وسعيد، وأبوسعيد «أمّه الخوْصاء، وولده محمّد بن أبى سعيد الشهيد  بكربلاء»، وموسى «الشهيد بكربلاء»، وعبدالله الأكبر «الشهيد بكربلاء هو وولده محمّد»، وعبدالله الأصغر «الشهيد بكربلاء»، ويزيد، وحمزة، وعون «الشهيد بكربلاء»، ومحمّد «الشهيد بكربلاء هو وولداه: جعفر وأحمد»، ومسلم بن عقيل «الشهيد بكوفان».
 
قيل: كان ممن استشهد مع الإمام الحسين عليه السّلام سبعة عشر عقيلياً. 
 
تسعةٌ من ولْد عقيلٍ لصُلْبه تاسعهم مسلم سفير الحسين عليه السّلام، وثمانية من أحفاد عقيل: أربعة أولاد لمسلم، واثنان لمحمّد، وواحد لأبى سعيد، وواحد لعبدالله الأكبر.
 
قال الحافظ المقريزى الشافعى: وقتلوا لصُلْب عليّ بن أبى طالب تسعةً، ولصُلْب عقيل بن أبى طالب تسعة، ولذلك قالت نائحتُهم: 
 
عينُ جُودى بعبْـرةٍ وعويل / وانْدُبى إنْ ندبت آل الرسول
 
تسـعةٌ كلُّهم لصُـلْب عليٍّ / قد أُبيدوا، وتسعةٌ لعقيل. 
 
وكان من شهداء آل عقيل: جعفر بن عقيل رضوان الله عليه 
 
بعد شهادة على الأكبر عليه السّلام، خرج عبدُ الله بن مسلم بن عقيل، فقتل جماعةً ثمّ استُشهد، حينها حمل آلُ أبى طالب حملةً واحدة، فصاح بهم الإمامُ الحسين صلوات الله عليه: صبْراً يا بنى عُمومتى، صبراً يا أهل بيتى، فوالله لا رأيتُم هواناً بعد هذا اليوم أبداً.
 
ويُستشعر من هذا أنّهم أرادوا الهجوم بأجمعهم مرّةً واحدة، فاستوقفهم الإمام الحسين عليه السّلام: صبراً على الموت يا بنى عُمومتى، فتقدّموا واحداً واحداً، يرتجزون، ويُقاتلون، ويُقتلون، إلى أن استُشهد: عونُ بن عبدالله بن جعفر الطىار «وأمّه العقيلة زينب الكبرى سلام الله عليها»، وأخوه محمّد بن عبدالله، وعبدالرحمن بن عقيل، ومحمّد بن مسلم بن عقيل.
 
تقدّم جعفر بن عقيل للقتال كما يقول ابن شهرآشوب السّروى فجالد القوم يضربُ فيهم بسيفه قُدْماً وهو يقول مرتجزاً: 
 
أنـا الغـلامُ الأبطحيُّ الطـالبى / من معْشرٍ فـى هـاشمٍ وغالب
 
ونحـن حقّـاً سـادةُ الـذّوائب / هـذا حُسـينٌ أطيبُ الأطـائب
 
فقتل رجُلين، وقيل: قتل خمسة عشر فارساً.
 
ذُكر أنّ الذى قتل جعفر بن عقيل بن أبى طالب رضوان الله عليه هو عُروةُ بن عبدالله الخثْعمى، لكنّ أغلب المؤرّخين يؤكّدون أنّ القاتل الحقيقى هو بشْر بن حوْط الهمْدانى.
 
ويؤكّد ذلك ما جاء فى زيارة الشهداء يوم عاشوراء، قولُ الإمام المهدى: 
 
السلامُ على جعفر بن عقيل، لعن اللهُ قاتلهُ وراميهُ بشْر بن حوْط الهمْدانى. 
 
جاء فى كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين، أن جعفر الأكبر بن عقيل بن أبى طالب استشهد مع الحسين رضى الله عنه سنة 61 ولا عقب له.
 
فى الطبقات الكبير لابن سعد، كتب أن أمه أم البنين بنت الثغر وهو عمر بن الهصار بن كعب بن عامر بن عبيد بن أبى بكر وهو عبيد بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
 
وفى مقاتل الطالبيين قيل أن أمه أم الثغر بنت عامر بن الهصار العامرى من بنى كلاب.
 
ويقال أيضا إن أمه الخوصاء بنت الثغر واسمه عمرو بن عامر بن الهصار بن كعب بن عبد بن أبى بكر بن كلاب العامرى.
 
وفى تاريخ ابن الأثير، قيل إن أمه أم البنين ابنة الثغر ابن الهصار.
 
وقال ابن الأثير، عن واقعة مقتله، لما كانت ليلة العاشر من المحرم قال الحسين لبنى عقيل: حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا فقد أذنت لكم، قالوا: وما نقول للناس؟! نقول: تركنا شيخنا وسيدنا وبنى عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب بسيف ولا ندرى ما صنعوا لا والله لا نفعل ولكنا نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك.
 
ثم قال عند ذكر الحرب فى عاشوراء: ورمى عبدالله بن عروة الخثعمى جعفر بن عقيل. ثم عند ذكر اسم من قتل مع الحسين عليه السلام قال: وقتل جعفر بن عقيل بن أبى طالب قتله بشر بن الخوط الهمدانى.
 
ونحن حقا سادة الذوائب هذا حسين أطيب الأطايب
 
دفن جعفر بن عقيل، فى قرية البهنساء، بمحافظة المنيا، تلك القرية مرت بها العذراء، وارتوى ترابها بدماء الصحابة، كما تضم أرضها أضرحة 1000 من التابعين، يفد إليها القاصى والدانى لقراءة الفاتحة لأولياء الله الصالحين. 
 
لذلك يطلق على قرية «البهنسا» أرض الشهداء التى تقع على بعد ١٦ كيلو مترا من مركز بنى مزار بمحافظة المنيا، كانت بلدة ذات أسوار عالية، أثناء حكمها فى عهد الملك «بطليموس»، الذى كان لديه فتاة ذات حسن وجمال، ومن شدة حسنها أطلق عليها «بهاء النسا»، ومن هنا سميت البهنسا بهذا الاسم.
 
تعود قدسية المكان لاحتوائه على عدد كبير من أضرحة الصحابة الذين شاركوا فى غزوة بدر، وأطلقوا عليهم «البدريين»، والصحابة الذين أرسلهم «عمرو بن العاص» لفتح الصعيد، وعندما وصلوا إلى البهنسا وجدوها ذات حصون منيعة، وواجههم الرومان، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق