مآساة.. 7 آلاف مريض بالجذام في مصر.. يعملون في الزراعة بـ3 مستعمرات مقابل 5 جنيهات في اليوم.. ومستشفاهم تعاني من قلة الإمكانيات ونقص الأدوية والأطباء.. «الحق في الدواء» يطالب البرلمان بدعمهم

الإثنين، 03 يوليو 2017 03:44 م
مآساة.. 7 آلاف مريض بالجذام في مصر.. يعملون في الزراعة بـ3 مستعمرات مقابل 5 جنيهات في اليوم.. ومستشفاهم تعاني من قلة الإمكانيات ونقص الأدوية والأطباء.. «الحق في الدواء» يطالب البرلمان بدعمهم
مريض بالجزام
كتبت آية دعبس

عُزلة إجبارية، وبوابات لا يمكن تجاوزها حتى إذا تركت مفتوحة على مصراعيها، فلا يمكن لمن دخل إلى مستعمرة الجذام أن يتركها بسهولة، فلن يكون قادرا علي مواجهة مجتمع يخشى العدوي منه، وأشخاص يخشون التعامل معه لإعاقته المختلفة عن أنواع الإعاقات التي يقابلونها فى الشوارع، إلا أن تراكم المشكلات بالمستعمرة أدى إلى هروب بعضهم، كمحاولة لايجاد حياة مختلفة.

7 آلاف مصري مصاب بالجذام ، يعيشون فى ثلاث مستعمرات، يواجهون الموت في كل لحظة، نتيجة لإهمال وزارة الصحة لهم ، فأصبحت المستشفى المخصصة لهم، خاوية من كل شئ الأطباء، والأدوية، والمستلزمات، وكافة الامكانيات الطبية.

وأطلق المركز المصري للحق في الدواء، مبادرة مجتمعية لصالح دعم مرضي الجذام في مصر، نظرا لتجاهل المجتمع والحكومات المتعاقبة لهم، مشيرا إلى أنه تواصل مع لجنة الصحة بمجلس النواب، ووزارة الصحة لإعادة الدعم الصحي والنفسي لمرضي الجذام.

وأوضح محمود فؤاد، رئيس المركز، في تقرير له، أن عدد مرضي الجذام يصل إلى أكثر من 7000 مريض، يواجهون أوضاع غير إنسانية أوعادلة، ويجدون صعوبة في استكمال حياتهم في وقت يقيمون في بيئة منعزلة بسبب مرضهم، في ثلاث مستعمرات أقدمهم العامرية التي تم أنشأها منذ ١٣٨عاما، وأكبرهم مستعمرة أبوزعبل التي تبلغ مساحته حوالي 12 فدانا، بجانب حوالي 100 فدان مخصصة لزراعة الموالح، وأصناف أخري لصالح المرضي الذين يعملون فيها للحصول على مبلغ خمسه جنيهات يومية.

وأشار إلى أن تلك المستعمرة، تم إنشائها في عام ١٩٣٣، وتأوي أكثر من ٦٠٠ مريض، منهم أكثر من ٢٥٠ سيدة، أكثر من ٦٠٪‏ منهم فوق الستين من عمرهم، ثم مجموعة أخرى في قنا لم يتثن للمركز معرفه أعدادهم الحقيقية، موضحا أن عدد المرضي المسجلين عام ١٩٧٩، بلغ نحو ٣٧ ألف مريض ومع عام ٢٠١١ بلغ نحو ١٥٠٠ مريض موزعين علي المستعمرات الثلاثة.

وأوضح أن الجذام مرض مزمن لا ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر، وتسببه أحد أنواع البكتيريا العضوية، وعادةً ما يؤثـر على الجلد والأعصاب الطرفية والغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي، وكذلك العيون، وإذا لم يتم علاج الجذام، فيمكن أن يؤدي إلى تلف دائم ومتزايد في الجلد والأعصاب والأطراف والعيون، ويؤدي تأثـر بعض الأعصاب الطرفية إلى أنماط محددة من الإعاقة.

ولفت الحق في الدواء، إلى أن مصر من أقدم الدول التي اهتمت بمكافحة مرضي الجذام، واعتمدت برتوكول منظمة الصحة العالمية، بالعلاج متعدد العقاقير «ريفامبسين + دابسون + كلوفازمين» وبنسبة شفاء كاملة 100٪، حال التزام المريض بالعلاج كامل، فى المدة المحددة للعلاج «6 أو 12 شهرا» بطريقة منتظمة حسب نوع الجذام.

وأضاف: قد أدى هذا الاهتمام وقتها، إلى إعلان مصر تحقيقها للهدف المحدد في 1994، وهو يعنى انخفاض معدل الانتشار إلى أقل من حالة لكل 10.000 مواطن، ويبدوا أن هذا أدى إلى إهمال العدد الباقي مما تسبب في حدوث نسيان مجتمعي، وتراكم المشكلات أدى إلى توقف برامج العلاج، وتوقف برامج التغذية المناسبة لهم، وأدى ذلك إلي هروب المرضي من أماكن العزل إلي العيش وسط الناس دون أن ينتبه الجميع لخطورة الأمر.

وتابع: منذ فترة أطلقت إدارة المستشفي في أبو زعبل نداء، بسبب أن المرضى المحجوزين بالمستشفى يعانون منذ فترة من قلة الإمكانيات الموجودة ونقص الأدوية وقلة عدد الأطباء، ويعانون من عدم توافر أبسط أدوات العلاج الطبى مثل الشاش  والقطن ونقص أدوية السكر والأنسولين، ولا يجدون أطباء للكشف الطبى عليهم ، في الوقت الذي تعتبر فيه منظمة الصحة العالمية، مريض الجُذام شخصًا معاق لا يستطيع الذهاب إلى أي مستشفى أخرى للعلاج، بجانب حالات تحتاج إلي سرعة التدخل الطبي، وإجراء عمليات جراحية، ولا يجدون غرف عمليات مخصصة لهم، وتشكوا المستشفي من عدم وجود أطباء لأمراض العيون لخوف الأطباء من العمل في المستعمرة.

واستنكر المجلس، الأوضاع التي تواجهها المستشفى، خاصة أنه لا تجد أي دعم من وزارة الصحة وتعيش علي دعم المجتمع المدني، مؤكدا أن الأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصاديه لمرضى الجذام تتطلب من الجميع سرعة انقاذهم وتوفير سبل الحفاظ على حياتهم.

 

اقرأ أيضا 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق