سوسيتا .. نكتة أضحكت العالم على إسرائيل

السبت، 15 يوليو 2017 04:00 م
سوسيتا .. نكتة أضحكت العالم على إسرائيل
سوسيتا
شريف على

فى منتصف القرن الماضي، أكلت الغيرة قلوب الإسرائيليين بعد أن بدأت مصر في التفكير في إنشاء صناعة وطنية للسيارات ولهذا فكر بعض رجال الأعمال من المهاجرين في إنشاء صناعة للسيارات يمكنها المنافسة في السوق المحلي. وكان أحد المهاجرين البولنديين ويدعى لوبينسكي أول من سعى لتحقيق ذلك خاصة وأنه كان من أشهر رجال الأعمال في مدينة حيفا حيث عمل لسنوات في مجال تعليب الأسماك. وعندما أفلست شركة الأسماك التي يمتلكها، توهم لوبينسكي أن بإمكانه تصنيع سيارة صغيرة يمكنها منافسة فورد ولهذا أسس شركة "اوتو كارز" التي إختارت إسم "سوسيتا" لأولى سياراتها وتعني الكلمة لدى الرومان "الحصان".

 

إتخذت الشركة سعارا لها وهو توفير "سيارة لكل عامل" وتم تحويل مصنع الأسماك إلى خط لإنتاج نسخة واجن وأخرى بيك أب من الموديل  وحصل على تمويل كاف لبدء الإنتاج. وبالفعل بدأ طرح الموديل في إسرائيل ولاقت السيارة دعما حكوميا فصارت السيارة  المستخدمة في شركتي الكهرباء والبريد علاوة تخصيصها لتنقلات ضباط الجيش. وبعدها صارالموديل هو الأكثر شعبية بين المزارعين. وكان الهيكل مصنوعا من الألياف الزجاجية وأختير محرك موديل فورد أنجليا. وفي فترة لاحقة قامت الشركة بطرح موديلين أخرين بإسم "كارميل" و "روم دوكاس" بعد أن نجحت سيارتها الأولى بشكل غير عادي.

 

سرعان ما وصلت أخبار هذا النجاح الكبير إلى الولايات المتحدة وتركيا. وسارع مستثمرون من هذين البلدين إلى إسرائيل للتعاقد عاى كميات كبيرة من تلك السيارة التي توهموا أنه بمقدورها منافسة فولكس فاجن بيتل الشهيرة. ولكن شرب هؤلاء المستثمرين أكبر مقلب في تاريخ صناعة السيارات حيث تبين أن "سوسيتا" كانت أسوأ سيارة في العالم بلا منازع. فمع وصول أول شحنة من السيارة الإسرائيلية إلى الموانئ الأمريكية، ذهل عمال الشحن عندما رأوا الخشب في السيارة وقد تآكل بفعل الملح والزجاج الأمامي وقد تحرك من مكانه بفعل الإهتزازات خلال الرحلة. والمضحك في الأمر أن كافة النسخ التي بيعت في الولايات المتحدة لم تصمد سوى لبضعة أيام على الطريق تفككت بعدها تماما. بعدها أدرك الجميع أنهم أمام سيارة هي الأسوأ بين السيارات التي شهدتها الطرق الأمريكية. وكانت هناك عوامل عديدة وراء هذا الفشل منها نقص الخبرة الفنية لدى مهندسي الشركة علاوة على الخليط الغريب من المكونات التي تمت الإستعانة بها دون تجربة فعلية لمدى تلائمها مع بعضها البعض. ولكن كانت جنسية السيارة "الإسرائيلية" كفيلة بتكميم أفواه المنتقدين في الولايات المتحدة لبعض الوقت.

 

خلال الثمانينيات، لم يعد المجال متاحا لوجود تلك السيارة الغريبة على قيد الحياة خاصة مع الغزو الياباني لسوق السيارات في العالم ومع تهكم الإسرائيليين أنفسهم على السيارة. ففي تلك الفترة كانت هناك مقولة شائعة بينهم تقول بأن "من يمتلك سوسيتا إما أن يكون مفلسا أو متزوجا" وصار إسم الموديل هناك مرادفا للسيارات القديمة البالية. ولتلك الأسباب أغلق المصنع أبوابه عام 1985. واليوم لم يبق من تلك السيارة سوى 30 نسخة فقط منها نسخة بيعت قديمة بسعر 10 جنيهات إسترلينية وأستغرقت عملية تجديدها سنوات وبتكلفة بلغت ما يعادل خمسة آلاف يورو.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق