أخوات الدم .. زينب الغزالي مهندسة تنظيم 65 (الحلقة الثانية)

الثلاثاء، 04 يوليو 2017 09:00 م
أخوات الدم .. زينب الغزالي مهندسة تنظيم 65 (الحلقة الثانية)
زينب الغزالى
هناء قنديل

- "الأخوات المسلمات".. غطاء تاريخي لعنف «التنظيم الخاص» ضد الوطن 
 

تواصل «صوت الأمة»، كشف الوجوه المزيفة لجماعة الإخوان الإرهابية، عن طريق فضح الدور الخطير الذي لعبته سيدات الجماعة، في منح غطاء تاريخي، لأعمال العنف، والإرهاب التي مارسها التنظيم الخاص منذ نشأته.

وخلال الحلقة الماضية، ألقينا الضوء على دور الأخوات المسلمات، في التمويه والمناورة للإفلات من القبضة الأمنية، وكيف كنّ يوفرن الدعم المعلوماتي، واللوجيستي، لعناصر الجماعة، وينقلن التعليمات من القيادات الهاربة، أو القابعة في السجون، إلى العناصر المنفذة للعنف ضد الدولة.

أخوات الدم.. نساء تنظيم الإخوان في الجناح المسلح (الحلقة الأولى)

وتحدد نظرة الجماعة للنساء على أنهن الصف الثاني، بعد الرجال، والذخيرة المنتقاه للمواجهة وقت الأزمات، كيفية تعامل مكتب الإرشاد مع ستات دولة الإخوان،  وفي هذه الحلقة من تلك السلسلة الكاشفة، لدور "ستات الجماعة"، في دعم العنف، ضد الوطن، نزيح الستار عن الدور الذي لعبته القيادات النسائية بداية من زينب الغزالي، وحتى أم أيمن، بالأسماء والتفاصيل.

زينب الغزالي

كانت زينب محمد الغزالي الجبيلي، أولى سيدات الجماعة اللاتي تعاملن مع التنظيم الخاص، وخضن بصبحة رجاله المعارك ضد الدولة، وكانت تتمتع بكاريزما خاصة؛ باعتبارها ربيبة الحركات النسائية التحررية، التي أطلقتها السيدة هدى شعراوي، في ثلاثينات القرن الـ20.

ولدت زينب الغزالي عام 1919، بمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، وكان والدها من علماء الأزهر، وانضمت في شبابها للاتحاد النسائي، الذي كانت ترأسه هدى شعراوي، وتوثقت العلاقة بينهما، وأصبحت من أعضاء الاتحاد البارزات، إلى أن اتجهت إلى جماعة الإخوان، وعملت على تكوين التنظيم النسائي الموالي لها، "الأخوات المسلمات".

وفي عام 1937 أسست الغزالي حركة "السيدات المسلمات"، التي انضمت إلى جماعة الإخوان، بناء على دعوة من الإمام حسن البنا، مؤسس الجماعة، لكن لم تبرز حقيقة اقتناعها بفكر الجماعة، إلا من خلال خطاب المبايعة الذي وجهته إلى حسن البنا؛ ردا على قرار حل الجماعة عام 1948.

ومع تصاعد الصدام بين الدولة، والجماعة في عهد جمال عبدالناصر، وصدور أحكام بالإعدام ضد الكثير من قياداتها، زادت شراسة زينب الغزالي، وتحولت إلى عدو لدود للدولة المصرية، وبدأت في الاهتمام بشؤون المعتقلين، وكفالة أسرهم، وتبادل المعلومات بينهم، وبين العناصر الهاربة، وغير المقبوض عليها.

تنظيم 65 صناعة غزالية

كانت زينب الغزالي، هي صاحبة فكرة إنشاء ما يعرف بتنظيم 65 وذلك بناء على طلب من سيد قطب، لشقيقته حميدة؛ بأن تتولى زينب الغزالي إقامة هذا التنظيم، من السيدات اللواتي يملن إلى فكر الجماعة؛ بغرض تجديد الدماء، وإضافة عناصر جديدة للجماعة.

ووضعت زينب الغزال بناء على هذه الدعوة من حميدة، شقيقة قطب، عددا من الأفكار التي تصب في تحقيق هذا الهدف، ومنها ما ورد بمؤلفاتها مثل: "نحو بعث جديد"، و"نظرات فى كتاب الله"، و"مشكلات الشباب والفتيات"، و"إلى ابنتي".

وانضم إلى الغزالي في تنظيم 65 عدد من رجال الجماعة أمثال: عبدالفتاح إسماعيل، علي عشماوي، أحمد عبدالمجيد، محمد فتحي رفاعي، عوض عبدالعال.

وعمل تنظيم 65  على توحيد صفوف الجماعة، عقب ما واجهته على يد عبدالناصر، وإعادة نشاطها إلى ما سبق هذه الفترة، على مستوى محافظات الجهورية، بتوجيهات وتعليمات تصل من داخل السجن، وتنقلها سيدات الجماعة.

وجاءت نهاية زينب الغزالي بالحكم عليها بالسجن 15 عاما في القضية الخاصة بتنظيم 65.

الجماعة بعد الغزالي

ولعبت سيدات الجماعة، في أعقاب انتهاء مرحلة زينب الغزالي، دورا استخباراتيا، مؤثرات الابتعاد عن المواجهة الميدانية، وبقين كذلك لسنوات طويلة، معتمدات على نقل المعلومات من وإلى القيادات السجينة.

وبقيت سيدات الجماعة تلعب هذه الأدوار الخفية، طوال عهدي السادات، ومبارك، إلى أن بدأت مرحلة المواجهة الميدانية، على الأرض، وقيادة تحركات تصدرن فيها المشهد، كدروع بشرية، في مواجهة الأمن، وذلك في أعقاب ثورة 25 يناير، لكن لهذه القصة تفاصيل أخرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق