خريطة الموت والمشهد الحزين لضحايا الأسفلت بمحافظة سوهاج

الإثنين، 03 يوليو 2017 02:16 م
خريطة الموت والمشهد الحزين لضحايا الأسفلت بمحافظة سوهاج
حادث - أرشيفية
سوهاج - أيمن صابر

تحتل محافظة سوهاج، موقعًا متقدمًا بين محافظات الصعيد في صدارة الأكثر فقرًا في كل تقارير التنمية البشرية الصادرة خلال السنوات الماضية ، ومن الطبيعي أن تتمتع في ضوء ذلك بشبكة طرق سيئة ومتهالكة تلتهم يوميا أجساد الغلابة من المسافرين عليها وتسبب في إسالة دماء الأبرياء ، ولحظها العاثرهجرها أبناءها بحثًا عن الرزق لكن ذلك لا يشفع لهم فأثناء سفرهم أو عودتهم عبر الطرق المختلفة يدفعون الثمن أرواحهم ودمائهم ويكون مشهد « الوداع الأخير»، الذي يغلفه نحيب الثكالى من أهليتهم ، ويحتفظ  طريق الصعيد الصحراوى الشرقى  «سوهاج - البحر الأحمر»  بلقب  «طريق الموت»، بعد وقوع عشرات الحوادث التي تسببت في إسالة دماء الضحايا بصورة شبه يوميا وأصبح نذير شؤم  للمسافرين عليه،  في الوقت الذي  إستبشر المواطنون  بمحافظات جنوب الصعيد خيرًا بعد افتتاحه ليربطهم بشواطئ البحر الأحمر ليكون متنفسًا لهم لكنه أصبح مجلبًا للتعاسة والحزن للأسر في بلد «المواويل»، التي فقدت  عوائلها  والكثير من أبنائها وتبكى نواحا فراق رحيلهم على الأسفلت، دون سبب أو جريرة إلا إنعدام الضمير .
 
طرق الموت العديدة منتشرة بطول المحافظة سواء شرقًا أو غربًا، وما يفسر ذلك تعدد البلاغات عن وقوع حوادث تصادم عديدة أكثرها على الطريق الصحراوى الشرقى « سوهاج – البحر الأحمر»، بإتجاهيه سواء ناحية قنا ، أو تجاه أسيوط وبه وصلة هي الأسوأ  يبلغ طولها حوالي 40 كليو متر حتى  «صينية أسيوط »، يعرفها قائدو السيارات  جيدًا ، ويحاولون تجنبها لكن بعضهم يقع في المحظورفتحدث الكارثة  لوجود 20 حفرة  وحدوث تشققات،  بالإضافة لضيق الطريق كونه إتجاه واحد فقط على الرغم من الوعود العديدة التي قدمتها الحكومة منذ سنوات بإزدواج الطريق حتى  مدخل بوابة الرسوم لطريق الجيش الصحراوي الشرقي من أسيوط  .
 
وفى إحصائية أعدتها  «صوت الأمة»، لحوادث الطرق بالمحافظة منذ بداية شهر  يناير الماضي وحتى نهاية  يونيو   تصدر  طريق « سوهاج – البحر الأحمر»، بإتجاه قنا المشهد الدرامي الحزين لنزيف الأسفلت بعدد 31 حادثًا  وحصد أرواح 20 قتيلاً ، وإصابة 91 شخص آخر.
 
وبالرغم من أن الطريق مزدوجًا، لكنه لا يخلو من المنحنيات الخطرة التي لا يتمكن قائدو السيارات من تجاوزها بسهولة، وكذا المطبات التي أدى أحدها لإنقلاب سيارة نقل محملة 62 طن بنزين 80 وتفحم جثة قائدها ويدعى أسامة هارون  محمد 37 عامًا، مواليد ش القطب الغربى بسوهاج عند نقطة الكيلو 80 بعد أن كان عائدا من مدينة السويس في واحدة من الوقائع الصعبة كونه وحيد والدته على شقيقاته البنات الأربعة ولديه طفلين صغيرين،  وهناك الكثير من النقاط التي لا يوجد بها صدادات حديدية على أماكن مرتفعة، أما الإنارة فمعدومة تمامًا منذ إفتتاح الطريق الذى شهد مؤخرا ظهور «قطاع الطرق»، عندما حاول مسلحين إستيقاف سيارة ملاكي عند الكيلو 40 إتجاه قنا، لكن قائدها تمكن من الفرار منهم ونفس المكان شهد مؤخرًا مصرع تاجر وزوجته قبل أيام .
 
أما نفس الطريق فبدايته من ناحية سوهاج إلى «صينية»، أسيوط  تعد الأسوأ ويشكو منها جميع قائدي السيارات، فهي ضيقة كونها تمثل اتجاه واحد والأسفلت التى تم تمهيدها به غير جيد وحدثت به تشققات عديدة، أدت لحدوث حفر أرضية عديدة بلغت 20 حفرة تم تسويتها وتمهيدها من خلال مديرية الطرق بسوهاج، التي قامت بتنفيذ ترقيع الطريق وسد الحفر العديدة لكن القائمين أبدوا امتعاضهم لأنهم لم يقوموا بتنفيذ عملية تمهيده وبذلوا مجهودا فى معالجة أخطاء الشركة المنفذة للمشروع، مما أدى إلى وقوع العديد من الحوادث في الـ 60 كم الأولى  حصد أرواح 26 قتيلاً، و34 مصابًا خلال النصف الأول من هذا العام .
 
وعلى نفس نهج ما سبق فيعتبر الطريق الزراعي الشرقي  «سوهاج – دار السلام »،  صائد الأرواح فخلال 180 يومًا لقى  12 ضحية حتفهم عليه  ، خلف 23 مصابًا ، وشهد إنقلاب سيارة نقل محملة بـ 23 طن سماد نترات لضيقه عند مدخل بعض القرى الواقعة عليه،  وتواجد العديد من المدارس و المنشآت الحكومية  ، وعدم وجود إشارات مرورية وطالب العديد من المواطنين بتوسعته للحد من كثرة الحوادث، وتعرض الطريق لحدوث هبوط أرضي مرتين لضعف بنيته الهبوط الأول لمسافة 26 مترًا بجوار ترعة الفاروقية، أما الثاني فحدث خلال شهر واحد من الهبوط الأول ووصل طوله لمسافة 38 مترًا، وتم تغطيته بالرمال وتعد قرية البلابيش المستجدة من أكثر القرى التي وقعت أمامها العديد من الحوادث.
 
ولا يقل الطريق الصحراوي الغربي دائرة مركز جهينة حتى البلينا جنوبا خطورة، وشهد حوادث عديدة تؤكد ذلك ولقى ما يقرب من 14 قتيلاً مصرعهم وأصيب 46 مواطنا آخرين وشهد إنقلاب سيارة نقل محملة  بزيت الطعام، ولعبت الكثبان الرملية دورًا في انقلاب سيارة شرطة كما  أحد القيادات الأمنية ، وأصيب  ضابط وأمينى شرطة بإصابات بالغة ، وتم نقلهم لإستكمال علاجهم بمستشفى الشرطة بأسيوط ، وفي مشهد مؤلم تفحمت جثة سائق وتباع عقب إنقلاب سيارة نقل محملة بالبنزين وإشتعال النيران فيها على الطريق غرب جهينة، كما شهد إصابة 4 صحفيين بأحد ى المؤسسات الصحفية القومية في حادث تصادم ، بينما الطريق الزراعى  «سوهاج – جهينة»، هو أحد الطرق الرديئة فالحفر لا تعد ولا تحصى والهبوط الأرضى بكثرة، خاصة في الوصلة من أولاد نصير حتى الشعارنة الشرقية التي إنتبه لها مؤخرًا وتم تسويتها بالإضافة لضيق الطريق مما نتج عنه العديد من المصادمات ودفع موظف بالمعاش حياته وإصابة ابنه بنزيف داخلي، نتيجة تهور السائقين والسرعة الزائدة  .
 
ويعد طريق «سوهاج – نجع حمادي الزراعي» من أسوأ الطرق بمحافظة سوهاج، وشهد تساقط أرواح ضحايا بكثرة ولقى ما يزيد عن 10 أشخاص مصرعهم عليه و23 مصابًا منذ بداية العام والطريق خال من أي صدادات حيدية في الأماكن المرتفعة، بالإضافة لوقوع العديد من القرى عليه مثل روافع القصير ، الصلعا ، الزوك الشرقية ، الزارة ، البربا بجرجا ، الخلافية ، برديس وغيرها مما ينتج عنه حوادث تصادم عديدة بالمواطنين مثل التى حدثت بالبربا عندما خرجت احدى السيارات خارج نهر الطريق واصطدمت بالجالسين على جانبه، وادى ذلك لوقوع احد اسلاك الضغط العالي، مما ادى لمزيد من الضحايا بالإضافة لكثرة المطبات الصناعية عليه ، ويعد سقوط سيارة فوق رأسي مزارعين يعملان في أرضهما مشهدًا مأساويًا لهذا الطريق، لكن من إتجاه طهطا مما أدى إلى مصرعهما ورغم إعلان الدكتور ايمن عبد المنعم محافظ سوهاج، عن رصف الطريق الزراعي من طما شمالا حتى حدود المحافظة جنوبا بمركز البلينا بطول 85 كم، إلا أن أشار بعض المواطنين إلى توقف الأعمال منذ 3 شهور .
 
ويحتل طريق الكوامل، مشهدًا في نزيف الأسفلت بالرغم من توسعته ولا ينسى أحد تكرار حادث تصادم سيارة ميكروباص وملاكي قبل امتحانات النصف الدراسي  الثاني بأيام، مما أدى إلى اصابة 14 طالبًا وطالبة أعاد للإذهان تكرار مشهد العام الماضي، حينما لقت 13 طالبة مصرعهم في حادث مماثل ، كذلك شهد الطريق مصرع رقيب شرطة وإصابة 3 آخرين بيتهم مأمور جمارك ، وانقلاب سيارة شرطة وإصابة مجند.
 
 اقرأ أيضا..
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق