تركيا وأوروبا.. مزيد من التوتر يهدد نشاط أنقرة في الناتو

الإثنين، 17 يوليو 2017 03:14 م
تركيا وأوروبا.. مزيد من التوتر يهدد نشاط أنقرة في الناتو
اردوغان
محمود علي

مازالت علاقات تركيا مع أوروبا متجهه نحو التصعيد، لاسيما مع ظهور بوادر أزمة جديدة، بعد توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقطع رؤوس معارضي سياساته، ممن اعتبرهم المسئولين عن محاولة الانقلاب العام الماضي، في حين يقع في إطار أخر سجال كلامي بين الأتراك والألمان على خلفية رفض الأولي زيارة للبرلمانيين الألمانيين لقاعدة قونية التابعة لبرلين ضمن قوات الناتو وهو ما زاد من الخلاف المتواجد بين الجانبين منذ فترة طويلة، ويعزز وجهة النظر التي تؤكد تأثير كل ذلك على نشاط تركيا في الناتو.
 
فيما يخص تحركات الرئيس التركي باستحداث قرار الإعدام للمشاركين في 15 يوليو الماضي، دعا رئيس المفوضية الأوروبية تركيا إلى احترام القيم الديمقراطية، إذا أرادت أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي، وكتب جان كلود يونكر، في مقال نشرته صحيفة بيلد الألمانية: بعد عام من محاولة الانقلاب فإن يد أوروبا تبقى ممدودة، في وقت لا تزال مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي متوقفة منذ أعوام.
 
وأضاف يونكر: أنه في المقابل لا بد لتركيا من أن تثبت بوضوح عزمها على أن تكون أوروبية، وأن تحترم في شكل حاسم القيم الأوروبية الأساسية، متابعا أن اتحادا لحقوق الإنسان وحرية الصحافة ودولة القانون لا ينسجم مثلا مع الاعتقال الانفرادي لصحفيين طوال أشهر من دون توجيه تهم إليهم، في إشارة خاصة إلى الصحفي الألماني التركي دنيز يوجيل، الذي تتهمه أنقرة بدعم الإرهاب.
 
الملف الأخر الذي يشير إلى تأزم العلاقات التركية الألمانية هو منع نواب البرلمان الألماني من زيارة قاعدة قونية، وأكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن برلين قد تسحب قواتها المنتشرة في القاعدة التركية حال مواصلة السلطات التركية منع النواب من البندستاج زيارة الجنود الألمان هناك.
 
وفي ردها على سؤال بشأن إمكانية نقل القوات الألمانية من هذا الموقع، قالت ميركل، في تصريحات أدلت بها لقناة ARD الألمانية، اليوم الأحد، إنه  في ما يتعلق بالقاعدة في قونية تسري نفس القرارات، التي طبقت بشأن قاعدة إنجرليك.
 
وكانت السلطات التركية منعت، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وفدا للبرلمانيين الألمان من زيارة القاعدة العسكرية في محافظة قونية بجنوب تركيا، التي تحتضن مجموعة من طائرات AWACS الألمانية للرصد الإلكتروني تنفذ مهماتها انطلاقا من هذا الموقع.
 
وتأتي هذه الخطوة التركية بعد أن أصدرت أنقرة في السابق قرارات مشابهة منعت بموجبها زيارة نواب البوندستاج للقوات الألمانية في قاعدة إنجرليك، مما دفع برلين، أوائل شهر يونيو الماضي، إلى اتخاذ قرار بنقل مجموعتها العسكرية في هذه إلى قاعدة الأزرق العسكرية في الأردن.
 
وأوضحت ميركل أن ألمانيا تحتفظ بحقها في سحب عسكرييها من تركيا حال رفض الأخيرة السماح للنواب الألمانيين بزيارتهم، لكن المستشارة الألمانية لفتت إلى أن الوضع يختلف قليلا عن قضية قاعدة إنجرليك، لأن القوات الألمانية تم نشرها في قونية في إطار التعاون داخل الناتو، موضحة أن "هذا يعني أن المفاوضات مع تركيا لن تخوضها ألمانيا فحسب وإنما الحلف نفسه أيضا".
 
ووجهت هذه القضية ضربة جديدة للعلاقات بين تركيا وألمانيا، التي تشهد توترا كبيرا منذ عدة أشهر، وتدهورت بصورة حادة على خلفية سلسلة من الخلافات الدبلوماسية المتتالية لدرجة حتى وصف الخبراء التصعيد الحالي بين البلدين بـ"الأسوأ وغير المسبوق" خلال العقود الـ3 الأخيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق