عام على الثورة التركية.. أردوغان الخائن ينقلب على حليفه اللدود

الخميس، 13 يوليو 2017 08:54 م
عام على الثورة التركية.. أردوغان الخائن ينقلب على حليفه اللدود
أردوغان
محمد الشرقاوي

قبل أيام من الذكرى الأولى على الثورة التركية ضد رجب طيب أردوغان، خرج رجل الدين المعارض فتح الله جولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، المتهم الأول بالتحريض على الثورة، بتصريحات تقول: إنه لا ينوى الهروب من الولايات المتحدة وسيقبل تسليمه إذا وافقت واشنطن على طلب أنقرة بتسليمه لها.

نفى جولن البالغ من العمر 79 عامًا، في مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء، ما قالته الحكومة التركية في فبراير الماضي، بأنه يستعد للرحيل إلى كندا لتجنب تسليمه، قائلًا: «الشائعات ليست صحيحة على الإطلاق»، مضيفًا أنه «إذا كانت الولايات المتحدة ترى أنه من الملائم تسليمس فسوف أغادر إلى تركيا».

أشاد جولن بالمعارضة في تركيا وأكد أن أي محاولة جديدة للإطاحة بأردوغان يجب أن تكون من خلال الاحتجاج السلمي والانتخابات، وليس من خلال الوسائل غير الديمقراطية، مؤكدًا: «لم أؤيد قط انقلابًا ولا طردًا».

عرف عن جولن عمله الدعوي، الذي بدأه في منطقة «أزمير» في جامع كستانه بازاري في مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للجامع، ثم عمل واعظًا متجولًا، فطاف في جميع أنحاء غربي الأناضول.

في عام 1990 أسس «جولن» حركة رائدة في الحوار والتفاهم بين الأديان وبين الأفكار الأخرى متسمة بالمرونة، وهي حركة «الخدمة»، وجدت صداها في تركيا ثم في خارجها، حيث تمتلك مئات المدارس في تركيا وخارجها، بدءًا من جمهوريات آسيا الوسطى، وروسيا وحتى المغرب وكينيا وأوغندا، مرورا بالبلقان والقوقاز.

كما امتلكت الحركة صحفها ومجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة، وشركات خاصة وأعمال تجارية ومؤسسات خيرية، ويمتد نشاطها إلى إقامة مراكز ثقافية خاصة بها في عدد كبير من دول العالم، وإقامة مؤتمرات سنوية في عدد من الدول الأوروبية، جميعها طاردها أردوغان بعد الثورة.

مع ظهور نجم جماعة الخدمة في المجتمع التركي، أراد حزب العدالة والتنمية والذي يرأسه رجب طيب أردوغان، احتواء الجماعة وزعيمها فتح الله جولن، فاستعان بها في رسم السياسات التعليمية والثقافية التركية، وباءت محاولات احتواؤه بالفشل، وهو ما قاله الدكتور أحمد موسى بدوي، في مقال له بعنوان «القصة الكاملة لحركة فتح الله جولن المتهمة بتدبير انقلاب تركيا».

تطرق المقال إلى بداية الخلاف، يقول في 2013 مثلت مظاهرات ميدان «تقسيم» في شهر مايو من عام ٢٠١٣ بداية توتر العلاقة بين أردوغان والقوى السياسية والاجتماعية التركية، وجماعة الخدمة، فقد اعتادت تلك القوى على الاحتفال السنوي، إلا أن حكومة أردوغان قررت القيام بعدة مشروعات لتغيير معالم الميدان لمحو رمزية الميدان فى الحياة السياسية التركية. فضلًا عن ظهور أردوغان فى نهاية مدته كرئيس للوزراء بمظهر الحاكم بأمر نفسه.

تعاملت الشرطة بعنف مفرط مع المتظاهرين، ما أدى إلى اندلاع المظاهرات فى مدن تركية أخرى، وهنا يحاول أردوغان الخروج من الورطة، باستحضار العدو الداخلي حينما اندفع فى اتهام فتح الله جولن مؤسس جماعة «الخدمة» بتدبير أزمة «ميدان تقسيم»، مدعيًا أن قوات الأمن التي تعاملت بعنف مفرط مع المحتجين هم من أنصار جولن، الذين يسيطرون على مواقع مهمة داخل قوات الشرطة التركية، وعلى إثر ذلك قام بالتخلص من مئات القيادات الأمنية.

بعدها بشهور قليلة استطاعت الشرطة التركية وهيئة الإدعاء العام الكشف عن مجموعة قضايا فساد كبيرة تورط فيها وزراء ومسئولون وأبناء مسئولين متنفذين فى الدولة وامتدت لتطال أسرة أردوغان.

ومرة أخرى يستحضر أردوغان العدو المصطنع مندفعا نحو اتهام جماعة الخدمة بالسيطرة على القضاء. ولا يمل أردوغان من ترديد مقولة الدولة الموازية. وحاول بشكل سافر، التغطية على هذه الجرائم وعدم الاعتراف بها.

في 2015، شن أردوغان هجومًا شرسًا على الجميع، متهمًا حزب الشعب وجماعة الخدمة وحزب الشعوب الديمقراطي، بالتواطؤ معًا من أجل تدمير الهوية الإسلامية لتركيا، ووقف مشروع تركيا المستقبل.

بمجرد الإعلان عن الثورة التي شارك فيها قيادات من الجيش، سارعت قيادات الحزب الحاكم في اتهام جماعة الخدمة، وألصقوا بها تهمة جديدة استغلالًا لتوحد الشعور التركي الرافض للانقلاب، وهى تهمة تنفيذ مؤامرة خارجية على تركيا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة