في كمين البرث| بطولة المنسي وبكاء «حمزة».. ووساخة قطر

الأربعاء، 12 يوليو 2017 11:30 ص
في كمين البرث| بطولة المنسي وبكاء «حمزة».. ووساخة قطر
أبطال شمال سيناء
محمد الشرقاوي

«شئنا أم أبينا إلى لقاء قريب».. كانت تلك آخر كتبها العقيد أحمد منسي، في نعي قائده العقيد رامي حسنين، والذي تسلم قيادة الكتيبة 103 صاعقة، خلفًا له، بعد استشهاده في تاريخ 29 أكتوبر 2016.

تنبأ «منسي» الذي استشهد في الهجوم الانتحاري الذي وقع على كمين البرث في مدينة رفح بشمال سيناء، الجمعة الماضية، بموته قبل 9 شهور، تحديدًا في يوم وفاة قائده.

المنسي حمل رسائل الوداع من جنود الكتيبة إلى قائده، وشيعه أهالي محافظة الشرقية في يوم السبت 7 يوليو الماضي. أصر طفله الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره أن يشيع أبيه مرتديًا جلبابه، الذي آمن أنه يدافع به عن وطنه وعرضه.

على رؤوس الأشهاد بكت عين حمزة قليلًا وتماسكت كثيرًا متذكرًا لحظات الفرح والخوف مع والده الذي شهد له تراب الوطن بالرجولة والبطولة.

العملية الإرهابية نفذت بآلية أشبه بالاقتحامات العسكرية، فكسرت الخط الدافعي بمفخخات ثم عناصر مدججة بالسلاح أطلقت النيران على كل ما يدور في المكان.

تلك المعلومات أكدها خطاب التنظيم، الذي قال إن أحد انتحارييه فجر سيارته المفخخة على الكمين قبل أن يقوم مقاتلون آخرون بالهجوم على الكمين.

 

بيان داعش
 

بيان رسمي صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، قال إن العناصر الإرهابية استخدمت ما يقرب من ١٢ سيارة، منها ثلاث سيارات مفخخة، ما يشير إلى أن تلك العملية الإرهابية لم تستهدف السيطرة على نقطة الارتكاز العسكري.

كما كان هدف التنظيم في عملية (كرم القواديس ٢)، في ١ يوليو ٢٠١٥، وذلك نتيجة عدم تواجد للتنظيم في جميع القرى القريبة من نقطة الارتكاز واختباء عناصره في المناطق الصحراوية، وكذلك أن الموقع الاستراتيجي للنقطة الأمنية على منطقة مرتفعة سهل على قوات الجيش المصري التعامل مع العناصر الإرهابية المهاجمة والقضاء على أكثر من ٤٠ من تلك العناصر.

تابع البيان التحليلي للحادث، أن العملية الإرهابية يطلق عليها مسمي (الانتحار الجماعي)، وليست عملية للسيطرة أو التمركز.

بطولة «المنسي» وباقي الشهداء، أثلجت صدور المصريين، بعد نبأ استشهاد وإصابة 26 فردًا مقاتلًا من الأبطال، وأحبطت كل مساعي التنظيم الإرهابي في حربه النفسية على المصريين، هكذا ترى المدونة «رحاب عليوة» على صفحتها الرسمية بـ«الفيس بوك» في تعليقها على تسجيل نسبه البعض لأحد الشهداء: «اعتقد أن التسجيل المنسوب للشهيد أحمد منسي أحبط لداعش جدوى أي مادة إعلامية ممكن تطلع للعملية بعد كده، صوته الأخير يحمل من الشجاعة والصمود والفخر الكثير، هو الأقوى من بين مشاهد سيناء حتى الآن».

 رحاب عليوة

يعتبر حادث «كمين البرث»، هو العملية الثانية ضد قوات الجيش خلال ١٨ شهرًا منذ نهاية عام ٢٠١٥، كانت العملية الأولى خلال تلك الفترة يوم ٩ مارس ٢٠١٧، وأدت إلى استشهاد ٣ ضباط و٧ مجندين، وتعتبر الأولى خلال عامين من حيث ارتفاع عدد الشهداء من قوات الجيش، منذ العملية الإرهابية الأكبر في ١ يوليو ٢٠١٥، بحسب بيان الهيئة العامة للاستعلامات.

في الوقت الذي نجح فيه أبطال القوات المسلحة في قتل 40 إرهابيًا وتدمير 6 عربات تابعة لهم، أصدر التنظيم بيان تبنيه، وفي مساء الجمعة، كشف نشطاء فلسطينيون على «الفيس بوك» عن هوية بعض منفذي الحادث الإرهابي، حيث نعتهم صفحات تابعة للتنظيم.  

وتبين من خلال هذه الأسماء أن هناك عناصر فلسطينية، منها ما كان يتبع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ومنها يتبع السلفية الجهادية في قطاع غزة، وهو ما أكدته مصادر مطلعة داخل القطاع في اتصال هاتفي لـ«صوت الأمة»، قالت إن أغلبهم من مخيم «الشابورة».

 

9471870_p
 

 

هم: معاذ القاضي - أحد عناصر كتائب القسام، وأيمن عمر خليل حمايده - أحد عناصر القسام، وإبراهيم سلمان وسلمان القاضي، ومحمد سعدي أبو عاذره أحد عناصر جيش الإسلام بغزة، وآخر ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية يُدعى عبدالرحمن نصار طالب بكلية الهندسة جامعة الأزهر.

9471873_p
 

المصادر قالت إن قائد تلك العمليات هو القيادي العسكري السابق بكتائب القسام، مالك أبو شاويش، والمسئول السابق عن الدعم الخارجي في حركة حماس. انضوى تحت لواء داعش، في أواخر عام 2015 – مصادر أخرى قالت في 2016.

«أبو شاويش» وفق معلومات كان قائدًا ميدانيًا بارزًا وأحد مؤسسي وحدة «النخبة»، وقاد عمليات هامة خلال حرب غزة الأخيرة في مدينة رفح، تضيف المصادر أنه دخل إلى سيناء برفقة زوجته وأطفاله، وكان يرافقه قائد سرية ناشط في «القسام» في رفح مع عائلته. من سكان منطقة البريج الفلسسطينية، يعتقد أنه طارق بدوان.

قُتل في حملة أمنية للجيش المصري في الشيخ زويد، في ديسمبر العام الماضي.

تقول المصادر إن أهل «شاويش» في غزة، تيقنوا من مقتله وتلقوا عزاءه، بينما تفيد مصادر قبلية في سيناء أنه حي يرزق يدير العمليات الداعشية ضد الجيش المصري في سيناء. تشير مواقع فلسطينية إلى أن «حماس» أعلنت عن انضمام «أبو شاويش» إلى داعش سيناء في أبريل 2016، بعد أيام من إعلان داعش مقتل أحد أبرز قادته في ليبيا، القيادي مفلح أبو عاذرة، والملقب بأبى عبد الله.

«أبو عاذرة» كان أبرز المقاتلين في جبهة أنصار بيت المقدس والتي تسمي نفسها «ولاية سيناء»، حسب بيان صادر عن داعش، أي أنه كان ضمن المقاتلين الأجانب الذين انخرطوا في صفوف تنظيم أنصار بيت المقدس.

تقول المصادر إن تلك العناصر الإرهابية تمكنت من دخول سيناء، عن طريق فتحات في الجدار الحدودي شرق معبر رفح.

بعد ساعات من الحادث، شنت حركة حماس عملية اعتقالات واسعة في صفوف السلفية الجهادية داخل قطاع غزة، ادعت الحركة أنهم حاولوا التسلسل إلى سيناء، وذلك في بيان رسمي، أكدت المصادر الفلسطينية صحة الخبر، بينما نفت محاولاتهم للتسلل وقالت إن ذلك مجرد «شو إعلامي» لكسب ود الأجهزة الأمنية المصرية.

وحدات النخبة
 
 
أحمد أبو طوق أحد رموز حركة حماس، تسلل إلى سيناء هو ومجموعة من رجال السلفية الجهادية، في 1 مايو الماضي، للتمهيد للعملية، بحسب تقرير سابق لـ«صوت الأمة»، بعنوان: «خطة تطهير غزة.. أبو طوق يكشف كذب ود حماس لمصر.. الحركة مستمرة في تصدير الإرهابيين»، أكدت على لسان مصادر فلسطينية وقبلية مصرية، وجود حركة نزوح للعناصر الإرهابية إلى سيناء، كان الجزء الأكبر فيها قادم من قطاع غزة، والباقي من محافظات وادي النيل، والمفاجأة كانت بتسلل عناصر مصرية كانت موجودة في غزة، للانضمام للتنظيم الإرهابي في سيناء.

واعتبرت المصادر أن تسهيل حماس هروب المتشددين من غزة لسيناء -ضرب عصفورين بحجر واحد- أولهما خوفها من تنامي قوة التيار السلفي الجهادي والتكفيري، ما يهدد سيطرتها على القطاع، ما نتج عنه مصادمات شديدة بين الطرفين خلال الشهور الأربعة الماضية، وثانيهما تفريغ القطاع من التكفيريين، الذين يمثلون حجر عثرة أمام أي مفاوضات سياسية من المتوقع أن تنشط الفترة القادمة.

تأرجحت مؤشرات العلاقة بين حماس والتنظيمات الجهادية والتكفيرية في سيناء وقطاع غزة، صعودًا وهبوطًا، وفي الغالب تكون الهبوط مرتبط بتباين المصالح الاقتصادية بينهما، حيث سيطر هؤلاء التكفيريون على حركة الأنفاق خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لكن ثوابت العلاقة الأيدلوجية بينهما لا تتأثر.

مواضيع متعلقة 

«داعش» يسعى لإحراج «حماس» أمام مصر (تقرير)

لعبت غزة دور المأوى للتنظيمات الإرهابية في سيناء، بموافقة ومباركة حماس، حيث توفير ممرات الهروب من الضربات الأمنية المصرية للقيادات، وأيضًا معالجة الجرحى من التنظيم، وبالعكس كانت غزة مفرخة للدعم البشري للتنظيم، من أتباع السلفية الجهادية، تكمل المصادر أن حركة حماس داخل القطاع تمثل بنك تحويل الأموال الأسهل والأقرب للتكفيرين في سيناء من قطر.

أكدت المصادر أن دولة قطر تقف وراء الحادث الأخير بسيناء، كرد فعل على المقاطعة العربية والتي تقودها الدول الراعية لمكافحة الإرهاب وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بدليل أن الحادث تزامن مع عدة عمليات إرهابية ضربت المملكة السعودية، حيث استشهد رجل أمن سعودي وأصيب 6 آخرين في هجوم إرهابي على دورية أمنية بمحافظة القطيف شرق السعودية.

وفي مساء الحادث الإرهابي الجمعة، وصل رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، محمد العمادي سفير قطر لدى إسرائيل، ونائبه خالد الحردان، إلى قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون شمال القطاع، في زيارة ظاهرها تفقدية لعدد من المشاريع القطرية ومتابعة سير عملها.

محمد العمادي سفير قطر
 

لجنة «إعادة إعمار غزة» تنفذ مشاريع غير معروفة فى القطاع، بتمويل من الأب حمد بن خليفة آل ثاني، بحجة إعادة إعمار غزة، وذلك بمبلغ قيمته 407 مليون دولار أمريكي، فيما تؤكد المصادر أن هذه الأموال تذهب للجماعات السلفية والإرهابية داخل القطاع لإيصالها للجماعات المتطرفة فى شبه جزيرة سيناء.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق