فلسطين تنتصر في موقعة اليونسكو.. المسجد الإبراهيمي ليس يهوديًا

الجمعة، 07 يوليو 2017 01:15 م
فلسطين تنتصر في موقعة اليونسكو.. المسجد الإبراهيمي ليس يهوديًا
المسجد الإبراهيمي
بلال رمضان

قد يتساءل البعض ما الذي يعني يعنيه إدراج الحرم الإبراهيمي الشريف، ومدينة الخليل على قائمة التراث العالمي كموقع تراث فلسطيني؟، وهو القرار الذي أعلنته لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».

حاولت إسرائيل تعطيل هذا القرار ونسب الحرم الإبراهيمي لها، وهو ما يعني أنه بعد هذا الإعلان فإن مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي مع دخولهما القائمة، أصبحت المدينة والحرم من المواقع المطلوب حمايتها دوليًا.

12 دولة أيدت قرار اليونسكو

وبحسب العديد من وسائل الإعلام فإن هذا القرار بعد تصويت سري، بحسب طلب إسرائيل التي حاولت عرقلته لتجنيد العديد من الدبلوماسيين، على رأسهم السفيرة الأميركية، نيكي هايلي، وهو الأمر الذي اعتبرته إسرائيل السبيل الوحيد لتحقيق الأغلبية، لكن نجاحها في جعل التصويت سريًا لم ينعكس على النتيجة، إذ صوتت أغلبية الدول مع القرار، حيث أيدت 12 دولة القرار وعارضته ثلاثة، فيما امتنعت ست دول عن التصويت.

ملف إدراج الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل على قائمة اليونسكو

ويعد هذا القرار ناجحًا ونصرًا كبيرًا لكل من وزارة السياحة والآثار وبالشراكة مع وزارة الخارجية وبلدية الخليل ولجنة إعمار الخليل، حيث قدمت ملف ترشيح المدينة على لائحة التراث العالمي لدى اليونسكو في 30 من يناير 2017، قبل أن تتقدم بطلب رسمي بتحويل الملف من الحالة الاعتيادية إلى الحالة الطارئة وذلك في 21 من مايو 2017، على إثر ازدياد الاعتداءات الإسرائيلية على البلدة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي ومحيطه حيث تم تدعيم هذا الطلب بتقارير فنية تؤكد مساس الاعتداءات بأصالة الموروث الثقافي الفلسطيني في المدينة، بالإضافة إلى المساس بالقيم الاستثنائية العالمية التي تم اعتمادها في إعداد الملف الفني للترشيح استنادًا إلى المعيار الثاني والرابع والسادس لتسجيل مواقع التراث الثقافي ضمن معايير منظمة اليونسكو التي اعتمدها مؤتمر باريس الدولي تحت عنوان اتفاقية التراث العالمي للعام 1972.

تراث مدينة الخليل

والخليل، مدينة فلسطينية، وتقع في الضفة الغربية إلى الجنوب من القدس بحوالي 35 كم. وتُعد اليوم أكبر مدن الضفة الغربية من حيث عدد السكان والمساحة، وتمتاز مدينة الخليل بأهمية اقتصادية، حيث تُعد من أكبر المراكز الاقتصادية في الضفة الغربية.

ولمدينة الخليل أهمية دينية للديانات الإبراهيمية الثلاث، حيث يتوسط المدينة المسجد الإبراهيمي الذي يحوي مقامات للأنبياء إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وزوجاتهم.

المسجد الإبراهيمي

أما المسجد الإبراهيمي، أو الحرم الإبراهيمي الشريف، فهو عند اليهود باسم كهف البطاركة أو مغارة المكفيلة، ويُعتبر أقدم بناء مقدس مستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريبًا، وهو رابع الأماكن المقدسة عند المسلمين، وثاني الأماكن المقدسة عند اليهود بعد جبل الهيكل.

جاءت قدسية الحرم الإبراهيمي من كونه بُني فوق مغارة مدفون فيه كل من النبي إبراهيم وزوجته سارة، وولدهما إسحق وولده يعقوب وزوجتيهما، كما يُوجد بعض الروايات تذكر أن يوسف وآدم وسام ونوح مدفونون هناك أيضاً.

ويقع الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في فلسطين، وهو يشبه في بناءه المسجد الأقصى، ويحيط بالمسجد سور عظيم مبني من حجارة ضخمة يصل طول بعضها لـ7 أمتار، ترجع أساسته لعهد هيرودس الأدومي في فترة حكمه للمدينة (37 ق.م - 7 ق.م). بعدها قام الرومان ببناء كنيسة في مكانه، ثم هدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس، لتتحول بعدها إلى مسجد في العصور الإسلامية الأولى.

ومع احتلال الصليبيين للمنطقة، بُني مكان المسجد كنيسة كاتدرائية، ما لبثت أن تحولت مرة أخرى لمسجد بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي لفلسطين عام 1187.

ويقع المسجد تحت الاحتلال الإسرائيلي، ونظرًا للأهمية الدينية للمسجد عند كل من المسلمين واليهود، فإنه يعتبر مركزًا للصراعات الجارية بين الفلسطينيين واليهود في مدينة الخليل، وبالتالي تم تقسيمه إلى مسجد للمسلمين وكنيس لليهود، وتمّ وضعه تحت حراسة أمنية مشددة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق