وفاء.. رسب ابنها في أربع مواد بالثانوية فطلبت الخلع

الخميس، 13 يوليو 2017 09:46 م
وفاء.. رسب ابنها في أربع مواد بالثانوية فطلبت الخلع
خناقة زوجية - أرشيفية
إسلام ناجي

سهرت وفاء ليال طوال إلى جانب سيف، نجلها الوحيد، تستذكر له دروسه، وتساعده على فهم المسائل المستعصية فى مادتي الكيمياء والفيزياء، وأنفقت من راتبها الخاص على مصاريف الكتب الخارجية والملازم والدروس الخصوصية، كما استدانت من أخوها ووالدها رأفة بحالة زوجها المادية، فهو مسئول عن تجهيز شقيقاته الثلاث، وعلاج والدته العجوز، اللاتى يسكن فى الشقة المقابلة لشقتهم.

مع بدأ ماراثون امتحانات الثانوية العامة، زادت الدروس الخصوصية، واضطرت الأم إلى اللجوء لمصروف المنزل، فحرمت نفسها وزوجها من اللحوم لشهرين كاملين، لتتمكن من توفير ثمن الدروس، وعندما لم تكفى الأموال، طلبت من زوجها اقتصاص جزء من الأموال التى يعطيها لشقيقاته، فوافق على طلبها وسط نظرات الغضب المنبعثة كالشرار من عيون والدته، وأخواته.

لم تكترث وفاء لكلمات حماتها، ودعائها المستمر على صغيرها بالفشل، ووضعت أحلامها على كاهل سيف، وتمنت أن يكون من أوائل الثانوية العامة أو أن يلتحق بكلية الطب على أقل تقدير لينصفها بين أسرة زوجها، لكن حلمها لم يتحقق، فلم يتصل بها وزير التربية والتعليم ليهنئها على تفوق ولدها، ولم يحصد الشاب المجموع الذى يؤهله للالتحاق بإحدى كليات الطب بل رسب فى 4 مواد.

شعرت وفاء بالخذلان يتسرب إلى قلبها، وتشيخ معه ملامحها لكنها حمدت الله على قدره، ودخلت إلى غرفتها لتستريح من تعب أشهر طويلة، قضتها تحارب فى معركة كليات القمة، وخرجت منها على خبر الإعادة لكن والدة زوجها لم تتح لها فرصة الاسترخاء، واقتحمت عليها خلوتها بملامح شامتة، وبثت إليها سموم لسانها وأفكارها، فصمتت وفاء، وكتمت غضبها داخلها.

زاد حنق العجوز على زوجة نجلها، واستفزها سكون وفاء، وثباتها، فدفعتها بكامل قوتها، وطلبت منها مغادرة المنزل، وفتحت دولابها، وألقت بملابسها من النافذة، وسط نظرات بناتها الشامتة، وابتسامتهن الساخرة، فتمالكت وفاء نفسها، وانتظرت عودة زوجها من العمل، وقصت عليه ما حدث من والدته وشقيقاتها، فلم ينصفها، وألقى عليها اللوم، واتهمها بتدليل نجلها حتى أفسدته.

سقط الرجل من نظر زوجته، وشعرت بأن الحائط الذى تستند عليه فى نوائب الدهر ينهار، ويتركها وحيدة تواجه أعين الشامتين، فقررت التخلص منه إلى الأبد، وتوجهت فى الصباح التالى إلى محكمة الأسرة، ورفعت دعوى خلع ضده، حملت رقم 6992 لسنة 2017، ثم اصطحبت نجلها، وذهبا معًا إلى منزل أسرتها.

 
 
اقرأ أيضا 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة