«الأقصى في أعناقكم» يا سادة

الأربعاء، 19 يوليو 2017 12:27 م
«الأقصى في أعناقكم» يا سادة
صبرى الديب يكتب :

أعتقد انه آن الأوان أن تتحمل كل الدول العربية والإسلامية مسئولياتها تجاه المقدسات العربية والإسلامية في فلسطين المحتلة، ولاسيما بعد اللطمه التي وجهتها لجنة التراث العالمي باليونسكو منذ أيام لوجهه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتصويت على اعتبارا «الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة» في مدينة الخليل، موقعا تراثيا وتاريخيا فلسطينيا، وأدرجهما على قائمة التراث المهدد بالخطر، ليصبح الموقع الثقافي الفلسطيني الرابع الذي يتم إدراجه على لائحة التراث العالمي

خطوة اليونسكو التي انتصر فيها للحرم الإبراهيمي، تعد ضربة عالمية للإدعاءات والتخريب ومحاولات السطو الإسرائيلية على الأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة، خاصة بعد قرار بنيامين نتنياهو الذي أصدره في فبراير عام 2010 بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى قائمة الآثار الإسرائيلية، وهو ما يحتم على الدول العربية والإسلامية ضرورة التكاتف وتوجيه لطمات لرئيس الوزراء الإسرائيلي والدولة العبرية، بخطوات فعاله تفضح الممارسات والأطماع والمحاولات التخريب «الإسرائيلية» في كل المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، والتي تتعرض لخطر رهيب ينذر بزوالها.

فلا أدرى كل هذا الصمت العربي والإسلامي، تجاه ما تقوم به إسرائيل من جرم منذ سنوات بحق المسجد الأقصى، ليس لإغلاقه ومنع رفع الآذان منه، ومنع صلاة الجمعة فيه لأول مره منذ عام 67 فحسب،  ولكن للحفريات الخطيرة التي تتم أسفله منذ سنوات باستخدام مواد محرمة بحثا عن «الهيكل السليماني» المزعوم، والتي وصلت إلى حد أنهم أزالوا نحو 50% من الحوائط السفلية للمسجد، خاصة في المنطقتين الجنوبية والغربية المليئتان بالمقدسات الإسلامية، لدرجة أن عدد الأنفاق أسفل المنطقتين تجاوز أل 40 نفقاً بعمق 45 متراً، وشيدوا بالقوة 3 كنائس يهودية أسفل المسجد.

ولعل الغريب في الأمر، أن ما يحدث من تدمير بالمسجد الأقصى الذي أوشك على الانهيار لم يستفز أى من الحكومات العربية والإسلامية، وتحرك له علماء يهود وإسرائيليين، لدرجة أنهم وصفوا ما تقوم به إسرائيل علنا بـ«الكشوف الهمجية» مؤكدين انه لا يوجد بالقدس أثر واحد يمت لليهود بصلة.

وقال البروفسور الإسرائيلي «زائيف هسلوج» أستاذ علم الآثار الدولي «الإسرائيلي» الذي عمل في الحفريات مع فريق كبير من العلماء، ونشر نتيجة أبحاثه في جريدة «هآرتس» الإسرائيلية: «حاولنا أن نتتبع موارد التاريخ كافة حول بعض الأمور مثل مطاردة الفرعون المصري لليهود، ونزول التوراة على موسى، ومملكة الهيكل السليماني، إلا إننا لم نجد لاى منها أثرا يدلّ على صدقها».

وأشار العالم الإسرائيلي «رافاييل جرينبرج» الأستاذ ر بجامعة تل أبيب «إنه كان من المفترض أن تجد إسرائيل شيئا بعد كل هذه المدة من الحفر، إلا إنهم لم يعثروا ولن يعثروا على شيء».

ولعل أغرب ما في الأمر، أنه على الرغم من تلك الشهادات، والإنحياز العالمي من اليونسكو خلال الفترة الأخيرة لإسلامية الأقصى، فما يزال الجُرم الإسرائيلي يتواصل، في ظل صمت تام من الحكومات العربية والإسلامية التي تمتلك من الوثائق ما يؤكد انه «لا حقوق تاريخية لإسرائيل في المسجد الأقصى أو مدينة القدس المحتلة» وأخرها الوثيقة التاريخية التي كشف الدكتور محمد الكحلاوى أمين اتحاد الأثريين العرب منذ عدة سنوات، والتي تعود إلى عام 1939، وتم تداولها وفحصها بمعرفة لجان أوروبية وأمريكية متخصصة ومحايدة، وتؤكد أنه «لا حقوق للإسرائيليين في ـ حائط البراق ـ الذين يطلق عليه اليهود ـ حائط المبكى».

أؤكد أن المسجد الأقصى مسئولية في أعناق كل الحكومات العربية والإسلامية، وسيحاسبون أمام الله والتاريخ على صمتهم على التجاوزات «الإسرائيلية» بحقه، وانه لو تم مس كنس يهودي واحد في العالم لقلبت إسرائيل العالم رأسا على عقب، فما بالكم بـ «أول القبلتين وثالث الحرمين» يا سادة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق