ولا يا حمووو التمساحة يالاا

الخميس، 29 يونيو 2017 02:00 م
ولا يا حمووو التمساحة يالاا
هبة العدوي تكتب:

من منا لا يتذكر جملة فضة المعداوي الشهيرة ؟ 
كانت رمز صاغه لنا المبدع أسامة أنورعكاشة تعبيرا عن كل قيمة تغتال الجمال .. تصويرا لكل قبح من حولنا يقتل فينا الإنسان .. ويرسخ لقانون البلطجة ..
و( اللي تغلبه العب به)  و( البقاء للأقوى ). 
 
قانون فضة صار لهذا الزمان قانونا .. بعد أن كان في ثمانيناتنا الجميلة مجرد استثناء أو قل جرس إنذار .. لم يلتفت أحد له..
قل لي عزيزي المصري كيف تكون شخص ضمن منظومة قوانين فضة المعداوي وتحافظ علي روحك حية؟ .
كونك ضمن تلك المنظومة، يعني أن تصير أولا (بلطجيا ) .. ثم ( زومبيا مصاصا للدماء) .. 
فالبرمجة التي سيتبرمج عقلك عليها – مهما كانت ثقافتك أو مبادئك – أنك ستنجح فقط إن صرت ضمن قوانين فضة .. 
 
وتسألني وما هي تحديدا قوانين فضة الفكرية؟؟
والتي آلت بها وبكل من يتبعها أن يصير مثلها !!
 
1-كن إنسانا مُتسلّْطا ..
 
اصنع لنفسك هرمك السلطوي .. قف فوقه .. نادي في الناس بأعلى صوتك : 
-اسمعوا أوامري أنا بس .. أنا ربكم الأعلى .. كن أكثر غلظة .. أكثر تجهما .. تلك هي القوة -
اتّبِع معهم مبدأ العصا والجزرة .. هم كالدواب يحملون أسفارا .. ومنذ متى ومن ملك عقل دابة هو قادرا على الحركة دون العصا أو الجزرة .. هكذا أنت كفضّة.. 
لا تنسي أن تحافظ على مناخ منغلق لا تسمع فيه سوى لصوتك فقط .. 
 
2- تَملّك فأنت الحَكَم .. احكُم على كل من تتعامل معهم ..
وبلسانا لاذعا اسخر من شخوصهم .. أنت وحدك تملك كل المعرفة .. أنت وحدك تملك كل الاستطاعة 
انت المَلِك .. كل من وما حولك هو مِلْك لك .. لا قيمة لشيء أمام قيمتك .. لا قيمة لإنسان ولا لروحه الحرة أمام قيمة كل ما هو مادي جاف خالي من الروح 
فمن ماتت روحه، يَسْهُل  تَملُّكُه .. والعكس بالعكس..
 
3-صنّفهم.. 
ها قد حان أوان التصنيف .. أيها الملك العظيم.. 
فهم حيوانات لا يعلمون كيف تكون الإدارة الصحيحة إذا ما خالفوا رأيك .. الذي هو الرأي الوحيد الصحيح ..  
وهم عمال .. تملؤهم القذارة لا يستحقون الحياة ..  
وهم من القرية ..رائحة طينهم تزكم أنفك الإرستقراطية ..
وهم من المدينة .. حيث أصوات الخلاعة تنادينا.. 
هم ذو توجه محافظ ..إذن هم رجعيون.. 
هم ذو توجه لبيرالي .. إذن هم متسيبون ..
صنّف كل من يخالفك  تصنيفا ما .. يِسهُل معه تشييء إرادته.. 
 
4-إرفضهم..
إرفض حتى وجودهم بكل قوتك .. إفصلهم من عملهم .. هاجمهم في عقر دارهم .. إهدم المعبد فوق رؤوسهم  من ليس معك أيها الملك هو ضدك 
فيلا أبو الغار يجب أن تُهدم .. لأن لا  قيمة لجمالها أمام زكائب أموال فضة 
لا قيمة لجمال الإنسانية  أمام المادية .. تلك أشياء مثالية بالية 
 
وقفت أمل صبور وهشام أنيس ومفيد أبو الغار كأبطال للرواية أمام بلطجة فضة وقوانينها .. لم يرفعوا أبدا رايتهم البيضاء.. 
قاتلوا كالفرسان صفا واحدا توحدهم القيم الإنسانية النبيلة، من أجل بقاء الروح وجمالها.. 
 
عزيزي القارئ: 
 
صحيح فضة المعداوي كانت مسلسلا، لكني أرى أن مازال عرضه مستمرا على مسرح حياتنا..
تختلف الشخوص وتتغير الأماكن والسيناريو والحوار لكن بالفعل ( الحكاية لسه مخلصتش )  ..
ولكني أتسائل : 
هل (الراية لسه مترفعتش )؟ 
أم أن (تتار الزمن الأغبر ) قد تضاعفت أعدادهم ودفعوا (ببلدوزرات قبحهم )، فقط عندما تأكدوا أن الراية البيضا قد رفعها كل من يملك قلبا وروحا وإنسانية ؟؟
عندما تأكدوا أننا قد صرنا  ( بقايا  ) أُناسي متبعثرة، لا تقوَى على شدّ بعضها بعضا ؟؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة