علماء الإسكندرية: حماية الأوطان وتوفير الأمان واجب كل إنسان
الجمعة، 21 يوليو 2017 01:42 م
محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالأسكندرية
الإسكندرية - محمد صابر
قال الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالأسكندرية أن علماء الأوقاف بالمحافظة أكدوا فى خطبة الجمعة اليوم على أن حماية الأوطان، واجب كل إنسان. فلا يماري امرؤ ومعه عقله، أن الوطن بيته فيجب عليه أن يحافظ علي أمنه وسلامته، وأن يدافع عنه ما استطاع إلي ذلك سبيلاً.
وأن توفير الأمن والأمان لكل المقيمين على أرض الوطن سواء من المواطنين أو المقيمين أو السائحين هو واجب دينى ووطنى.
وأوضح العجمى أن خطبة الجمعة اليوم جاءت تحت عنوان ( مفهوم المواطنة والانتماء وواجبنا تجاه السائحين والزائرين والمقيمين ) تناولت واجب الدفاع عن الوطن والأرض والعرض، ومن قتل في سبيل الدفاع عن وطنه كان شهيداً في سبيل الله.
ولا تقتصر حماية الأوطان والدفاع عنها علي مواجهة العدوان والدخيل فحسب، بل إن من الواجب في حماية الأوطان مناهضة كل فكر مغشوش، أو شائعة مغرضة أو محاولة استقطاب البعض لمصلحة أصحاب الأهواء المشبوهة.
كما تشمل حماية الأوطان المحافظة علي أسراره الداخلية، وعدم التعامل مع أعداء الوطن أو من يريدون به السوء، أو ينفثون سمومهم في أجواء المجتمعات بغياً منهم وعدواناً.
ومن الأوطان ما هو خاص، مثل وطن الإنسان الذي يعيش فيه، وبلده الذي نشأ علي ظهره، ودولته التي يحيا فيها.
و أكد العجمى أن من الأوطان أيضاً ما هو عام مثل العروبة والإسلام فالعالم العربي، وطن كل إنسان عربي، والعالم الإسلامي وطن كل إنسان مسلم.
ومن الأوطان الوطن الأعم وهو الإنسانية جمعاء عرباً كانوا أو غير عرب، مسلمين كانوا أو غير مسلمين.
وفي كل نوع من أنواع الأوطان جاءت توجيهات الإسلام واضحة جلية في حمايتها والدفاع عنها في كل وقت وحين، وفي كل حال من الأحوال، لأن الإسلام دين عالمي ودين الرحمة، أرسل رسوله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين كما قال رب العزة سبحانه وتعالي: »وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين«.
ولفت العجمى إلى أن الوطن الخاص وهو الذي يعيش فيه الإنسان وينتمي إليه، فنري أن الإسلام أوجب علي الإنسان حب وطنه وشرع الجهاد من أجل الدفاع عن العقيدة والوطن، ودعا إلي حماية الوطن من أعدائه، وممن يريدونه بسوء، وممن يريدون إحداث القلاقل والفتن وإثارة المخاوف والاضطراب، وأن واجب كل إنسان أن يتصدي للفتن ما ظهر منها وما بطن والذي يحدث القلاقل أو يشجع عليها أو يدعو لها ليس بكامل الإسلام، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده« وقال أيضاً: »والمؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم وأعراضهم«. ولقد أكد رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع علي هذه الحقوق وقال: »إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليك حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد«.
ومن الخيانة العظمي أن يخون مواطن وطنه ويتآمر ضده من أجل منفعة مادية!! ومن فعل مثل ذلك كان بعيداً عن الدين بعيداً عن الله، لأن المؤمن الحقيقي من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
إن الإنسان الذي يخون وطنه ويتآمر مع أعدائه إنسان بعيد عن حظيرة الإيمان، إنه يرتكب أبشع أنواع الخيانة، إنه يخون الله الذي أمر بالدفاع والجهاد من أجل الوطن، ويخون رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أمر بحماية أمانة الوطن، ويخون أماناته وأمانات الناس وقد قال رب العزة سبحانه »يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم«.
فواجب أبناء الوطن أن يكونوا عيوناً ساهرة لحماية أمن الوطن وأن يتضامنوا في درء أي خطر يتهددهم وأن يتكاتفوا جميعاً عن بكرة أبيهم وبلا استثناء علي ردع كل من تسوّل له نفسه أن يجترئ علي الوطن وأن يسعي بذمتهم أدناهم، وأن يكونوا يداً علي من سواهم، بغض النظر عن عقائدهم فيجب أن يتعاونوا جميعاً مسلمين وغير مسلمين.
وشدد العجمى على أن الوطن العام وهو العروبة والإسلام فذلك لأن كل عربي يجب أن يصون أمن أخيه العربي وأن كل مسلم يجب أن يحمي أخاه المسلم في أي مكان علي ظهر المعمورة، لأن الجميع أخوة كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي« رواه البخاري.
وتضامن المؤمنين يجعل منهم بناء واحداً يشد بعضه بعضاً كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم: »المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً« رواه البخاري.
وأختتم العجمى بأن للوطن العام الكبير وهو الإنسانية جمعاء، فيجب علي جميع الناس أن يتعارفوا ويتآلفوا ويتعاونوا. قال الله تعالي: »يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا« إن واجب بني آدم في كل الأرض ألا يتصارعوا وألا يتنازعوا بل عليهم أن ينظروا إلي أنفسهم علي أنهم أبناء أب واحد وأم واحدة ».
اقرأ أيضا..