قنابل صغيرة

الأحد، 16 يوليو 2017 09:00 ص
قنابل صغيرة
أطفال الشوارع
داليا عيسى

رغم انتشار مصطلح أطفال الشوارع إلا أن المتخصصين يختلفون كثيرا حول تعريفه فهناك من يحدد أطفال الشوارع بهؤلاء الأطفال الذين يعيشون بصورة دائمة فى الشارع بلا روابط أسرية بينما يرى آخرون أن يضموا إليهم الأطفال العاملين فى الشوارع فى الأعمال المختلفة والتى تندرج تحت البيع المتجول والتسول ومعظم هؤلاء يعودون إلى بيوتهم ليلا ليبيتوا مع أسرهم وسواء كان هذا التعريف هو الصحيح أو ذاك فإن أطفال الشوارع محرومون من مقومات الحياة الأساسية، محرومون أيضا من الرعاية والأمان .
 
هؤلاء الأطفال الذين أنشأتهم أقدارهم فى بيئة غير صحية أدت لتسربهم إلى الشارع مطرودين أو هاربين هربوا من جحيم أسرهم إلى جحيم أشد وطأة .
 
لا شك أن الشارع مكان خطير اضطر أطفال صغار للعيش فيه ومواجهته فيما يعتقد الناس أنهم مجرمون بالأصل لكن ليست هذه هى الحقيقة فهم ليسوا سوى ضحايا لحياة قاسية بدأت بين أسرهم لأسباب عديدة لا تتسع مساحة المقال لسردها. 
 
الكارثة الحقيقية أن أطفال الأمس أنجبوا جيلا جديدا من أطفال الشوارع مجهولى النسب فهم يتزاوجون فيما بينهم لينتجوا أعدادا جديدة حتى صاروا شعبا جديدا داخل الشعب لا يُعرف له عدد وإذا لم نبدأ فى حل تلك المشكلة فإننا سنواجه خطرا كبيرا فهؤلاء الأطفال أصبحوا قنابل موقوتة قد تنفجر فى أى وقت، الحلول كثيرة لكنها تحتاج إلى إرادة حقيقية حتى لا تفسد كما تفسد كل الحلول التى قدمتها الدولة تحت وطأة الروتين والبيروقراطية والفساد الإدارى، فإذا خلصت النية أصبح العلاج سهلا فهل حقا هناك رغبة حقيقية للقضاء على هذه الكارثة التى يظن البعض، بل الكثير أن بناء الكمبوندات والمدن البعيدة والأسوار العالية تجعلهم بمنآى عن خطرها نحن جميعا مهددون أقول الجميع لا استثنى أحدا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة