الكويت تشهد حراكا دبلوماسيا فى إطار واساطتها لحل الأزمة الخليجية
السبت، 08 يوليو 2017 01:39 م
رئيسة الوزراء تيريزا ماى
تشهد دولة الكويت، هذه الأيام حراكا دبلوماسيا عاليا فى اطار جهود الوساطة التى تقوم بها لحل الأزمة الخليجية الراهنة والجهود التى يبذلها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرأب الصدع الخليجى .
وقد حظيت جهود أمير الكويت باشادة دولية واسعة اذ أعرب قادة ومسؤولون دوليون عن دعمهم لجهوده المخلصة من اجل حل الأزمة الخليجية مؤكدين ثقتهم الكاملة فى المبادرة الدبلوماسية التى اتخذها الأمير ومساعيه الحميدة نحو مستقبل خليجى اكثر امنا واستقرارا.
وفى هذا السياق يزور الكويت عدد من المسؤولين الأجانب بينهم وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون الذى سيصل اليوم السبت على أن تعقبها زيارة مماثلة لنظيره الأمريكى ريكس تيلرسون يوم الاثنين المقبل لبحث تطورات الخلاف الخليجى وسبل احتوائه .
وكان وزير الخارجية البريطانى الذى استهل جولته ، امس الجمعة بزيارة السعودية قد أكد أن زيارته إلى منطقة الخليج تهدف إلى دعم وساطة دولة الكويت ومساعيها لرأب الصدع فى الخلافات بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وقال إن رئيسة الوزراء تيريزا ماى سبق أن اكدت أن أمن الخليج من أمن بريطانيا التى ستظل ملتزمة بقوة باستقرار المنطقة داعيا جميع الأطراف الى القيام بدور بناء من أجل استعادة وحدة مجلس التعاون الخليجى .
وأشار جونسون إلى أنه سيحث خلال جولته الخليجية كل الأطراف على دعم جهود الوساطة الكويتية التى تدعمها المملكة المتحدة بقوة والتأكيد على أهمية العمل على إزالة التصعيد وضمان وحدة الخليج من أجل الاستقرار الإقليمى .
وبدأت مساعى وساطة الكويت تتبلور فى أزمة قطع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر علاقتها مع دولة قطر وسط تطلع دولى وإقليمى إلى أن تثمر جهود سمو الأمير عن نتائج طيبة تعزز الوحدة الخليجية .
وفى إطار هذه الجهود زار أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح كلا من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر حيث استقبل بحفاوة كبيرة وأجرى محادثات بناءة وأخوية ولقى ترحيبا كبيرا من الجميع .
بعد ذلك سلمت الكويت لدولة قطر قائمة بمطالب الدول الأربع تحوى 13 مطلبا على قطر تلبيتها لتخفيف الأزمة .
واستقبل أمير الكويت وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن الذى سلم رد الدوحة على مطالب الدول الاربع وذلك قبل يومين من انتهاء المهلة الإضافية الممنوحة لقطر.
وتسلمت الدول الأربع عبر الكويت رد قطر قبل اجتماع لوزراء خارجيتها فى القاهرة لبحث تطورات الأزمة والاجراءات المقلبة بعد ان مددت المهلة التى منحتها لقطر لقبول مطالبها لمدة 48 ساعة إضافية استجابة لطلب من أمير الكويت .
الا أن الدول الاربع اعربت فى بيانين منفصلين عن الأسف لما اظهره "الرد السلبي" الوارد من قطر فيما اعربت عن جزيل الشكر على مساعى وجهود أمير الكويت لحل الأزمة مع الحكومة القطرية وذلك فى اطار حرصه على وحدة الصف الخليجى والعربى .
وفى الدوحة اكد مصدر مسؤول فى وزارة الخارجية الاستعداد للتعاون فى هذا الشأن مع "الوسيط النزيه او من يرى مشاركته معه" فى اطر الحوار المشترك معربا عن اسف قطر لما تضمنه البيانان الصادران عن الدول الاربع.
واعرب المصدر عن تقدير دولة قطر اميرا وحكومة وشعبا للجهود "الكريمة والمخلصة" التى يبذلها امير الكويت فى سبيل ايجاد حل لهذه الازمة.
وفى إطار حرص الكويت على استقرار البيت الخليجى استقبلت الاربعاء الماضى وزير الخارجية الالمانى سيغمار غابرييل الذى اكد خلالها دعم بلاده لجهود الوساطة الكويتية.
كما عكست ردود الفعل الدولية بشأن التحركات التى يقودها امير الكويت فى سبيل رأب الصدع الخليجى حجم المكانة الدولية التى تحتلها الكويت خليجيا واقليميا ودوليا.
واعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية هيذر ناورت عن شكرها لجهود دولة الكويت "الجليلة" فى محاولة التوسط لحل الخلاف معتبرة ان "القيام بذلك ليس بالامر السهل".
وفى فرنسا اكدت وزارة الخارجية الفرنسية دعمها للجهود الدبلوماسية التى تبذلها دولة الكويت بهدف احتواء الخلاف الخليجى داعية الى تخفيف التوتر والسعى لحل الازمة.
وفى سياق الجهود المبذولة اجرى الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى اتصالا هاتفيا مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجى الدكتور عبداللطيف الزيانى بحثا خلاله تطورات الخلاف بين الاشقاء فى مجلس التعاون الخليجى والتأكيد على "اهمية الدور الكويتى فى تقريب وجهات النظر".
كما ثمن الشيخ صباح الخالد فى اتصال مماثل مع الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط دعم الجامعة لمبادرات امير الكويت وجهوده فى حفظ الامن القومى العربى والعلاقات العربية المشتركة.