قرطسة بالصينى
الأحد، 23 يوليو 2017 10:10 ص
قرطسة المرأة لزوجها
د. نجاح أحمد عبداللطيف
والقرطسة التى أعنيها هى قرطسة المرأة لزوجها، قرطسته، لبسته العمة، أكلته الأونطة، قل ما شئت، المهم إنها استغفلته والسلام.
وفى الصين يقولون «ألبسته القبعة الخضراء»، وللقول قصة طريفة عرفتها من تلميذتى النجيبة هاجر حسام الدين والتى صادفتها القصة أثناء كتابتها لبحث كنت أنا مشرفة عليها فيه. تلبيس القبعة الخضراء يكشف أن القرطسة فى كل زمان ومكان، وتنوعت الأشكال، والقرطسة واحدة.
تقول الحكاية، إن امرأة جميلة كانت متزوجة من تاجر كثير السفر والترحال، وكان غيابه عنها يمتد شهورا، ومع تكرار سفريات الرجل للتجارة بدأ صبر المرأة ينفد وقدرتها على احتمال بُعد زوجها عنها تضعف. ولما كانت المرأة جميلة والرجال الطامعون أكثر من الهم على القلب، لم تجد صعوبة فى أن تختار لنفسها عشيقا. كان العشيق تاجر أقمشة صاحب محل فى الجوار، وكان كلما رأى زوجها المسكين خارجا من البيت، هرع إلى الزوجة فأخذ الاثنان يعبان من المتعة الحرام عبا والزوج بعيد لا يدرى من أمر زوجته شيئا. وذات مرة، عاد الزوج من سفره ولم يخرج، مضت ثلاثة أشهر وهو فى البيت لا يبرحه، والعشيق يراقب الدار وكله أمل أن يخرج الزوج كعادته حتى «يخلو له الجو مع عشيقته». حتى جاء يوم خرج فيه الزوج للصيد، فحسبه العشيق قد خرج للسفر كعادته، فأسرع إلى عشيقته مسرورا مطمئنا. ولم يمض وقت طويل حتى عاد الزوج، وأحس العشيقان بعودته فسقط قلباهما بين ضلوعهما من شدة الرعب وظنا أنهما هالكان، واختبأ العشيق تحت السرير وهو يرتجف. يقال إن المرأة تذرعت بأن أزهار الحديقة تشكو قلة الماء، وطلبت من زوجها أن يذهب فى الحال ويسقيها. المهم أن الزوج المخدوع ذهب ليروى الأزهار فأخرجت الخبيثة عشيقها من تحت السرير وانصرف فى سلام. بعدها فكرت الزوجة، إنه إذا كانت هذه المرة قد مرت بسلام، فلا بد أن تحتاط لنفسها فى المرات القادمة؛ فطلبت من عشيقها أن يحضر لها قماشا أخضر اللون وصنعت منه قبعة، وقالت له: إذا رأيت زوجى يرتدى القبعة الخضراء فاعلم أنه فى سفر وأن البيت آمن فتعال. ومن يومها، كان كلما خرج الزوج للسفر وضعت المرأة القبعة الخضراء على رأسه وهى تقول له: إن الجو عاصف اليوم يا حبيبى والرمال كثيرة، ارتدِ هذه القبعة حتى تحمى رأسك من التراب والرمال، وحتى تشعر كلما رأيتها أننى إلى جوارك فيهدأ شوقك إليَّ بعض الشىء؛ فيرتدى الزوج القبعة الخضراء وهو يحمد الله على أن رزقه بهذه المرأة الطيبة الوفية، وينصرف إلى حال سبيله متقرطسا مسرورا.
مدرسة بكلية الألسن بجامعة عين شمس