متى ترفع قطر الراية البيضاء؟

الأربعاء، 28 يونيو 2017 11:00 ص
متى ترفع قطر الراية البيضاء؟
تميم بن حمد أمير قطر
محمد الشرقاوي

تناولت صحافة اليوم الأربعاء، توابع الأزمة القطرية، مع قرب انتهاء مهلة دول المقاطعة للدوحة، وتنفيذ شروط أبرزها إغلاق قناة الجزيرة الإخبارية، وخفض علاقاتها بإيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية، ودفع تعويضات لها وهي مطالب، يبدو أن من الصعب على الدوحة الانصياع لها.

عبدالرحمن الراشد الكاتب والإعلامي السعودي، قال في صحيفة الشرق الأوسط في مقال بعنوان: «على قطر أن ترفع الراية البيضاء»: «في وجه مقاطعة الدول الغاضبة، قطر مثل القط المحاصر الذي يبحث عن منفذ للتملص، وبدلًا من أن يتعامل مع أزمته بواقعية ويعترف بأنه صار يمثل مشكلة خطيرة وكبيرة على الجميع في المنطقة، فإنه يعاود القفز البهلواني، مستعيدًا حيله القديمة، للقط القطري نقول: «دع عنك محاولات القفز من النوافذ، فالأزمة باب واحد عليك أن تخرج منه ومنها بالتفاهم مع جيرانك، لن ينقذك مرشد إيران، ولا جند الأتراك، ولا الدوائر الأمريكية التي توحي لك بنصف حل، ولا تصريحات الألمان، ولا غيرهم ممن لجأت إليهم».

وتابع: «مطالب الدول الأربع ثلاثة عشر، لكنها في الحقيقة لها هدف واحد، أن يكف نظام قطر أذاه وشروره عن دول المنطقة التي ستضيق عليه الخناق إن عاندها؛ حيث يبدو أن دول المنطقة حسمت أمرها بألا تسكت عن تهديد قطر لأمنها ووجودها، وستضيق عليها حتى تشعر بالأذى نفسه».

وأضاف، قائلاً: «أما لماذا هذا الإصرار، فإن مصر لأكثر من عامين وهي تدعو نظام قطر إلى أن يتوقف نهائياً عن دعم معارضيها، مسلحين أو مدنيين، فالشأن المصري يخص المصريين، وكذلك كانت تريد منه السعودية والإمارات، أن ينتهي من عمليات التمويل للمعارضة المتطرفة في الداخل والخارج، ويتوقف عن دعم الجماعات المسلحة ضدها في اليمن وغيره، أما البحرين، فقد عانت كثيراً وطويلاً من تمويل القطريين للمعارضة المدنية والمسلحة».

أما لماذا تصر هذه الدول على إملاء شروطها الثلاثة عشر، فلأنها جربت التفاهم مع نظام قطر واكتشفت أكاذيبه، ففي اتفاق الرياض عام 2013 تعهد النظام القطري ووقع على وثيقة بألا يكون طرفاً في أي عمل ضد جارته السعودية.

الآن يظن أنه يستطيع أن يكرر عمليات الاحتيال عليهم بصيغ مختلفة، لكن الأزمة كبرت، بالنسبة لمصر صارت أفعال قطر تمس أمنها، عندما تقوم بتمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا التي تهاجم الداخل المصري وسط احتفاء «الجزيرة» والتحريض الصريح ضدها. وكذلك السعودية التي ما عادت تسكت عن الحوثيين الذين يرمون مدنها بالصواريخ بدعم من الإيرانيين والقطريين.

ولا يمكن أن تبقى صابرة على دفعها أموالاً طائلة لتمويل سعوديين مغرر بهم يحاربون في صفوف تنظيمات داعش وجبهة النصرة في سوريا والعراق، ونحن ندرك أن هدف نظام قطر ومشروعه الحقيقي ليس إلا عودة هؤلاء السعوديين لاحقاً إلى السعودية للقتال هناك، مكررة قطر ما فعلته بتحريض السعوديين المتمردين على دولتهم، من المنضوين تحت لواء "القاعدة" في أفغانستان في العقدين الماضيين.

المعركة واضحة؛ فقطر تستهدف الأنظمة، بإضعافها أو إسقاطها، ومن الحتمي أن يقابل فعلها بالمثل، لهذا خير للقط سيئ الفعل والسمعة أن يرفع الراية البيضاء، بدلاً من أن ينجرف وراء دعايته فيصدقها هو هذه المرة يهدد ويتوعد بأنها ستكون «خيمة صفوان» ونحن نخشى عليه من أن يكون «ميدان رابعة».

في صحيفة الأهرام المصرية، بعنوان: «قطر .. ومنتخب الشياطين!»، للكاتب الصحفي هاني عسل، قال: «واضح أن نظام تميم اختار التصعيد، فالرجل لا يعترف بوجود خطأ، وما زال مبسوطًا بفكرة إيذاء جيرانه والتطاول والتآمر عليهم ومواصلة أداء دور صانع التعاسة والأذى في الشرق الأوسط، محتميا بمنتخب الشياطين.

قطر الآن اختارت أن تسوق لفكرة أنها مظلومة، وأنها تتعرض لحصار جائر ينتهك القانون الدولي وسيادة الدول علي أراضيها ومبادئ حقوق الإنسان .. نفس دور الضحية وفكرة المظلومية التي تعلمتها من الجماعات المقيمة علي أرضها.

منتخب الشياطين الذي يضم الآن قطر وإيران وتركيا، ومعهم «المحترفون» من جماعات وتنظيمات الإرهاب من المنطقة والعالم، كالإخوان وطالبان والقاعدة، ومن ورائهم جميعاً إسرائيل، يلعب "بخطة" واضحة لا تختلف كثيرا عن خطته في المباراة السابقة من الربيع العربي، ولكن الخطة السابقة كانت تدار من أجهزة المخابرات والفضائيات ومراكز الأبحاث من وراء الكواليس، أما الخطة الحالية، فهي «اللعب علي المكشوف»، كل الأوراق على المائدة، تصريحات وشائعات وجيوش وقواعد عسكرية وخلافه، ولذلك نلاحظ:

- اللوبي الداعم لقطر في الوسائل الغربية، بل والروسية أيضا، يدافع الآن باستماتة عن موقف الدوحة من الأزمة، ويصور المطالب المصرية الخليجية المشروعة على أنها شروط مجحفة وغير إنسانية وغير قابلة للتطبيق، و"حرام عليكم"!

- منظمات دولية وحقوقية مأجورة دخلت أيضا على الخط وبدأت تنفث تقاريرها المسمومة التي تشوه أنظمة الحكم في دول المقاطعة الرئيسية الأربع : مصر والسعودية والإمارات والبحرين، مثل موضوع سجون اليمن، ومثل محاولة الوقيعة بين هذه الدول وبعضها مثل موضوع تيران وصنافير، وتوقعوا المزيد.

إذن، قطر وإيران وتركيا وباقي أعضاء منتخب الشياطين يريدونها حربا في المنطقة، فهي ذات الدول التي دعمت بالروح والمال والدم فوضي ما يسمى الربيع العربي، وتري الآن أن الفرصة سانحة، بل ذهبية، للانتقال إلى المرحلة الثانية، وتحويل الربيع المحلي إلى ربيع إقليمي يقضي علي ما تبقي من دول المنطقة، وبخاصة تلك الدول التي أفلتت من جحيم الربيع، وأول الضحايا ستكون تلك الدول الخانعة التي لم تتخذ موقفًا، ولكن الكعكة الكبيرة ستكون بالتأكيد مصر والسعودية، لكي تدار المنطقة - كما يحلمون - من استوديوهات قناة الجزيرة ومكاتب حزب «العدالة والتنمية» والمرشد الأعلى وقيادة الحرس الثوري والموساد، وهو ما لن يحدث بطبيعة الحال.

.. لو كنت مكان حكام قطر الآن، واخترت التصعيد، لبدأت العد التنازلي على الفور!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق