65 عاما على الثورة الأم...مابين 23 يوليو و30 يونيو

السبت، 22 يوليو 2017 01:23 م
65 عاما على الثورة الأم...مابين 23 يوليو و30 يونيو
عادل السنهورى يكتب:

تبقى ثورة 23 يوليو فى الذاكرة المصرية والعربية هى الثورة الأم الملهمة بأهدافها وبقائدها لكل الثورات العربية وحركات التحرر فى أفريقيا لتحقيق أحلام شعوبها فى الاستقلال الوطنى والحرية،  ومازلت يوليو هى الحدث التاريخى الذى لا يزال يشكل العلامة البارزة ونقطة التحول الأساسية فى تاريخ مصر ومسارها الوطنى، وستظل من أهم أحداث التاريخ الإنسانى، وأكثرها تأثيرا فى المنطقة العربية والأفريقية والدولية.
 
عبّرت ثورة يوليو وبصدق عن روح شعب مصر ورغبته فى حق الحياة الكريمة والحرية والاستقلال الوطنى فأحدثت تغييرات جذرية فى المجتمع المصرى وامتد تأثيرها لتشكل قاعدة لدعم حركات التحرر الوطنى فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بقيادة زعيمها الخالد جمال عبدالناصر، ولذلك تظل ثورة يوليو باقية فى وجدان وأعماق الشعب المصرى وتظل ذكراها عيدا وطنيا يعتز به المصريون والعرب جميعا فى 23 يوليو من كل عام.
 
وفى مناسبة مرور 65 عاما على ثورة يوليو المجيدة ، فهناك حقيقة بديهية أؤمن بها وهى أن ثورات الشعب المصرى هى تاريخ نضال متصل وليس منقطع وقيام ثورة لا يعنى بالضرورة الغاء أخرى أو أن ما قبلها باطل، وانما هى امتداد طبيعى 
 
يعكس حيوية وعافية هذا ورغبتها الدائمة فى التغيير إلى مستقبل أفضل. وقياس نجاح الثورات يحسب بحجم الإنجاز والتغيير الذى أحدثته فى مجتمعها ومحيطها وبقاؤها يظل مرتبطا بحجم هذا التأثير الممتد لها.
 
بل أقول أن هناك دائما خطوط تماس بين هذه الثورات وتحديدا بين ثورة يوليو- الثورة الأم وام الثورات- بأهدافها وبافكارها وبأحلام وانجازات زعيمها والثورات التى تعاقبت عليها فى 25 يناير التى اندلعت رافعة شعارات يوليو التاريخية فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية..لكن ومع انحراف المسار  وسرقة الاخوان لثورة المصريين والقفز عليها، جاءت ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو لتصحيح المسار  ولوضع أحلام وطموحات المصريين فى الطريق الصحيح رغم الصعوبات والتحديات واستعادة لروح الثورة الأم فى اعادة مصر ودورها و شعبها وجيشها فى المكانة اللائقة والطبيعية سواء فى الداخل أو الخارج
 
هناك خطوط تماس كثيرة بين 23 يوليو و30 يونيو ، فيوليو ثورة قام بها الجيش ودعمها وايدها الشعب ومنحها الشرعية الثورية، ويونيو ثورة شعب حماها الجيش. قامت يوليو ضد الاستعمار  الانجليزى وأعوانه فى الداخل، وثارت يونيو ضد الاستعمار الاخوانى و أعوانه فى الخارج الذين توهموا أن مصر هى قاعدة الانطلاق لأوهام الخلافة الخرافة وحلم استعادة المجد الزائف فى المنطقة العربية.
 
ومثلما كان قيام 23 يوليو شرارة التحرر من الاستعمار بكل أشكاله فى مصر والدول العربية والأفريقية، كانت- ومازالت- 30 يونيو هى  الثورة التى أسقطت الأوهام الاخوانية فى الداخل والخارج وأنقذت ما تبقى من حوائط وجدران النظام الاقليمى العربى من الانهيار و الانحدار الى مستنقع الفوضى والارهاب.
 
كان من بين أهداف 23 يوليو أيضا بناء جيش وطنى قوى قادر على الدفاع عن مصر ضد اطماع الخارج، والآن تقوم 30 يونيو على تقوية جيشنا وتحديثه وتسليحه بأحدث الأنظمة العسكرية رغم تفاهات البعض ودعواتهم الخبيثة وتساؤلاتهم العقيمة عن جدوى تسليح الجيش بدعوى الأولويات. ونجحت عملية التحديث التى قام بها القائد عبد الفتاح السيسى  وبعد 30 يونيو صعد الجيش المصرى بعد اعلان الصفقات الروسية والفرنسية الى المرتبة الرابعة عشر بين أقوى جيوش العالم ثم تقدم وفى يوليو أصبح واحدا من أقوى عشرة جيوش فى العالم.  23 يوليو وقائدها رأى ان تحقيق التنمية والاستقلال الوطنى لن يتحقق الا بجيش قوى قادر على حماية المنجزات. و30 يونيو ورئيسها يرى أن وجود جيش قوى  ضرورة لوأد الأطماع وتحطيم الأوهام وحماية الدولة وسط بركان الفوضى من حولنا وتمكين مصر من المضى فى طريق البناء والتنمية.
 
23 يوليو حددت خطة تحركها الخارجى فى دوائرها الثلاث العربية والافريقية والاسلامية وضاعت هذه الدوائر و تاه الدور مع استيلاء الاخوان على الحكم ، والآن- كما يؤكد مراقبون- تستعيد 30 يونيو البريق الناصرى فى أفريقيا ومحيطها العربى والاسلامى والدولى أيضا. 
 
لقد حاول من مدعى الثورية والمتأخونين  إلغاء الاحتفال بعيد ثورة يوليو واعتبارها شرعية عسكرية يجب القضاء عليها بعد يناير، وأعادت 30 يونيو  الاعتبار للثورة الأم مرة أخرى ..والعمل مستمر فى طريق بناء دولة حديثة قائمة على العيش الكريم والعدالة الاجتماعية  والحرية باذن الله.  
 
23 يوليو و30 يونيو  وما قبلهما حلقات نضال متصلة فى تاريخ مصر الوطنى الذى ساهم فى صنعه الشعب وجيشه ولكل ثورة عيد.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق