عملية «كمين البليدة» تكشف أوكار الجماعة الإرهابية فى العياط

الأحد، 09 يوليو 2017 09:00 ص
عملية «كمين البليدة» تكشف أوكار الجماعة الإرهابية فى العياط
كمين العياط
هناء قنديل

استيقظ أهالى مدينة العياط، فجر الأربعاء الماضى، على صوت طلقات نارية، تصدر من أعلى الطريق الدائرى، عند كمين الرسوم، على مدخل قرية البليدة، ليكتشفوا أن أرض مدينتهم ترتوى بدماء 3 من أبطال الأمن، عقب هجوم إرهابى استهدف ضابطين بالقوات المسلحة، على المعاش هما العقيد خالد عبد العزيز، والنقيب زكريا عبد الفتاح، ومجند يدعى رمضان السيد، أثناء وجودهم بالكمين.  
التحقيقات الأولية، التى أجرتها النيابة العامة، مع شاهد العيان، وهو مجند نجا من الحادث؛ أكدت أن إرهابيًا ملثمًا اقتحم الكمين فجأة، وأطلق وابلًا من الطلقات النارية تجاه الضحايا، الذين لم يتمكنوا من الرد؛ لكونهم غير مسلحين، وذلك فى الثالثة من صباح الأربعاء الماضى.
 
المناظرة الأولية لجثامين الضحايا، كشفت عن استشهادهم، إثر تلقيهم طلقات نارية فى مناطق متفرقة من الجسد، وأن أحدهم تلقى 30 طلقة آلية اخترقت جسد الشهيد، فى مناطق الرأس والصدر والكتفين.
 
اشتهرت مدينة العياط، بخضوع القرى المجاورة لها لسيطرة العناصر الإخوانية والسلفية المتشددة عليها.
 
وتبعد العياط عن قلب مدينة الجيزة 45 كيلومترًا، ويقع شمالها قريتا المساندة، والعطف، ومن الجنوب قرية بمها، ومن الشرق نهر النيل، والغرب طريق أسيوط الزراعى.
 
وخلال الفترة التى تزامنت مع فض اعتصام رابعة العدوية، عام 2013، تعرضت العطف لهجمات من عناصر الإخوان، من بينها هجوم على قسم الشرطة لإحراقه قبل أن يفروا إلى الظهير الجبلى المتاخم للجزيرة؛ للاختباء من الأمن، وإقامة أوكار دائمة لهم هناك.
 
وتعيش جزيرة العطف، وقرية البليدة ظروفًا بدائية، تجعل منها مرتعًا خصبًا للإرهاب؛ لاسيما فى ظل انتشار الفقر بين الأسر، التى تقيم هناك، حتى احتلت البليدة الترتيب الخامس بين القرى الأكثر فقرًا فى مصر، وسط غياب تام لأبسط الخدمات، مثل: الصرف الصحى، ومياه الشرب النظيفة. ويعتمد أهالى القرية وأبناؤهم على العمل بمصانع الطوب المجاورة لهم، لتدبير نفقات المعيشة.
 
وأكد عدد من أهالى القرية، أن معظم أطفالها لايذهبون إلى المدارس، لعدم قدرة أسرهم على تحمل نفقات تعليمهم، وحاجة هذه الأسر للدفع بأبنائهم إلى سوق العمل مبكرًا.
 
وأشار الأهالى إلى أن أكثر من نصف أبنائهم، بأعمارهم المختلفة، يعملون فى مصانع الطوب، أو فى هيئة النظافة، مقابل مبالغ مالية زهيدة، تكفى بالكاد الاحتياجات اليومية، لنصف الشهر أو أقل.
 
ويرى ماهر فرغلى، المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، أن هذا العمل الإرهابى، الذى استهدف ضابطين بالمعاش ومجند، لا يخرج عن إطار الإرهاب العشوائى، الذى يريد إحداث ضجة مجتمعية، لإثبات الوجود فقط، مشيرًا إلى أن هذا النوع رغم قدرته على إزهاق الأرواح، فإنه يشير إلى أن هذه العناصر التخريبية، لم تعد قادرة على اختراق أنسجة المجتمع أو التأثير فيه.
 
وأوضح فى تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن مصر شهدت خلال الشهور الماضية، آخر وأخطر مراحل تطور العنف الإرهابى، وهى مرحلة الاغتيالات التى تستهدف شخصيات ذات ثقل أمنى أو سياسى، أو دينى أو اجتماعى، وهو أمر موجود فى أدبيات الجماعات المتطرفة.
 
ولفت إلى أن المرحلة الحالية من مراحل العمل الإرهاب، جديدة نوعًا ما، وتتعلق بالفكر الذى يعتنقه الجيل الجديد من العناصر الإرهابية، وهو العنف العشوائى، الذى يهدف فقط لتقويض الأنظمة، وجعلها عاجزة ومرتبكة، حتى تسنح الفرصة لهم من أجل التمدد، واستقطاب مزيد من الأتباع.
 
وأضاف: «نحن الآن أمام جيل الذئاب المنفردة، التى تؤمن بالعنف العشوائى، من أجل إثبات توحشها وقدرتها على التأثير، وهذه الجماعات تجاوزت المحلية، وصارت تفكر بطريقة عالمية، وتنفذ أجندات دولية، ممولة من دول مثل قطر وتركيا.
 
وحذر فرغلى من مرحلة أن المرحلة الحالية، قد تشهد تصاعدًا مفاجئًا فى خطر هجمات الذئاب المنفردة، ليس لتنامى قوة الإرهاب فى مصر، أو لاكتسابه أعوانًا آخرين؛ وإنما بسبب العائدين من تنظيم داعش بعد هزيمته الساحقة فى الموصل آخر معاقله بالعراق، وقرب سقوطه فى الرقة، آخر معاقله فى سوريا أيضًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق