تحديد النسل أمن قومى

الأحد، 16 يوليو 2017 09:00 ص
تحديد النسل أمن قومى
حوامل
رشا فرحات

كانت البداية من هنا، من أرض الكنانة، منبع الحضارات، حيث كانت بردية «إبيرس» هى أول بردية كتبت فى تاريخ حضارات البشرية وكانت بردية تعتنى بشأن الطب الذى تفوق فيه أجدادنا المصريون القدماء، ويرجع تاريخها إلى عام 1550 ق.م، وكذلك بردية «كاهون» التى يرجع تاريخها هى الأخرى إلى عام 1900 ق.م، وكلتا البرديتين كانتا تتضمنان حوالى 35 وصفة للأمراض المتعلقة بالنسا والولادة ومن بين ما تضمنته البرديتين كان بعض الوصفات المسجلة الخاصة بطرق تحديد النسل، وكيف كان يستخدم المصريون القدماء العسل وأوراق نبات السنط والكتان لوضعها بالمهبل لمنع دخول الحيوانات المنوية وبالتالى تجنب حدوث حمل.
 
اليوم وبعد أن ازدادت المعيشة ضنكا وغلاء وأصبحنا نفكر فى أبسط الأمور فأصبح طبق السلاطة الخضراء قضية أمن قومى وهل سنتمكن من الزج به بجانب طبق الخضار سواء باللحم أو بدون بجوار طبق الأرز كى تكتمل عناصر الوجبة كما تعودنا فى صغرنا.
 
فنحن لم نعد نعرف كيف سنوفى أبناءنا متطلباتهم من مدارس لدروس خصوصية لأنشطة صيفية لتهذيبهم فكريا وجسديا ووقايتهم من الوقوع فى شراك التخلف والبلطجة والتحرش المنتشرة بمجتمعنا.
 
وعلى الرغم من حالة الإحباط العام التى أصبحت تسيطر على السواد الأعظم من الشعب بمختلف طبقاته من جراء قرارات الإصلاح الاقتصادى إلا أنه لم يخرج علينا أحد حتى الآن من حكومتنا المبجلة أو برلماننا الموقر بسلامته كى يخبرنا بأنه يجب فى ظل هذه التحديات التى تتبعها الدولة من أجل الإصلاح الاقتصادى أن نحد من أزمة معدلات الزيادة السكانية التى لم يعد ينفع معها أى إجراءات إصلاحية، ولا أعلم متى سيتحرك لهم ساكن ويخرج علينا أحدهم بمشروع قانون لتنظيم الأسرة وتحديد النسل. فما أحوجنا اليوم للتكاتف وتوحيد الجهود لمواجهة الأزمة فنبدأ بوضع ضوابط تشريعية بالتزامن مع حملات إعلامية وتليها جهود ممثلة فى المجتمع المدنى للتوعية فى الوحدات الصحية وحشد كل الطاقات والهمم المختلفة لمجابهة هذا الخطر (فلم يبالغ صديقى حينما تناقشنا حول هذا الأمر وأبدى رأيه بأنه خطر لا يقل خطورة عن الإرهاب) وكلاهما يهدد أمن مصر القومى.
 
علينا أن نستعين بتجارب الآخرين ولنا فى التنين الصينى المثل، فنحن لن نخترع العجلة، ولكن كل يوم نتأخره بصدد هذا الشأن ينبئ بتآكل المزيد من طبقات هذا المجتمع ولنعلم أن كل تأخر سيؤدى لزيادة معدلات الفقر والجهل والمرض وكذلك الجريمة، وهو ما لا نتمناه لبلادنا الحبيبة، فهل من مجيب؟!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة