ارحمونا من إرهاب الفن وكفانا إرهابا

الإثنين، 03 يوليو 2017 12:00 م
ارحمونا من إرهاب الفن وكفانا إرهابا
أحمد إسماعيل يكتب:

بعد انتهاء موسم دراما رمضان وبدء موسم أفلام العيد، سيطر العنف والقتل والدم على الموسمين، حيث كان هناك العديد من المسلسلات مثل كلبش وظل الرئيس وغيرهما، تسيطر عليها مشاهد الأكشن والدم وضرب النار، وأصبح من الطبيعى فى هذه الأعمال أن يقتل البطل أو ينتقم من أى أحد يقف فى طريقه، وأصبح الانتقام هو أسلوب الحياة فى الدراما الرمضانية هذا العام.
 
 ولم يقتصر العنف فقط على الدراما، بل وجدنا عددا كبيرا من أفلام العيد مليئة بالعنف مثل «جواب اعتقال» و«هروب اضطرارى» إلا عملين كوميديين وهما «عنتر ابن ابن ابن شداد» و«تصبح على خير».
 
فهل أصبح الإرهاب هو السمة الأساسية فى حياة المصريين وأصبح البلطجى والخارج على القانون هو القدوة فى الدراما والسينما؟ ويكفينا ما نشاهده من عنف فى حياتنا اليومية من خلال نشرات الأخبار وما تحدثه الجماعات الإرهابية التى أصبحت منتشرة فى عالمنا العربى، ولهذا يجب على صناع الدراما والفن الانتباه لذلك فى الأعوام المقبلة، لأن الفن هدفه هو التوعية وخلق مناخ خيالى أو مثالى نخرج به من عالم الواقع ومشاكله، وألا يشاهد أطفالنا مشاهد العنف ويقلدوها مثلما تم تصديره لنا من أفلام هوليوود المليئة بالعنف، والتى أحدثت تأثيرات ضارة نعانى جميعا منها، خاصة أن الفن أصبح حاليا فى متناول الجميع، ولا أعرف لماذا يتم تصنيف الأعمال الدرامية والفنية بأن يشاهدها من هم أكبر من 12 و16 عاما وهى موجودة على الإنترنت ويشاهدها الأطفال؟ ومن هنا فإن دور صناع الفن هو الأكبر والأجدى، ويجب أن يكونوا هم حراسا على القيم والمبادئ والأخلاق، وهذا لن يكون إلا بأن يحاولوا منع أو تقليل نسبة العنف فى الفن لتخرج لنا أجيال جديدة سوية لا تميل إلى العنف، فليس كلنا بلطجية. 
 
ومسلسلات العنف لها تأثير على سلوك الطفل، لأنه يتعلم بالملاحظة والتقليد، خاصة أن العنف أصبح جزءا رئيسيا فى تناول العديد من الأعمال الفنية لبعض القضايا المهمة، وغنى عن الذكر أن الأطفال يتأثرون بالفعل بما يشاهدونه من أعمال فنية، لا يحدث ذلك فى مصر فقط بل فى أمريكا أيضا، وعلى سبيل المثال عند عرض مسلسل السوبرانو وهو مسلسل دراما وجريمة أمريكى من تأليف ديفيد تيشس، يقوم فيه رجل عصابة بقتل ضحاياه ويقطع أصابعهم وبعد بضعة أشهر فى الحياة الواقعية، قام أخوان فى كاليفورنيا بخنق أمهما وقطعا رأسها ويديها، وقبضت الشرطة أيضا على طفلين قاما بنفس الموضوع، حيث قطعا أصابع والدتهما ووضعوها فى أكياس قمامة وقالا إنها من سوبرانوس، وعلم النفس يرى أن مسلسلات العنف هذه تثير الوحشية المفرطة لدى الناس والأطفال بصورة أخص، لأنهم يتأثرون بسرعة، وهذه الأبحاث توضح أن الناس يتعلمون ويحاكون العدوان الذى يلاحظونه بشكل شائع فى الأعمال الفنية.
 
ومن خلال متابعتى للدراما الرمضانية لاحظت أن معظم الأعمال الفنية تركز على البطل الفرد، والنجاح يأتى للفرد فقط، و«الوان مان شو» هو الحل وهذا منافٍ للحقيقة لأن أى نجاح لأى عمل يكون جماعيا ولا وجود فى الواقع للبطل أو «الهيرو» ويجب أن تحفز الأعمال الفنية شبابنا، لذلك يجب أن نعود للبطولة الجماعية، وأن تبرز الدراما والأفلام أهمية الفريق فى العمل ونجاح أفراده معا، ولكن للأسف كل الأعمال الفنية قائمة على بطولة الفرد الذى يحقق كل الإنجازات بمفرده ويحاربه العالم كله، وهذا غير صحيح فمثلا فى مهنة الصحافة لا وجود لنجاح شخص، لأن العمل الصحفى قائم على فريق العمل والمؤسسات التى تنجح يكون ذلك بفضل فريق عملها وليس بفضل شخص واحد.
 
وكلمة فى أذن صُناع الفنون: يجب أن نتخلص من إرهاب الفن ويكفينا إرهاب المجتمع، يجب أن نرى أعمالا فنية تساعدنا على الخروج مما يحدث، وأن نعيش فى سعادة، ويكفينا ما نراه فى حياتنا اليومية من مشاكل.
 
*وحيد حامد فى مسلسل الجماعة 2 فى آخر 3 حلقات أنهى على جماعة الإخوان الإرهابية بالضربة القاضية وأظهرهم على حقيقتهم.
 
* أنصح أحمد مكى بأن يركز فى الإخراج ويترك التمثيل بعد فشله فى مسلسله الذى عُرض فى رمضان الماضى.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق