وسقطت الخرافة.. العراق بدون داعش بعد 3 سنوات من الحرب

الجمعة، 30 يونيو 2017 02:52 م
وسقطت الخرافة.. العراق بدون داعش بعد 3 سنوات من الحرب
داعش
محمد الشرقاوي

في فجر 17 أكتوبر 2016، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بدء معركة «قادمون يا نينوى» لتحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي - يزعم داعش أنها عاصمته، بعدما أعلن عن قيام دولته منها في تاريخ 29 يونيو 2014.

3 سنوات بالتمام مضت، وأعلن العبادي تأكيد تحرير القوات العراقية للمدينة، بمساندة قوات مشتركة هي الحشد الشعبي – ميليشيات شيعية انضوت تحت لواء الجيش، وقوات البيشمركة والشرطة ومكافحة الإرهاب، ودعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أمريكا في عملية أسماها «العزم الصلب»، وقال في بيانه أمس الخميس، بعد سيطرة القوات العراقية على جامع النوري الكبير الذي أعلن زعيم داعش أبو بكر البغدادي خطبته الشهيرة من منبره في 5 يوليو 2014: «إن تفجير الدواعش جامع النوري ومنارة الحدباء وإعادتهما اليوم إلى حضن الوطن إعلان بانتهاء دويلة الباطل الداعشية»، مضيفًا: «سنبقى نلاحق الدواعش بين قتل وأسر حتى آخر داعشي في العراق».

التواجد الداعشي في العراق، كان قبل سقوط الموصل في يده، ففي مطلع 2014، وقعت مدن القائم والفلوجة تحت سيطرته، وتوالى سقوط المدن العراقية حتى بلغ نطاق سيطرته 40 % من مساحة العراق وإعلان الموصل عاصمته، ومع بداية 2016 توالى تآكل دولته في العراق، وانسحابه من معظم المناطق التي احتلها.

إعلان التليفزيون الرسمي للدولة العراقية عن سقوط «دولة الخرافة» - حسب البيان، وتحرير مسجد النوري جاء وسط تسارع وتيرة الانتصارات العراقية على التنظيم، والتي بلغت أشدها يونيو الجاري والذي أوشك على نهايته، إضافة إلى مواصلة تقدم القوات في أحياء الموصل القديمة، خصوصًا في منطقة «السرجخانة» التاريخية، حيث يقع المسجد، فيما فتحت تلك القوات عددًا من الممرات الآمنة لإخلاء عشرات آلاف المدنيين الذين احتجزهم التنظيم دروعًا بشرية ومنعهم من المغادرة.

بخسارة التنظيم للمنطقة التي أعلن منها دولته المزعومة في 2014، فإنه لم يعد له بقاء، فالمسجد يمثل رمزية خاصة للتنظيم ويعتبره عناصره «مسجد الخلافة»، حيث ألقى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أول خطاب علني من على منبره، كما تنظر القوات العراقية للمسجد على أنه محور رمزي لحملتها العسكرية التي تشنها لاستعادة غرب الموصل.

وسيمثل سقوط المدينة فعليًا نهاية النصف الواقع في العراق مما تسمى دولة الخلافة بينما تحاصر قوات كردية في سورية مدعومة بضربات جوية أميركية مقاتلي «داعش» في مدينة الرقة معقل التنظيم هناك.

في تقرير لجريدة الحياة اللندنية، أثبت التنظيم قدرته على «إدارة التوحش» وتحقيق الصدمة، في مقابل فشله في إدارة أي معركة دخلها مع القوات النظامية.

وتضمن التقرير، رؤية خبراء عسكريون عراقيون، حول أن «داعش» حاول الإيحاء بقوته وانتشار مقاتليه وقدرتهم على إدارة المعارك الكبيرة واستخدام الأسلحة المتطورة والثقيلة التي استولى عليها، لكن واقع الحال كان مختلفاً تماماً، فقدرة التنظيم على الصمود كانت مرتبطة باحتجازه المدنيين وتخندقه في مناطق سكنية معقدة، فيما لعبت طلعات الطيران الجوي الأميركية والدولية دورًا حاسمًا في إضعافه.

وعلى مدى عامي 2015 و2016 تقهقر تباعًا من بلدات الخالص والعظيم وجلولاء في ديالي، ثم من تكريت والدور والشرقاط وطوزخرماتو في صلاح الدين، وتجنب المواجهات الكبيرة.

وكان متوقعًا أن يخوض التنظيم معركة كبيرة في الفلوجة في مثل هذه الأيام من عام 2016، لما للمدينة من رمزية لدى المجموعات المسلحة المختلفة، غير أنه انسحب منها ومن الرمادي في الأنبار بالطريقة ذاتها، محتفظاً بموطئ قدم في القائم قرب الحدود السورية وفي مدينة الحويجة في كركوك، وتؤكد المعطيات أن مجموعة مسلحين من سكانها الأصليين يقاتلون فيها، وأن تحريرها تواجهه عقبات سياسية وخلافات بين بغداد وأربيل و«الحشد الشعبي» و«البيشمركة».

وتؤكد مصادر من أهالي الجانب الغربي من الموصل للصحيفة، أن قادة «داعش» الأساسيين انسحبوا من المدينة مصطحبين عائلاتهم باتجاه الحدود السورية، فيما ألقى مئات المسلحين المنتمين إلى التنظيم من أهالي المدينة، سلاحَهم أو اندسوا بين النازحين، ولجأ بعضهم إلى تنفيذ هجمات في المناطق المحررة.

في الوقت ذاته، أعلن متحدث باسم التحالف الدولي في بغداد، الكولونيل الأمريكي راين ديلون، مساء الخميس، أن استعادة مدينة الموصل في شمال العراق من تنظيم داعش الإرهابي، باتت على الأرجح مسألة «أيام».

وقال في بيان رسمي، إن «الإعلان الرسمي عن استعادة الموصل ستقوم به الحكومة العراقية، وأنا لا أستطيع تحديد الموعد مكانها، ألا أنني أرى ذلك خلال أيام وليس أسابيع»، مؤكدًا: أن الإرهابيين ما زالوا في مستشفى شمال المدينة وفي البلدة القديمة في الموصل، لكن تم قطع الاتصالات بين المكانين.

وأضاف أنهم كانوا قبل بدء هجوم جديد لقوات مكافحة الإرهاب العراقية صباح الخميس، يسيطرون في البلدة القديمة على كيلومترين مربعين، لافتًا إلى أن المدينة القديمة لا تزال مهمة شاقة وخانقة، مشيرًا إلى أن وجود مدنيين وعوائق ومقاتلين في كل ركن يجعل تقدم القوات العراقية صعبًا للغاية في الشوارع الضيقة، إلا أن شجاعة وعزم القوات العراقية، بدعم من قوات التحالف، ستؤدي إلى تحرير وشيك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق