الأستاذ الأب

السبت، 08 يوليو 2017 12:24 م
الأستاذ الأب
بقلم د. حاتم العبد

ثمة علاقات إنسانية تسمو وترتقي إلى مصاف علاقة الدم وقرابته، فالصداقة الصادقة، وأبوة المسؤول وغيرها من صور العلاقات الإنسانية وصنوف الرقي الآدمي، تتطلّب منّا التوقف عندها، من بين تلك الصور، ولعلّ أبهى أنواعها، أبوة الأستاذ لتلميذه المتفوق، سطر قلمي منذ سنوات تعبيرًا عما انتاب معيد بالجامعة عندما فقد الأستاذ الأب، وكيف أنه لم يصدّق رحيله، ولعلّ خصوصيّة العلاقة بين الأستاذ وتلميذه، تعزى إلى تعدد أدوار الأستاذ في حياة التلميذ المعيد، بدءًا من دور الأستاذ وأمانة التكوين العلمي، مرورًا بدور الأب ودفء حضنه، ودور الصديق وأُنس قربه.

نجوب ونبحر ظلمات الحياة، صعابها، عثراتها، فهل من شاطئ؟! نأمل!

كانت تلك كلمات، سطرها قلم المعيد في خلسة منه، ليضحي متأملًا ما فاض به وجدانه، على غير عادته، بلغ به القلق مبلغه، تسلل إليه الخوف، تملكه فضول ارتياد المجهول، وقد احتجب واستتر، ليسوق كل الاحتمالات، ويمعن النظر، ويدقق في تلك الكلمات، فما هي بالهيّنة على وجازتها! وما هي بالمُبهمة على اقتضابها! ظلمة، بل ظلمات، صعاب، عثرات، شاطئ، أمل، لا يخفي ما تحمله الثلاث الأُول منها من قلق وترقب وتحسب، الحمد لله أن هناك شاطئ وأمل، الأمر الذي يهون الأمر بعض الشيء.

لكن هيهات، فالقلعة الحصينة لم تُقتحم بعد، والملك مازال يتسنّم القلعة، وإن استراح قليلًا، بل وإن أقعده خبيث المرض، وعليل الداء، لكن مازال قلبه ينبض بالحياة، وقلب تلميذه نابض معه، ولكن بخوف وتحسب وترقب، الهمز واللمز هنا وهناك، من يدعو لمليكه بخالص الشفاء، ومن يدعو بثناء كاذب، يبدي السطح الساكن ويحجب الغور الثائر الممتلئ بثعابين النفاق ووحوش الرياء، من يتسفّل في اللفظ جَهرة، من يبتذل في عباراته، ومن ينحط في إيماءاته تشفيًا، ولربما شماتةً، ولربما نُصرة في نظرهم!

التلميذ يرقب الفريقين، ليثيب الأول، وليلحق اللعنة بالثاني، وليدعو لمليكه، بل لأبيه، بالشفاء، وحواسه ترقب أي كلمة، بل أي حرف، بل أي إيماءة، وليلفظ بصوت جهير، عاش الملك، عاش الملك، عاش الملك.

ذات يوم شعر التلميذ بعدم ارتياح، تأبى النفس أن تأكل، أو تشرب، حار في أمر نفسه! ليطلق عنان الفكر يجمح في كل اتجاه ولتقتله الاحتمالات، ولتسوقه قدماه إلى سطح المبني، ناحية الغروب، جيئةً وذهابا، غير مرة، من دون أن يعلم ماذا تصنع به قدماه، وما ينتظره من أقدار، لكنّ غريب الأمر، أنه كان دائم الحمّلقة في الشمس، وقد وهنت، وقد خفت نورها، وقد انكسرت حدتها، وتعانق أزرق السحب وأسوده، ليحجبها عن أن تُرى، بعد أن كانت تذيب تلك السحب وتقوى عليها.

انقبض القلب، ارتجف الوجدان، ترقرقت العين بالدموع، وجاء من اللحظات أحسمها، الشمس تستسلم لوهنها! لتعانق الأفق البعيد، ليبتلعها في غير رجعة، تتسارع نبضات القلب، يكاد ينّخلع من صدره، ولسان حاله يقول، خير اللهّم اجعله خير! أخذ التلميذ يرتجل مخاطبًا الغروب، أَلَفْتُك أيها الساحر النسيم، ألَفْتُ هوان شمسك، ألَفْتُ عليل نسائمك، ألَفْتُ رقة احتضان الليل بالنهار، ألَفْتُ تعانق ألوانك، لكن ما ألَفْتُ ألَمِك، ما ألَفْتُ عباسة وجهِك وتجاعيد غضبك، وقشعريرة بردك، فبالله عليك، وبحق عشقي لك وغرامي بك، لا تُدِر لي وجهك كثيرًا ولا تُرني منك ما لا يسرني، وأسألك بجميل ذكريات وصداقة أعوام وعشرة أيام، أن تُعجّل بالرحيل، وأن تبعث لي بشقشقة صُبح، وندا صباح وشمس سطوعة، تُزيل آثار قروصة برد ليلك وتُبخّر بحور دموع عيني. 

أيها الشيخ الكهل أحببت اختياريّة ضعفك، فأسألك بكل عزيز عليك، قريب منك، أسألك الرحيل.

يعود أدراجه، يمسك بالمرآة، يتطلع إليها، إذ بعيون ذابلة من الإرهاق، وقد اكتحلت سوادًا، كأنها غيّمتا حزن، عيون عصت النوم، شعر طويل غير ممشوط، وما اللحية بأسعد حظًّا من الشعر! أفكار تغدو، وأفكار تروح، يتماوج بعضها البعض، ليقتله فكره، يلقى بالمرأة لتهوى على الأرض، وليرخي جسده إلى جدار! عجبا إنّه الجدار الغربي من الحجرة! وكأنّ كل ما حوله يشير إلى الغروب! استحضر عينا مليكه، وكيف أنهما كانتا شحنة حياة، قامته، هامّته، صوتّه، استحضره كله، ويسراه على قلّبه لأن ينّخلع!! ويمناه تعصب رأسه لأن ينفجر! خفتت الأنوار، تلاشت الأضواء، سكن الناس، عمّ الهدوء إلّا من حشرجة تخرج من فمه، عاش الملك! ليسود ليل مظلم مدلهم، يسبق الفجر.

في الصباح فجر يوشك أن يتنفّس، شمس لا تشعر بأنها أشرقت، وكأنها اكتست بالسواد حزنًا، يوم يبدو حزينًا، حتى السحب سوداء يا نهار..! حملق التلميذ في السماء، فلا يري شيئًا، سوى سحب سوداء، وضوء خافت، يقول على استحياء، أنا ضوء الشمس، الساعة تقارب الحادية عشر صباحًا، الكل يرقب خطب جلل، الناس سكارى وما هم بسكاري، الجميع تزوغ عيناه نحو مسجد الجامعة، أخذه الفضول، وليته ما أخذه، لتزوغ عينه هي الأخرى نحو المسجد.

إذ بموكب مهيب، قافلة مشهودة، السيارات على مختلف أنواعها، تتقاطر، سادة وساسة، مسؤولين ووزراء، جمهرة من الناس، حشد من البشر على اختلاف أعمالهم، وتنوع وظائفهم، وكأنه يوم حشر، عيون تبكي، وأخرى تتباكى، أنهار تسيل من الدموع، الحزن وقد ارتسم على الوجوه، آخذاً الناس من فرحة العيد، وبهجته، وصوت رفيع مبحوح يقرع أذناه يصرخ، الله يرحمك، جثمان تهافت الجميع على حمله، يدخل المسجد، يتساءل؟! فيه إيه؟!، ومثله كمن يلعب على جواد خاسر، لمجرد اللعب أو لمجرد الخسارة، يعرف ما يحدث، ولكن لا يصدق، يريد تأكيدًا، عَلّه كذب صراح!! عَلّه تهيآت، عَلّه..، عَلّه..، وهو السائل من شاهد البارحة الشمس قد وهنت، واستسلمت لعليل مرضها، ليرديها الغروب، بلباس أبدي، وليبتلعها الأفق للأبد.

مات الأستاذ! قالها حائر تائه، واليوم هم كُثر! أخذه الوجوم، رغم أنه عالم بذلك، ثقة في الدنيا، وقد استكثرت عليه فرحته، يقف مذهولًا، صامتًا، إلّا من أنفاس بين الحينه والحينه، تكاد تحفظ عليه حياته. مات الملك! اقتحمت القلعة الحصينة! هرب شجعان الجنود! برِك الجمل! وما تخيله يوماً باركاً! غربت الشمس، غمره الحزن، عمّه الأسى، حفتّه الهموم، جمعية هذا كله تَجثم على صدره!

سال الدمع من دون أن يُـرى! العين تقطر دمًا، مات من كان يلتفح بعباءته! يمشى في ظلّه! يرتمى في أحضانه! وحقا من كان يحيا من أجله! مات السند! مات الأب! مات المعلم! مات الملك!

حقيقة أيقنها التلميذ، واقع لا بد من التعامل معه، مستجدات لا بد من التفاعل معها، حسنا، فلا أقلّ من أن يمشى في جنازته! يرقب سادة وساسة! عزّ عليّهم إلّا أن يلقوا النظرة الأخيرة عليه! وليوارى الثرى، إلى مثواه الأخير، إن هي إلّا سويعات قليلة وانتهى كلّ شيء! انتهى كلّ شيء! وإلى الأبد!

ليستحيل التلميذ إلى جسد خارت قواه، لم تعد قدماه لتقوى على حمله! ليهوى صريعًا على الأرض! بلّ ليهوى غريقا في أغوار محيط، ولا عجب! محيط رفدت مياهه دموع ودموع! يعود أدراجه يعتصره الحزن، وحيدًا إلّا من وحدته! خاليًا إلّا من همومه! ولُيقيم مأتم مليكه وآباه في قلبه! تواسيه الأحزان! تشّد من أزره الدموع! تعوده الشجون! صنوف مواساة! دنيا دنيئة! استكثرت عليّه أبوة حانية، من بعد يُتم! فرحة من بعد حزن! حضن دفِيىء من بعد صقيع قارص! ابتسامة من بعد دموع! بهجة من بعد اكتئاب، يرضخ للواقع! بعد أن استحال الجسد الأبوي إلى رماد!

ومرة أخرى، يختلسه قلمه! والذي توسّط أنامل ترتجف، وترتعش! ليهوى منها على الأرض تارة، وليثبت مرتجفًا تارة أخرى.. ليهوى بعدها القلم إلى أغوار بئر سحيق، كاحل الظلمة، لم يكلف نفسه مشقة البحث عنه أو عناء العثور عليه، فلم يعد ذا قيمة، وبالجملة ما الذي له قيمة؟! القيمة ماتت، إلى الأبد، ولتظل أنامله ترتجف، وترتجف، وترتجف، تستعصي على أن تمسك بقلم.

طويت الصفحة من دون أن تُطوي المواقف، الأحزان، الهموم، وليُسدل الستار عن آخر فصول مسرحية نسجت خيوطها باقتدار، دنيا آثمة، وليُقتل حزنًا، وشَعُر وكأنه زُجّ به في بحر طام! تعالت أمواجُه لتعانق سحب السماء، يكاد يطبق عليه بدفتيه! أصابه الوهن، تملّلك النفس الملل والسقم، وبدى لا يستطيع حراكًا، مقعدا عن الحركة إلّا من تفكير مُميت، وأضحى يلفظ كل شيء وينفره، وأضحى في حالة عصيان صامتة!

شُلّت حواسه، تصلّبت أعضائه، وقوف بلا قعود، يقظة من دون نوم، جوع بلا شبع، ظمأ بلا ارتواء، داء بلا دواء، ما خشي أن يظل على ذلك لحين أن يخُط الشيّب الرأس، لا فرق!

العينان غيمتا حزن، لم تعد العين تنام ملئ الجفون! المصاب جلل، الجراح لمّ ولنّ تندمل! القلب مأتم، يستقبل العزاء في سكون تام، لا يُخرجه من سكونه سوى دقات تحفظ عليه حياته! أُصيب بالقنوت الشديد! وكأنه ألقيَ به في بئر سحيق من اللامبالاة، يتوسط جزيرة من الأحزان، الجزيرة تتوسط بحر ثائر هائج طام، أمواجه عاتية، ترتعد من هولها القلوب!

وكأنه يدور في حلقة مفرغة، موحلة، ليل دامس، بعد غروب مُبتسر، وكأنه معصوب العينين، يتحسس خُطى قدره، في حجرة مظلمة، في ليلة دُمست ظلاما! وسَبَح في بحور من التعمية والأضاليل والغموض، ولا يرى لها شاطئ! هوت الهزيمة، انكسرت الإرادة، أو ظنها كذلك. لا يدري ماذا يحدث، لم يعد يرقب الغد، لم يعد يخشى شيء - إلّا الله - جفت الأرض وتصحرت، السماء تمطر هموم وفجوع وأحزان! تتعالى صرخاته، لم يجد من يستنجد به! وما سؤال الناس بأكثر من نفخ في موات القِيم!

لم يعد يحتمل أي محنة، فالبنيان متهالك من قواعده، والقميص مهلهل أدركه البلى، ولا حياة لمن تنادى! أضحت الحياة جحيمًا، اكتوى بلهيبها، واصطلى بنارها، ما لتلك الدنيا! دنيا يتوه فيها اللبيب، دنيا يضل فيها من اعتصم! ورغم جمعية ما سبق، يجد قلبه وقد وقر فيه إيمان بالله! يقرّ بأنّه قد تزعزع بعض الوقت! ضيقًا وضجرًا، لكنه موجود، ليتشبث به وبخيط واه من الإرداة يخوض به في أوحال زمن ردئ، لتعصف به المحن تارة، ولتهدأ تارة، لتتقاذفه المقادير!

كانت تلك الإرادة هي نبض الحياة وشرايينها، كانت رافد إيمان، يستأنس بها ويسكن إليها، ترافقه في كل مكان، يسطُرها على أية ورقة تلتقطها يداه، يرددها بقلبه، كان ذلك بمثابة الخيط الرفيع الذي تشبث بأطرافه، ليرْفُد ما يحفظ عليه عقله من الشتات، وما يقيم صلبه من لقيمات، وليقوي به على استرجاع ذكريات ولّت. رغم ذلك، تسنم الفكر، وملك الذهن، تيار عدمي نشط، أتى من أغوار النفس العدمية، النفس الأمّارة بالسوء: مادام واقعك كذلك فلا فرق بين مرذول ومفضول، ظمأ وارتواء، حياة وممات، الكل إلى سواء، أضحت النوازع السالبة والموجبة تتعادل في النفس، النفس التي ظلمتها الدنيا منذ أن رأتها، لكنه يناجي ربه وفي صوته رجفة.

والناس من حوله، في استرخاء بليد، يغطّوا في سبات عميق كئيب، أنواع من التزمّت والتنطّع السخيف، تهاتفوا على غرائزهم، انغمسوا في نزواتهم، صورتهم ما تزال ماثلة في الأذهان، لا أحد يريد أن ينعتق من ربقة غرائزه، الكل سقيط النزوات واللذات، وأئمتهم مبلغ كل منهم ومقصده. تتداعى إليّهم نفوس الأتباع، بل الجياع، لا أحد يخرج من أسر النفس وربقتها، الكل رازخ تحت نير الرذيلة، الكل مسالي اللعاب، شتى صنوف الشر، هم في ظمأ مهما ارتوا، غرتّهم الدنيا فانكبوا جريًا ولهاثًا خلفها، حقا انحدر الذوق، حقا فتَرت الهمم، حقاً اقتربت الساعة!

عالم طغت مادياته على معانيه، الأسر إلى تفكك، الأبناء إلى شتات، لم يكن له من شاغل أمام هذا الموت الزاحف، سوى انسحاب صامت حزين، بعد أن تعادوا عليه منتفخي الأوداج، مصغّري الوجوه، يحوم بعينيه من دون فائدة، يزوغ ببصره من دون جدوى، يحملق في السماء، ليجد الناس شيعًا وطوائف، كالجُزر التائهة، لا يكاد يجمعها رابط، إلّا المادية على اختلاف صورها، تسفل أخلاقي، انحطاط الذوق، فساد الذمم، محاكاة عمياء للغرب، تفسخ جنسي، سفور!

حسنا لتجري الحياة كما تشاء المقادير، وعود بمدّ يدّ العوّن تمرق كالسلحفاة في الطريق، وكمنّ أُغشي عليه، وكأنه في غير وعى، مستريبًا ما حوله، ما يكاد يمر يوم، بل ساعة، من دون أن تزحف إلى جواره أحزانًا، وأحزانًا، وكأّنها تواسيه!

قامت الساعة، تهافتت الجموع على الفارس الجريح، تلك هي مبادئ الأخلاق والشجاعة التي يتغنون بها! منهم من يخطب ودك ليدخل إليك بمدخل أفعواني ليلدغك دون أن تدري، وأنت تسبح بحمده! ومنهم من يضمك، ليُنفذ سكينه بين الضلوع، لتلامس القلب، لينزف دما، يا له من غدر أهوج، وخسة حمقاء؟! أحاديث معسولة باطنها مكشوف مثل قاع بحيرة ساكنة! وبين الحين والأخر، تتحول الأحاديث إلى صخب وضجر، والكلام المعسول إلى مرذول، ولا تعليق!

وكأنّ بالدنيا تسقيه مزيج من الهم والأسى، في قدح من الحزن، عليه أن يرتشفه، ولا مناص! الواقع مرير، أضحى مقصدًا لكل فجيعة، وليست كل فجيعة بمعزل عن الأخريات، حقًا هزته الفجوع الكبرى، كادت تقتلعه من جذوره. وكأنه بالناس وقد خلت قلوبهم من الرحمة، عالم بلا قيم، عالم نخر السوس أعمدته، عالم تهاوى سقفه، يبحث عن لقمة يسد بها رمق جوعه، يقتات بها، يعيش عليها، من دون فائدة! يبحث عن قنديل يضيء ظلمة ليله، يهتدي به، يبث فيه الأمل، يعيد إليه الفرحة دون جدوى، والناس، وهم ما زالوا على تمزقهم، وما يوقظهم من لذيذ نومهم ويوحد كلمتهم، سواه، كيدًا له وتنكيلًا به، يودون بين طرفة عين وانتباهتها ألّا يرونه أمامهم، ازاحته همهم، شغلهم الشاغل، متمذهبين بالميكافيلية.

وما يرى الناس إلّا في تبذل وتحلل، مباذل الرقص والشرب هنا وهناك، اللهث وراء مكاسب اللحظة محطة أنظارهم، لكن هيهات، أوردتهم المهالك، تهالك وتهافت قتالًا ودفاعًا عن اللحظة، ترى الناس بين غارق في المتع الحسيّة، وأولئك بين جوع يذهب، وجوع يتجدّد، كلما ارتعوا شهواتهم ازدادت سعارًا، عقابًا من ربك، لا تعرف نفوسهم سكينة ولا طمأنينة، ولن تعرف! وبين منسحب منعزل ساخط وعاجز عن مواجهة الطوفان، حقًا استشرت الموبقات والخطايا، وفريق من الناس يشعل النيران والفريق الآخر ينفخ في أوارها، ولتزداد اتساعًا.

وما الذئاب الضارية بأفتك بالغنم من فتك الإنسان بأخيه الإنسان.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة