«الكلاب»

الإثنين، 10 يوليو 2017 06:04 م
«الكلاب»
صبرى الديب يكتب:

لا يوجد وصف من الممكن أن أصف به هؤلاء «الشماتون الشتامون» سوى بـ «الكلاب»، وإن كنت أخشى أن أكون قد ظلمت الكلاب التي تمتلك من المشاعر والوفاء لمن رباها وعلمها أكثر منهم.

 

فلا أدري كيف لهؤلاء أن يجاهروا بالشماتة والفرح في استشهاد ضباط وجنود  مصريين، كل ذنبهم أنهم وقفوا على خط النار دفاعا عن كل المصريين، بمن فيهم «أبناء وعائلات هؤلاء الكلاب»، من خطر جماعات تستخدمها دول وتحركها أجهزة، بهدف إسقاط الدولة، وتشريد كل أبنائها، وتحويلها إلى ذات النموذج السوري والليبي، فهل من «حقارة» أكثر من هذا؟

 

ألم يسأل هؤلاء «الكلاب» أنفسهم قبل التهليل والتكبير وإعلان شماتتهم على القنوات التي يعملون بها خارج مصر، وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أي ذنب ارتكبه هؤلاء الضباط والجنود؟ ومن هؤلاء الذي يعتدي عليهم؟ ولما يتم الاعتداء عليهم؟ ولماذا يتم استهدف ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة بالتحديد؟ ومن هؤلاء الذين يقدمون على قتل أنفس حرم الله قتلها إلا بالحق؟ ومن يمولهم؟ ومن يدعمهم بالمال والسلاح؟ ومن يأويهم ويوفر لهم سبل الإعاشة والتدريب والتسليح؟

 

ألم يخطر ببال هؤلاء «الأغبياء»، وهم يتفاخرون بسقوط من تلقوا الرصاص نيابة عن زويهم، أن من يستهدف الضباط والجنود، يستهدف في الأساس «الوطن»، وأنه لو سقط سيسقطون جميعا إلى الأبد، وستسقط معهم جماعاتهم وانتماءاتهم، هويتهم، وسيتحولون إلى لاجئين مشردين، ولن يستطيعوا استبدال أو شراء هوية أو وطن، ولو بمليارات الدولارات.

ألم يفكر هؤلاء «الكلاب» أن شماتتهم في الموت حقارة ووضاعة وخسة، وأنه من الممكن أن يكون من بين من سقطوا غدرا أخ أو صديق أو قريب لهم، وهل غاب عن اذهانهم أن لهؤلاء الضباط والجنود أبناء وزوجات وعائلات، قد يتموا وترملوا وتبدلت حياتهم بمقتل زويهم.

للأسف، لقد تحول هؤلاء «الكلاب» إلى «مرتزقة عملاء» باعوا أنفسهم وأوطانهم لجماعات ودول جندتهم لإثارة الفتن الشائعات، والتشكيك في كل شيء في مصر، في مقابل دولارات ملوثة بدماء أشقائهم وأصدقائهم وأقاربهم من الضباط والجنود، لدرجة أنهم من فرط ما يغدقون عليهم، لم يجدون حرجا في إعلان شماتتهم في «الموت» من أجل مزيد من الأموال.

 

اتحدى هؤلاء «الكلاب الشماتون الشتامون المرتزقة» أن يعلن أي منهم عن مصدر تمويل القناة التي يعمل بها؟ أو كم يتقاضى؟ أو مصدر راتبه؟ أو أن كان من النشطاء أن يعلن من أن يعيش في الخارج وهو «صايع» لا مهنة ولا حرفة له سوى الكتابة على «فيسبوك»؟ ومن أين له كل هذه الرفاهية التي يعيش فيها، والثروة التي يمتلكها؟

 

ولعل الغريب في أمر هؤلاء «الكلاب» أنهم لم يتركوا فرصة «التضليل» حتى في وقت «الموت» ولم يرتجف قلب أي منهم لمشاهد الدماء والجنازات وبكاء الأطفال والأمهات والزوجات، وراحوا يروجون كذباً أن هؤلاء الضباط الجنود قتلوا في ليبيا وليس في سيناء، أليس هناك «حقارة، ووضاعة، وسفالة» أكثر من هذا.

 

أعتقد أن أمر هؤلاء المرتزقة «الكلاب» قد تعد كل الحدود، وأنه آن الأوان لمقاطعة قنواتهم وصفحاتهم التي لا تبث إلا كذبا وتحريضا، ولم يردعها حتى حرمة «الموت».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة