وفاء هربت من الفقر لأحضان زوج عاجز فطلبت الخلع

الثلاثاء، 27 يونيو 2017 12:58 م
وفاء هربت من الفقر لأحضان زوج عاجز  فطلبت الخلع
الخلع - أرشيفية
إسلام ناجى

هربت وفاء من فقر أسرتها، ومنزلهم الصغير المتكدس بالبطون التى لا تشبع، إلى ثراء الحاج محمد، ومنزله الواسع ذو الثلاجة العامرة التى لا تفرغ، متغاضية عن فرق السن الكبير بينهما الذى تجاوز الـ20 عامًا، حالمة بعيشة هانئة مطمئنة، متمنية غد بلا جوع أو عراء، فأرتدت دبلته الذهبية فى بنصرها الأيسر بعد عقد قرانهما فى شقته الفاهرة، بحضور والديها وأشقائها الثمانية، وصديق عريسها المقرب، مودعة حياتها القديمة بإبتسامة عريضة تنم عن جهلها الشديد بما ينتظرها فى المنزل الجديد.

أمضى محمد ليلته الأولى يحاول ممارسة حقه الشرعي مع زوجته الحسناء دون فائدة، وبعد 4 ساعات من المحاولات الفاشلة، قرر معاقبتها على عجزه، فتناول حزام بنطاله الجلدي، وانهال عليها بالضرب والسباب، واللعنات حتى تسبب فى تورم جسدها الأبيض، وكسر أنفها المعقوفة قبل أن يتمالكه التعب، ويتخلل الإرهاق أوصاله، فترك المسكينة مكومة على أرضية الغرفة تتأوه من شدة الألم، وصعد إلى السرير يفكر فى فضيحته المحتومة، وما هى إلا دقائق معدودة، وغلبه النعاس.

أشرقت شمس اليوم التالي، على جسد العروس الجريحة، فلمست أشعتها جلدها الرقيق على استحياء، تخشى إيلامها، ومع ذلك استيقظت وفاء، وأخذت تمسح المكان بعينيها لتتأكد مما حدث معها الليلة الفائتة، فوجدت زوجها نائمًا كأن شيئًا لم يحدث، فنهضت ببطئ حتى لا توقظه، ودخلت إلى الحمام؛ لتنظف جروحها، وعندما نظرت إلى وجهها فى المرآة، فزعت من المشهد، فملامحها الفاتنة مشوهة تمامًا، ووجهها الأبيض مخضب بالدماء، ودخلت فى نوبة بكاء عاصفة، هدمت أحلامها السعيدة، ومزقت مستقبلها المشرق.

اخترق صوت شهقات وفاء الجدران حتى وصل إلى آذان زوجها، فنهض مستغربًا يفتش عنها فى الغرفة، وعندما وقعت عينيه على حزامه الجلدى قفزت إلى ذاكرته مشاهد الليلة السابقة، فهز رأسه بلا معنى محاولاً إبعاد ذلك الكابوس عن مخيلته، وتتبع الصوت إلى الحمام، فطرق الباب برفق، وعندما فتحت له صعق من منظرها، وترقرقت دمعة حانية فى عينيه، ومد يده إليها برفق يجفف دموعها المخلوطة بالدماء المتحجرة على وجهها، واعتذر لها عما بدر منه، ووعدها بتعويضها عن الليلة السوداء بهدية ثمينة، وبالفعل لم تمر إلا ساعات قليلة، وأحضر لها خاتم ذهبيًا كبيرًا.

فى الليل، تكرر المشهد مرة ثانية، زوج عاجز عن ممارسة العلاقة الزوجية مع عروسته الجميلة، وزوجة خائفة، مترقبة العقاب على ذنب لم تكترفه، وما هي إلا دقائق معدودات وفاض الكيل بمحمد، وتتطاير الشرر من عينيه، فشعرت وفاء بإقتراب «علقة الموت»، وحاولت الإبتعاد عنه، لكنها كانت قد تأخرت كثيرًا، وتعدى عليها محمد بالضرب مرة أخرى، صابًا غضبه عليها، وخلد إلى النوم، بينما سهرت هى تندب حظها، وتوبخ نفسها على زواجها من هذا الرجل العاجز سىء المعشر.

استيقظ محمد مبكرًا، وتسحب خارجًا من الشقة دون أن تشعر به الزوجة المسكينة، وغاب عن المنزل أسبوعًا كاملاً، فاستردت وفاء عافيتها، والتأمت معظم جروحها، وحظت براحة كبيرة لم تعرفها يومًا، وفى أول أيام رمضان، وجدته يفتح الباب، ويدخل عليها مبتسمًا حاملاً بين يديه عشرات الأكياس التى تنوعت بين الطعام، والفاكهة، والهدايا، فتسمرت الزوجة مكانها، وشعرت بالألم يتسرب من جروحها الملتأمة إلى باقى أجزاء جسدها، وتلاحقت صور الضرب أمامها سريعًا، فأحس محمد بها، وطمأنها بكلمات مقتضبة، ووضع الأكياس على طاولة الطعام، ودخل إلى غرفته؛ ليبدل ملابسه.

لم يحاول محمد أن يقرب وفاء لمدة 20 يومًا متتالية، وأحسن معاملتها، وأغدق عليها الهدايا الغالية، حتى هدأ خوفها، ورضت بحياتها معه حتى وإن ظلت بكرًا لم يمسسها أحد، ولكن سرعان ما عادت ريما لعادتها القديمة، وعادت محاولات محمد الفاشلة مرة أخرى ، فضاق صدر وفاء، ولم تعد تتحمل إهانته له، وتعديه عليه، فحكت لوالدتها، وأبدت لها رغبتها فى الإنفصال، فرفضت الأم الفكرة، ونصحت نجلتها بالصبر، لكن وفاء لم تتحمل، وقررت اللجوء إلى محكمة الأسرة.

اقرأ أيضاً: 

إحالة عامل للجنايات بتهمة هتك عرض طالبة بالمرج

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق