«في المشمش».. «لبس العيد» يودي بحياة الطفلين شهد ونور

الأحد، 25 يونيو 2017 05:26 م
«في المشمش».. «لبس العيد» يودي بحياة الطفلين شهد ونور
ارشيفية
هبة جعفر

«يابابا هننزل نجيب لبس العيد امتى..أنا عايزة فستان زي بتاع صحبتي» ألقت الطفلتين نور وشهد، هذه الكلمات علي والدهما، فقد اقترب العيد ولم يذهبا لشراء الملابس الجديدة، فوجد الأب نفسه في حيرة من أمره، نظر إليهما والدموع في عينيه، فهو لا يملك ما يستطيع أن يسد به رمق طفلتيه، وأن يسعدهما مثل باقي الأطفال، ولكنه لا يمتلك سوء الكلمات التي يصبرهما بها فرد عليهما «بكرة هننزل نشتري اللي أنتوا عايزينه».

خرج حسام، أو كما يلقبونه «مشمش» في ذلك اليوم إلي عمله، فهو عامل محارة باليومية، ومنذ ما يقرب من شهر، لم يحصل علي أموال،فسوق العقارات يمر بحاله كساد ولم يطلبه أحد لعمليات تشطيب، ظل يحدث نفسه فماذا سيفعل مع طفلتيه وكيف سيدبر أمره، فقد تسول لكل زملائه من أجل أن يقرضه أحد مبلغ من المال، يمكنه من إدخال الفرحة علي طلفتيها ولكن دون جدوى.

تذكر حسام شقيقه، فتوجه إليهما في محاولة أخيرة للحصول علي الأموال من أجل شراء ملابس العيد، اقترب من شقيقه وطلب منه مبلغ من المال، لمساعدته  في أزمته التي يمر بها، ولكن شقيقه خذله قائلا:«الظروف علي الجميع يا مشمش أنا مش معايا فلوس أنا برضة لسة مجبتش لبس العيد لعيالي ومش معايا فلوس».

خرج حسام وكلمات شقيقه، ترن في رأسه، فكان هو آخر أمل له في أن يرسم البسمة، على وجه طفلتيه،  بعد أن ذله الفقر، وقلة الحاجة فكلما نظر إلي عيني طفلتيه نور وشهد، يشعر بالقهر فهو لا يعرف كيف يسعدهم مثل باقي الأطفال، في سنهم فهو لا يحضر لهم الحلوى، ولا الملابس ولا الطعام الجيد فلماذا يعيش وهو لا يتسطيع أن يوفر احتياجات أسرته.

وما أن دخل شارعه حتي وجد طفلتيه يلعبان في الشارع أمام المنزل، تهللا من الفرحة لمجرد رؤيته، فقد حان وقت شراء ملابس العيد، فقد اصطحب طفلتيه وقال لهم سنذهب لشراء ما تريدون فجهزا نفسهما وامسكت كل منهما بيد والدها بينما ظلت والدتهم بالمنزل تحضر لهما طعام الأفطار .

توجه الأب إلي محلات ملابس الأطفال، وبدأت كل منهم، في اختيار فستان العيد وبعد مرور ساعة، من اللف علي المحلات أوهم الأب طفلتيه، بأنه تعب من كثرة المشي، وطلب منه الراحة بعض الوقت، واصطحبهم للجلوس علي النيل، وما أن اقترب  من حافته حتي قام بإلقاء طفلتيه في النيل، للتخلص من حملهما الذي لم يعد قادر عليه ثم ألقى بنفسه خلفهما.

شاهد الأهالي الأب وبناته، بعد أن ألقى بهم في غيابات الجب، فحاولوا إنقاذهم ولكنهم فشلوا في إنقاذ الطفلتين لصغر سنهما، ولكنهم تمكنوا من إنقاذ والدهما، وقاموا بإخطار الشرطة وإرسالهما إلى المستشفى للتصريح بدفنهما.

اقرأ أيضاَ:  

«البنطلون لأ».. شاب ينهي حياته في مصحة نفسية

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق