خيارات قطر وساعة الحقيقة.. هل تتحدى الدوحة عقاربها؟

الخميس، 29 يونيو 2017 12:15 م
خيارات قطر وساعة الحقيقة.. هل تتحدى الدوحة عقاربها؟
تميم
محمد الشرقاوي

مع سرعة دوران عقارب الوقت، تجاه انتهاء مهلة الشروط التي حددتها دول المقاطعة لقطر لعودة العلاقات مرة أخرى، باتت قطر بين شقي رحى وهو إما الحفاظ على الأمن القومي العربي أو الاستمرار في تقويضه لصالح قوى خارجية، وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية المصري مساء الأربعاء.

السفير سامح شكري، طالب قطر بالاختيار بكل وضوح ودون أية مواربة، بين أن تكون طرفًا يحمي ويصون الأمن القومي العربي، ويحافظ على استقرار ومقدرات الدول العربية الشقيقة، أو أن تستمر في محاولتها الفاشلة لزعزعة استقرار المنطقة، وتقويض الأمن القومي العربي، لصالح جماعات مارقة، لفظتها المجتمعات والشعوب العربية.

تصريحات سامح شكري أكدت على أن العلاقات القطرية مع مصر مرهونة بتحقيق مطالب القاهرة، يقول: «من يرغب في الاستمرار بالتآمر على مصر وشعبها فسيكون أول من يكتوي بنار تآمره»، مشيرًا إلى أن مصر مستمرة بكل حزم في مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، حتى يتم اجتثاثه من جذوره وتجفيف منابع دعمه وتمويله.

وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات الدكتور أنور قرقاش، قال في عدة تدوينات على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن ساعة الحقيقة اقتربت، في إشارة إلى قرب انتهاء مهلة الشروط التي حددتها دول البيان المشترك (المقاطعة)، مضيفًا أنه يتوجب على الشقيق اتخاذ قرار.

وأضاف قرقاش، في سلسلة  تغريدات: «المتابع لأزمة الشقيق يلاحظ تحرك تيار الإخوان ورفاق الطريق، الولاء ليس للأوطان بل للأحزاب ولتغيير النظم وثروة الشقيق وأوهامه طريق هؤلاء.. تحركت الأقلام والأجندات الحزبية تسعى إلى أَذى الشقيق، تسلخه عن محيطه، همها مصدر تمويلها ومشروعها، تدافع وتهاجم مدركة أنها معركتها الأخيرة».

وتابع: «ابتعد عن المعركة الدائرة مواطنو الشقيق، مدركين عواقب عزلتهم عن محيطهم متعففين عن معارك الطواحين مع أشقائهم، وتعالى صوت الحزبي والأجير.. ومن الملاحظ سوء التقييم والتدبير عند دوائر قرار الشقيق، فهل بالإمكان أن تربح معركة الصخب والصراخ الإعلامي وتخسر أهلك ومحيطك وضمانك الحقيقي؟».

تضمنت التدوينات: «الغريب، ولعله ليس بالغريب، أن اصطفاف الإخوان كما توقعناه، ضد أهلهم وأوطانهم، مجرد دمى وحناجر موظفة لمشروع حزبي هدام، موقف الإخوان في خزيه متوقع، وطالما عانينا من تآمر الشقيق على استقرارنا وشهدنا دعمه لأجندة حزبية تسعى للفوضى في عالمنا العربي، نقول له كفى، عد لرشدك، أو اختر طريقك دوننا.. وقد قاربت ساعة الحقيقة ندعو الشقيق أن يختار محيطه، أن يختار الصدق والشفافية في التعامل، وأن يدرك أن صخب الإعلام وبطولات الأيديولوجيا وهم زائل».

vvvvv
 

 

واعتبرت المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، عزل قطر من قبل دول المقاطعة العربية يتيح فرصة لواشنطن للضغط على طرفي الأزمة، الرياض والدوحة.

وقالت هايلي، إن أمريكا ستطلب من قطر وقف تمويل حركة حماس في غزة، بالنظر إلى أنها على لائحة الإرهاب الأمريكية، وستطلب في الوقت نفسه من السعودية وقف إجراءات حصار قطر.

وشددت الدبلوماسية الأمريكية على أولوية وقف تمويل الإرهاب، وقالت في هذا الصدد: صحيح أن لدينا قاعدة عسكرية في قطر، لكن الأولوية لوقف تمويل الإرهاب، مؤكدة أن جماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط جزء من المشكلة، مشيرة إلى إنها شخصيا ليست من المعجبين بالجماعة مطلقًا.

ونقل موقع بوابة العين الإماراتي عن خبراء اقتصاديين، قولهم إن القطاع المصرفي القطري محاصر بين فائدة الودائع المرتفعة ومخاطر محفظة الائتمان، في ظل تقلص الأرباح، وارتفاع استقطاعات القروض المتعثرة، وتجاوز معايير بازل 3 وشح السيولة، بخلاف إمكانية فرض عقوبات دولية على بعض المصارف المتهمة بتمويل الإرهاب.

وأشارت إحصاءات إلى أن مصارف ومؤسسات سعودية وإماراتية وبحرينية تمتلك ودائع قصيرة الأجل في المصارف القطرية بنحو 18 مليار دولار تستحق جميعها في غضون شهرين، في حين أشارت تقارير أخرى إلى أن 24% من الودائع المصرفية في قطر هي أموال سعودية وإماراتية، ومع الإعلان عن سحبهما سيتفاقم الأمر ليصل إلى زعزعة استقرار النظام المصرفي في قطر.

وتحدثت التقارير عن أن سحب السعودية والإمارات والبحرين كافة ودائعهم في المصارف القطرية، ربما يؤدي إلى إفلاس عدد من تلك المصارف، أو على أقل تقدير تراجع التصنيف الائتماني الخاص بالدوحة، نظرا لقلة السيولة المتاحة للعملة الأجنبية في قطر، وستؤدي إلى ضعف الثقة في مناخ الاستثمار بقطر.

من جانبها، قال صحيفة الاقتصادية السعودية إن قطر سحبت 10 مليار ريال قطري من ودائعها واقترضت 6 مليار دولار في شهر واحد فقط، ما يثير إلى أزمة حقيقية مقارنة بممارسة المصارف القطرية في أبريل الماضي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق