بعد مخاوف إسرائيلية من اعتماده تراثًا عالميًا.. ماذا تعرف عن الحرم الإبراهيمي؟

الأحد، 02 يوليو 2017 08:30 م
بعد مخاوف إسرائيلية من اعتماده تراثًا عالميًا.. ماذا تعرف عن الحرم الإبراهيمي؟
الحرم الإبراهيمي

يخشى الاحتلال الإسرائيلي من تبني منظمة اليونسكو للعلوم والثقافة، مقترحًا يعتبر الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل الفلسطينية تراثًا عالميًا، وذلك لما يمثله المسجد من معتقدات دينية في الديانة اليهودية.

الدكتور حنا عيسى، أستاذ القانون الدولي، يقول إن المسجد هو أبرز ما يميز مدينة الخليل في فلسطين، حيث يعتقد أتباع الديانات السماوية بأن جثمان نبي الله إبراهيم موجود فيه، تجمع أساساته تصميمات مختلفة العصور، ويحيط به سور كبير يرجح أن أساساته بنيت في عصر «هيرودوس الأدوي» أي قبل حوالي الألفي عام، وتعال شرفات الواقعة في الأعلى تعود للعصور الإسلامية.

وأوضح عيسى، أن الرومان بنوا كنيسة في المكان في فترة حكم الإمبراطور يوستنياتوس، ولم تلبث أن هدمت على يد الفرس بعد أقل من مئة عام، وفي العصور الإسلامية، تم بناء سقف للحرم وقباب في العصر الأموي، وفي العصر العباسي فتح باب من الجهة الشرقية، كما عني الفاطميون به وفرشوه بالسجاد، مضيفًا أنه تم تحويل المسجد إلى كنيسة مرة أخرى في عهد الحملات الصليبية لكنها عادت إلى جامع بعد دخول صلاح الدين بعد معركة حطين.

ووصف عيسى الحرم الإبراهيمي، بقوله: يقع الحرم الإبراهيمي جنوب شرق مدينة الخليل، ويحيط المسجد سور عظيم بسمك ثلاثة اذرع ونصف من كل جانب وعدد مداميكه من أعلى مكان وهو عند باب القلعة من جهة الغرب 15 مدماكًا، وارتفاع البناء من ذات المكان عند باب القلعة جهة الغرب 26 ذراعا عند الطبلخانة (مكان دق الطبل) وعرض كل مدماك من السور نحو ذراع وثلث ذراع.

وللمسجد مئذنتان قائمتان على السور الأولى من جهة الجنوب الشرقي والثانية من جهة الشمال الغربي وهما مربعتا الشكل ترتفع كل واحدة منهما 15 مترا فوق السطح.

والمقام الذي داخل السور طوله- قبلة الشمال – من صدر المحراب عند المنبر إلى صدر المكان الذي به ضريح يغقوب –- ثمانون ذراعا ينقص يسيرا ،وعرضه- شرقا بغرب – من السور الذي به باب الدخول إلى صدر الرواثق الغربي الذي به شباك يتوصل منه إلى ضريح يوسف 41 ذراعا يزيد ثلث أو نصف ذراع.

وتابع: الجدران الخارجية للمسجد وهي الحصن السليماني تكون شكلا مستطيلا مقاسه الخارجي 59.28 في 33.97 مترا مربعا وسمكها 2.68 مترا، وارتفاعها 16 مترا، مبنية بأحجار ضخمة على هيئة مداميك، ويبلغ طول بعض أحجارها نحو 7متر وارتفاعها نحو متر ونصف، وبها من الخارج صفوف واكتاف ويتوجها كورنيش وفي العصر الإسلامي زيد ارتفاعها نحو ثلاثة امتار بما فيها التحصينات، وعلى الركنين الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي للحصن السليماني اقيمت مئذنتان مربعتا الشكل، ترتفع كل واحدة منهما 15 مترا فوق سطح المسجد، وتعودان إلى العهد المملوكي.

وبالجهة الغربية من المسجد الإبراهيمي توجد ساحة فسيحة غير مستوية تحوي بالقرب من الركن الشمالي الغربي للحصن بقايا برج واسوارا ممتدة إلى الحصن يقابلها من الجهة الجنوبية الغربية للحصن بالقرب من رباط قلاوون برج اثري كامل له قيمته الفنية والتاريخية وعليه لوحة تذكارية باسم السلطان سليمان بن سليم وقد ازيل مؤخرا هذا البرج بالكامل، وبقايا السور التي بين الربجين أيضا، واعيد بناء جزء من البرج ملاصقا للبرج الشمالي الغربي ولكنه غير مطابق للاصل سواء من ناحية المقاييس أو الشكل أو الحجم، وثبتت عليه اللوحة التاريخية سالفة الذكر، وتحتها لوحة أخرى حديثة كتب عليها (نقلت دائرة الاثار هذا البرج من مسافة خمسين مترا من شرق مكانه الحالي 1385-1965 م).

وبالجدار الشمالي للمصلى الرئيسي ثلاثة أبواب :أحدها: بالطرف الشرقي يوصل إلى رواق به الباب الرئيس للمسجد، والثاني : يواجه المحراب إلى رواق بين القبتين الرمزيتين لقبر الخليل وزوجته سارة، والثالث : بالطرف الغربي ويوصل إلى مصلى المالكية.

مصلى المالكية

يقع هذا المصلى شمال غرب المصلى الرئيسي وهو رواق مستطيل الشكل سقفه معقود على شكل مصلبات، جدرانه وسقفه مبيضة، وفي صدره محراب مزين بالقاشاني وباب(بالزاوية الناجمة من بروز مثمن قاعدة قبة الخليل) موصل إلى المصلى الرئيسي وبمؤخرته باب موصل إلى المدرسة المنسوبة للسلطان حسن، وباب موصل إلى المئذنة وفي وسطه باب للغرفة الرمزية لقبر يوسف، ويوجد بينه وبين الفناء المكشوف عقدان كبيران، في كل منهما شباك حديث من الزجاج له اطار خشبي وبسقف هذا المصلى توجد فتحتان يغطي كلا منهما قبو صغير اصم لا فائدة منه، وهذا المصلى خصص للنساء في السابق وما زال.

مصلى الجاولي

وهو مصلى مكون من ثلاثة اروقة معقودة على شكل مصلبات تحملها دعامات مربعة الشكل، ولها قبة حجرية في رقبتها شبابيك صغيرة ذات مصراع فيه زجاج، وبعض جدرانها الخارجية من الصخر الطبيعي، وبينها وبين الممر الذي يفصلها عن السور السليماني دعامات من الحجر حاملة للعقود وقد نحت محراب المصلى في الصخر وكسي تجويفه وعقده بالرخام.

وتوجد بالمسجد تكية سيدنا إبراهيم، تم إنشائها منذ حوالي ألف عام أنشئت في عهد الفاطميين تكية إبراهيم بجانب المسجد الإبراهيمي الشريف، وتكونت آنذاك من مطبخ ومستودعات الحبوب والمواد الغذائية، فرن، ومدرس. وقد رصدت الأموال والمخصصات السنوية اللازمة لاستمرار عمل التكية، فوقف الملوك والسلاطين والأمراء وقادة الجيش، المدن والقرى والعقارات الكثيرة على المسجد الشريف والتكية، وقد حررت هذه الوقوف وحفظت في صندوق العمل المحفوظ حتى الآن في مقام يوسف، وكان ريع هذه الوقوف يصل من مصادره المتعددة من مصر والشام وشرق الأردن، ومن أنحاء فلسطين ووقوف خليل الرحمن في الخليل.

وقد أزيلت التكية وملحقاتها سنة 1964 ضمن مشروع إزالة الأبنية من حول المسجد ونقلت بعد ذلك إلى مكان مؤقت بجانب بركة السلطان في المدينة. وفي بداية 1983 قامت الأوقاف بإنشاء مبنى جديد للتكية بجانب الحرم من الجهة الشمالية وابتدأ العمل فيها في سنة 1984 وتم تجهيز وتزويد هذا المبنى بكل ما يلزم التكية ويريح الوافدين ويتم الطبخ على الغاز ولها اربعة موظفين أثناء الفترة الصباحية للتنظيف والتجهيز واثنان في فترة الظهيرة للإطعام والتوزيع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة