بالصور.. «غرب سهيل» قرية نوبية تُربي التماسيح بأسوان
الأحد، 06 ديسمبر 2015 03:14 م
تعد مدينة «غرب سهيل» أول قرية سياحية نوبية بمحافظة أسوان، تتمكن من أن تجذب ملايين السائحين من أنحاء العالم، وبالرغم من تدهور السياحة عقب ثورة يناير إلا أن المدينة احتفظت ببريقها الذي تمكن حتى اليوم من جذب الأفواج البسيطة التي تأتي إلى المحافظة.
واشتهرت هذة المدينة دون غيرها بتربية سكانها للتماسيح، فتضم منازلها العشرات منها، إلا أن أحد المنازل تتميز بوجود أضخم تمساح بأسوان داخله، والتي رفض صاحبها بيعها او الإستفادة من العروض الاوروبية.
والتقت «صوت الأمة» بصاحب هذا التمساح والذي تمكن من تربية 4 تمساسيح أخرى، ليكون صاحب أكثر عدد من التماسيح وأضخمها، وأقدم مربي بالقرية.
الحاج أحمد حسن موسي 75 عاماً ، موظف بالمعاش، عاش حياته بأكملها وهو يهوي تربية التماسيح بعد أن أصبحت وظيفة الاساسية، لا يستطيع التخلي عنها،علي الرغم من عمله موظفاً بشركة كهرباء أسوان، وما زاد حبه وارتباطه للتماسيح هو تربيتها من أشهرها الأولي.
توجهنا إلي الحاج أحمد بجزيرة «غرب سهيل»، وبدأ يروي لنا قصة تربية التماسيح قائلاً: «يطلقون علي هنا عاشق التماسيح فانا أقدم مربي لها بأسوان، وما لا يعرفه الكثيرون أن تربية التماسيح مكلفة للغاية، فهي تأكل أغلي أنواع الأسماك واللحوم، كما أنها بحاجة لعناية خاصة طوال أشهر الصيف، حيث يكثر أكلها ونشاطها، بينما تبدأ خلال شهر ديسمبر إلي فبراير في البيات الشتوي فلا تأكل نهائياً».
وعن صيد التماسيح يقول الحاج أحمد:« أصطياد التماسيح لا يوجد أسهل منه اذا كان الهدف تربيتها، فأنثي التمساح تقوم بوضع بيضها علي الشاطئ ، وبعد مدة معينة يفقس البيض، حينها نأخذ التمساح وهو صغير ثم نقوم بتربيته معنا حتي يتأقلم علي المكان، فنضعه في قفص زجاجي ونقطع له كميات من السمك بشكل صغير جداً حتي يكبر تدريجياً فكلما أكل أكثر زاد حجمه».
وأوضح الحاج أحمد، أنه لا يتاجر بالتماسيح بل هو هاو لتربيتها، كما أنها كانت مصدر رزقه لزمن طويل بسبب إقبال الأجانب عليها، مشيراً أنهم يقدرون كم أن تربيتها مكلفة فيقومون بترك نقود بعد أن يشاهدوها ويصوروها،مضيفًا أن أغلب الصيادون يكونوا تجار فيقومون باصطياد التماسيح وهي كبيرة لمجرد التجارة، والتحنيط وجني الأموال من بيعها .
كان الحاج أحمد يمتلك 4 تماسيح بقي منها أثنان احدهم يبلغ من العمر 18 عاماً ، وهو أضخم تمساح بأسوان بأكملها ، بينما أهدى الثالث لمجموعة اجانب وهو صغير ، ومات الرابع فقام بتحنيطه والاحتفاظ به بوسط المنزل كذكري.
ويؤكد الحاج أحمد، أن التماسيح بريئة من تهمة أكل لحوم البشر، مشيراً أنه لم يجد طوال حياته مشاكل مع التماسيح فلم تسبب له مشكلة مع اي زائر، كما أوضح أنها إذا عوملت بشكل جيد أصبحت مطيعة جدا، موضحًا أن أبناؤه واحفاده سيتوارثون هذه المهنة حيث أن التماسيح تعيش لأكثر من قرن من الزمن.
وعن ذكرياته مع التماسيح يقول لنا:« كان الفنان القدير أحمد شوقي يصور أحد أفلامه هنا بأسوان وقام فريق العمل بجلب أحد التماسيح لتصويره، وقاموا بربطه بسلاسل كبيرة ، الا أنهم فشلوا في السيطرة عليه وسريعا ما حرر نفسه، وعندها لم يكن السد العالي قد بني، فتوجه التمساح مباشرة لمياه النيل ومنها للسودان».