«عدد خاص» من صوت الأمة الورقى بمناسبة عيد الفطر المبارك

عطر النبى فى مصر.. «السيدة فاطمة» «أم اليتامى».. بنت سيد الشهداء

السبت، 24 يونيو 2017 09:00 م
عطر النبى فى مصر.. «السيدة فاطمة» «أم اليتامى».. بنت سيد الشهداء
عطر النبى فى مصر

صرخت فاطمة فى يزيد بن معاوية قائلة: «أبنات رسول الله سبايا يا يزيد؟» فخجل وقال: «بل حرائر كرام».

إنها حفيدة الزهراء وبنت سيد الشهداء فاطمة بنت الحسين رضى الله عنه، والسيدة فاطمة النبوية هى بنت أم إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التيمى.
 
ولدت فى أوائل العقد الثالث من الهجرة بين ثلاث أخوات وستة إخوة من أبناء الإمام الحسين، فالذكور هم: «على الأكبر»، و«على الأوسط» وعلى الأصغر الملقب «بزين العابدين» و«محمد»، و«عبدالله»، و«جعفر»، والإناث هن: أم كلثوم وزينب وسكينة وفاطمة، وقد توفى كل الذكور فى حياة أبيهم وأكثرهم قد استشهد فى كربلاء معه ولم يبق إلا الإمام زين العابدين، وهو الذى جعلت فيه ذرية الإمام الحسين إلى عصرنا، وبارك الله فيها وبسطها شرقا وغربا.
 
مرت السيدة فاطمة فى منتصف شبابها بمحنة من أشد ما مر على آل البيت، وكم مرت بهم من محن وكم دهمتهم من خطوب ولكن لن يكون إلى آخر الدهر مثل يوم كربلاء الرهيب. 
 
قدر للسيدة فاطمة أن تكون مع أبيها الإمام الجليل ساعة استشهاده هو وأكثر أهل بيته وأولاده، ثم تؤخذ مع الرهط النبيل المفجوع إلى قصر يزيد، حيث جبههم بغليظ الكلام والسيوف حولهم مشهرة والعيون بالرثاء أو الشماتة ناظرة.
 
لكن السيدة فاطمة وبكل كبرياء وشمم، صرخت فى يزيد بن معاوية وقالت فى استنكار: أبنات رسول الله سبايا يا يزيد؟!.. فخجل يزيد وقال: بل حرائر كرام وأدخلهن على أهله وبالغ فى التودد إليهن محاولا أن يصلح من وقع جريمته الشنعاء على قلوب المسلمين حتى قالت السيدة سكينة متهكمة على ما يفعله: ما رأيت رجلا كافرا بالله خيرا من يزيد بن معاوية!
 
ومن دلائل جودها الفريد ما حدث منها فى رحلة الرجوع للمدينة من كربلاء، فقد كان يصحبها وأهلها رجل من أهل الشام بعثه يزيد لرفقتهم، فلم تنس السيدة فاطمة فى مثل موقفها العصيب وحزنها الدامى أن تهتم به وأن تفكر فى مكافأته فأخذت من أختها سكينة سوارين ودملجين وبعثت بها إليه، إلا أن الرجل ردها قائلا إنه صنع ذلك لقرابتهم من الرسول.
 
توفيت فاطمة النبوية بعد أن عمرت حتى قاربت التسعين سنة وقيل إن وفاتها بين عامى 116 أو 118 هـ وقد شرفت بمقامها فيها أرض مصر ولها بالدرب الأحمر مسجد جليل وضريح عظيم عليه من المهابة والجمال والأسرار والأنوار ما يسر قلوب الناظرين صلوات الله وسلامه عليها وعلى آل البيت أجمعين.
 
كغيرها من آل البيت، تتمتع السيد فاطمة النبوية ابنة الحسين حفيد الرسول، صلى الله عليه وسلم، بمكانة فى قلوب المصريين، إلا أن مكانتها لدى أبناء الدرب الأحمر خاصة جدا، ففى مسجدها ومقامها يجدون راحة وسكينة، وهى فى نظرهم ملاذ اليتامى ونبع الحنان. عرفت السيدة فاطمة منذ أن جاءت مصر بـ«أم اليتامى» لأنها كانت حنونة جدا، وكانت تعطف على اليتامى والمساكين، وأشهر قصة تروى عن ذلك قصة رعايتها للسبع بنات اللاتى دفن بجوار مدفنها فى مدرسة أحمد أمين وتم نقلهن بعد ذلك إلى جوار ضريحها، ومنذ زمن تقام كل يوم اثنين حضرة بعد المغرب، لقراءة القرآن، ويوزع الناس الهدايا على الأيتام، أما مولد السيدة فاطمة، فهو أول مولد لأهل البيت يأتى بعد المولد النبوى، ويقام احتفال كبير يستمر لأسبوع أو أكثر، وتقام فيه الخيام ويوزع فيه الفول النابت والعدس واللحمة.
 
مسجد السيدة فاطمة النبوية فى الأصل كان صغيرا جدا حوالى 80 مترا، لكن بعد زلزال 1992 تصدع بالكامل، وجرى إعادة بنائه، لكن تم الإبقاء على الضريح والقبة، وبنى المسجد من جديد على مساحة كبيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة