بقاء الاسد بقرار دولى وخروجه من دائرة الصراع

الخميس، 06 يوليو 2017 08:00 م
 بقاء الاسد بقرار دولى وخروجه من دائرة الصراع
سعيد محمد أحمد يكتب

الظنون والتوقعات على مدار الأزمة السورية التى دخلت عامها السابع، بأن الرئيس بشار الأسد سيرحل قريبا قد سقطتت ، وهو ما أكده السيناتور الامريكى جون ماكين فى مقولتة " أن كل من يظن أن الأسد سيرحل قريبا مع بدء محادثات "جنيف" سيكون مختلا عقليا".

ويبدو أن الرئيس السورى عاد وبقوه إلى الساحة الدولية بوصفه الرقم الصعب فى الأزمة السورية، وصموده على مدار الأزمة ، بل وتحقيقة العديد من الإنتصارات فى العديد من المعارك التى خاضها فى مختلف المواقع السورية، فى مواجهه عجز قوى التحالف الدولى، وكافة فصائل المعارضة المسلحة فى تحقيق إنتصار ملموس على الأرض فى مختلف المحافظات السورية، بل وتقليص سيطرتها على مناطق نفوذها ميدانيا، والتى ظلت طول أمد الصراع ما بين "كر وفر" إلى أن باتت الامور شبه مستقرة بيد القوات الحكومية المدعومة عسكريا ولوجستيا من قبل القوى الحليفه لها فى إستعاده العديد من المناطق التى سيطرت عليها العناصر المسلحة والمتطرفة بمختلف عناوينها ،وإخلائها من جيوب المعارضة المسلحة .

ولم تقتصر القوات النظامية طوال أمد الازمة على فكرة توسيع دائرة الحماية حول العاصمة دمشق، لتطول قواته محافظات الشمال بدءا من الوصول الى معبر "التنف" على  الحدود السورية العراقية، ومرورا بمحافظات دير الزور والرقة، وربما فى بعض الأحيان ضرب مراكز تجمع تلك العناصر المسلحة بمحافظة أدلب، متجاهلة قواعد اللعبة التى تحكمها " جنيف والأستانة " .

ومع عجز المجتمع الدولى الذى أراد طوعا الخروج من دائرة الصراع مع النظام السورى، والاكتفاء بمحاربة "داعش"  بعد أن أدرات القوى الدولية ظهرها للعديد من قوى المعارضة المسلحة الممثله فى الجيش السورى الحر، والمحاصرين، والتخلى عن فكرة دعمها عسكريا وتزويد مقاتليها بالإسلحة النوعية ، والتهرب من كل إلتزاماتها تجاه دعم القوى المعارضة على المستوى السياسى، وربما تصل إلى درجة فك الإرتباط بدعمها سياسيا ، وهو ما بدا بشكل جلى لالبس فيه أن تلك القوى السياسية لم تتمكن على مدار الازمة من إفراز شخصية وطنية سورية تحظى بإحترام المجتمع الدولى .

كما لم تحظى تلك القوى سواء من قبل الدول الداعمة لها أو حتى على المستوى العربى والإقليمى، والمحلى أو الوطنى السورى فى أن تحظى أى شخصية معارضة بدعم شعبى سورى داخلى يلتف حولها الشعب، وهو لم يحدث حتى الأن وربما لم يحدث فى المستقبل لإفتقادها ربما الرؤية الكاملة فى إقناع الرأى العام السورى أو الإقليمى أو العربى أو الدولى بقدرتها على قيادة الدولة السورية.

كما لم يفلح مبعوثو الأمم المتحدة عبر محادثات "جنيف" المتعددة على مدى سنوات ثلاث فى الوصول إلى حل حاسم لتك الأزمة سوى إطالة أمدها بما يشكل فشلا دوليا فى مواجهتها، وهو ما أكده   وزير الخارجية الأمريكى" ريكس تيلرسون"  خلال إجتماعه مؤخرا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، أن مصير رئيس بشار الأسد يقع الآن في أيدي روسيا، وأن أولوية إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب في سوريا تقتصر على هزيمة "داعش" ، وهو الأمر الذى أثار حيرة المراقبين بشأن موقف واشنطن النهائى من الرئيس السورى ، وهو الموقف الذى جاء مخالفا لدعوة" تيلرسون" قبل ثلاثة أشهر بأن على الاسد سيضطر إلى مغادرة السلطة بدعوى إستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه  .

الحديث عن منح واشنطن، "روسيا "، حق البت بمستقبل الأسد عشية الاجتماع الأول للرئيس ترمب، الأسبوع المقبل مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين  في هامبورغ بألمانيا، بهدف إصلاح العلاقات مع الكرملين ، يأتى على خلفية التوتروشبه التصعيد الذى جرى مؤخرا بين موسكو وواشنطن على خلفية إسقاط القوات الأمريكية  لطائرة عسكرية سورية للمرة الثالثة الأمر الذى هددت به موسكو بإستخدام حقها فى الرد على أى إنتهاك أمريكى على القوات السورية .

فيما جاء تبرير إدارة ترمب بأن العمل العسكري الأمريكى ضد قوات الأسد في الأشهر الأخيرة جاء بهدف تحقيق أهداف تكتيكية محدودة، بدعوى ردع أي هجمات مستقبلة بالأسلحة الكيمياوية، وحماية القوات المدعومة من الولايات المتحدة التي تقاتل تنظيم داعش في سوريا، وليس إضعاف حكومة الأسد أو دعم المعارضة.

فيما نقل تقرير  لمجلة "فورين بوليسي"، مؤخرا رفض مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على محادثات تيلرسون وغوتيريس، إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة ما زالت "ملتزمة بعملية جنيف"، وتدعم "عملية سياسية ذات مصداقية يمكن أن تحل مسألة مستقبل سوريا ، إلا أن الجديد فى الأمر مسالة "يجب على الشعب السوري أن يحدد مستقبل بلاده السياسي" من خلال عملية سياسية، وأن موقف "تيلرسون " يوحي بأن النظام السوري، المدعوم من روسيا وإيران، بدأ يظهر بإعتباره المنتصر السياسي المحتمل في الحرب الأهلية التي دامت ستة أعوام  .

كما أن الموقف الأمريكى الراهن يمثل تراجعاً جديداً عن بيان إتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة عام 2012 والذي وقعته روسيا والولايات المتحدة والقوى الرئيسية الأخرى بشأن ضرورة البحث فى مرحلة إنتقالية دون ماركة الاسد فيها.

ويبدو أن تلك المواقف ذهبت أدراج الرياح، ليبدأ فصل جديد من الصراع على سوريا بعد هزيمة "داعش" فى العراق وهروب عناصره من محافظة الرقة بشمال سوريا باتجاه دير الزور، على أيدى قوات سوريا الديمقراطية  " قسد " والتى يرى المراقبون أن بينها وبين النظام السورى تفاهمات غير معلومة.


 
 
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق