في ظل تراجع «داعش».. أحلام بن لادن تعود من جديد

الأربعاء، 28 يونيو 2017 01:40 م
في ظل تراجع «داعش».. أحلام بن لادن تعود من جديد
انسحاب داعش - أرشيفية
محمد الشرقاوي

أيام قليلة، وتشهد الساحة العالمية تغيرًا جذريًا، في خريطة انتشار الحركات الإرهابية، ذات الأيدلوجية الدينية وعلى رأسها تنظيمي «داعش»، بزعامة أبي بكر البغدادي، و«القاعدة» بزعامة أيمن الظواهري، فالقوات العراقية قالت إنه سيتم إعلان مدينة الموصل في الشمال العراقي خالية من داعش.

الأمر الذي يمثل ضربة قوية للتنظيم الإرهابي، فالموصل هي العاصمة الأهم في حياة التنظيم، وهو ما يعني انحصار رقعة سيطرته في سوريا ومناطق جديدة في وسط آسيا، ما يعني أن الساحة أضحت فارغة أمام غريمه التقليدي القاعدة، الذي لن تمر عليه هزائم أبناء البغدادي مرور الكرام.

القاعدة، أم التنظيمات الموجودة على الساحة، فداعش قد خرج من رحمها، بدأ محاولات العودة للساحة على فترات متفاوتة بدأت مع العام الجاري، اقتصرت في محاولات اندماج وانصهار في مناطق متفرقة، فعلى الساحة السورية كانت «هيئة تحرير الشام» وهي أكبر تكتل قاعدي في بلاد الشام، جمعت بين جبهة فتح الشام وأحرار الشام وعشرات الفصائل الأخرى.

غير أن الاندماج الأبرز كان في الساحة الأفريقية، وهو ما تمخض عن «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، ويتزعمه إياد داغ غالي، يضم 4 جماعات هي جماعة «أنصار الدين» التي أنشأها غالي نفسه عام 2011، وجماعة «المرابطون» التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار - تأسست عام 2013 بعد اندماج حركة «الموقعون بالدماء» لمختار بلمختار نفسه وحركة «التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» التي يقودها أحمد ولد العامر - و«إمارة منطقة الصحراء» و«كتائب ماسينا» الناشطة في وسط مالي.

بعيدًا عن التكتلات، شهدت الأيام الماضية، موجات عنف قاعدية في الساحة الأفريقية، تشنها مجموعات مسلحة وهجمات انتحارية للذئاب المنفردة، والتي تعمل وفق تعليمات الزعيم القادم للقاعدة حمزة بن لادن، والذي يتم الترويج له خلفًا للظواهري باعتباره «خير خلف» للزعيم المؤسس أسامة بن لادن.

ولأن القاعدة أكثر تنظيمًا، كان من السهل استغلال أبناء «بن لادن» للانحسار الداعشي في بؤر تواجده، فبعدما كانت الحرب تضع أوزارها بين التنظيمين، انسحب التنظيم القاعدي منها وجعل داعش في مواجهة القوات النظامية كما الحال في سوريا، بعدما كانت القاعدة أكثر تخبطًا في أول نشأة داعش.

الآن وبعد مرور أكثر من 3 سنوات على نشأة تنظيم البغدادي، باتت محاولات القاعدة للعودة أكثر وضوحًا في منطقة الساحل والصحراء الغربية وفي شمال أفريقيا، في ظل معارك دائرة في ليبيا ووضع أمني هش في غرب القارة السمراء مالي والصومال والنيجر.

في ليبيا، اعتمد التنظيم على بعض الجماعات المحلية، على رأسها مجلس شورى مجاهدي درنة، الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في ليبيا، وقيادات أخرى من الجماعة الليبية المقاتلة الفرع العسكري الموالي للإخوان المسلمين، وأيضًا مجلس شورى ثوار بنغازي، والذي يتكون من ائتلاف ميليشيات إسلامية تدعمها قطر هي أنصار الشريعة ولواء 17 فبراير، وكتيبة راف الله السحاتي، وميليشيات مجلس شورى مدينة أجدابيا.

وفي مالي، ينشط تنظيم «جماعة أنصار الإسلام والمسلمين»، والذي تأسس للحد من نفوذ تنظيم داعش في غرب أفريقيا، حيث نفذ عدة هجمات مسلحة على مناطق حكومية ومنتجعات سياحية، وأعلى التنظيم من نظرية استهداف المصالح الغربية والرعايا الغربيين الذين يصفهم بـ«الصليبيين».

وفي الصومال، تشن حركة الشباب الصومالية، هجمات مسلحة بين الحين والآخر، باستخدام الانتحاريين والسيارات المفخخة، بلغت ذروتها خلال الأشهر الماضية، في محاولة لزيادة مناطق السيطرة ، ودعم نشاط تنظيم القاعدة، فى منطقة شرق أفريقيا باعتبار أنها التنظيم الأساسي الذي يعبر عن التوجهات القاعدية في تلك المنطقة.

بحسب مراكز بحثية، استغلت القاعدة الأوضاع المتردية في الدول الإفريقية جنوب الصحراء لتتغلغل وتنتشر بين المجتمعات المحلية الإفريقية حتى غدت جزءًا في دولٍ كمالي والصومال وشمال نيجيريا، أو ذات سطوة وحضور في دول كالنيجر وإقليم دارفور بالشمال الغربي للسودان، وشكَّلت خلايا نائمة في كلٍّ من موريتانيا والسنغال والجزائر وتونس والسودان وشمال تشاد وإفريقيا الوسطي وكينيا وأوغندا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق