حوار

السبت، 22 يوليو 2017 10:30 ص
حوار
حوار - أرشيفية
نجوى رسمى

هى الحكومة عايزة مننا إيه؟
 
ألقى سؤاله فى ثقة مفرطة وكأنه يحادث رئيس الحكومة، هو سائق التوك توك الشاب الذى ركبت معه بالصدفة.
 
ركبت معه وكعادتى أتفق على الأجرة قبل الركوب حقناً للدماء!
 
بتدفعى كام يا مدام؟
 
سألنى بعصبية.. رددت بود يليق بسيدة فى سن والدته، 5 جنيه يا ابنى والله.
 
قال: قبل ولا بعد؟
 
لم أفهم.
 
رد بتلقائية: قبل غلاء البنزين ولا بعده؟
 
قلت: عاوز كام يا ابنى، خلص؟
 
قال: 7 جنيه. 
 
وافقت طبعا، فلهيب الشمس لا يمنح أى فرصة للنقاش. 
 
بدأ حديثه ممتعضاً، هى الحكومة عايزة مننا إيه؟؟
 
أجبته إجابة مذيعة القناة الأولى: عايزانا نستحمل شوية إجراءات صغيرة كده عشان البلد تنهض لا مؤاخذة.. كاد ينقلب بالتوك توك..سألته بهدوء بعد أن استجمعت قوايا، إيه اللى مضايقك بس؟ ما انت كمان اهو غليت الأجرة، فى الآخر الزبون اللى بيعانى.. مش انت.
 
رد بيأس: لا يا مدام.. أنا كمان بعانى، عمرى 28 سنة، اتخرجت من كلية الآداب وانضممت إلى طابور العاطلين.
 
بس أنا عاوز أعيش، عاوز ألاقى علاج فى مستشفى حكومى كويس، عاوز وظيفة آدمية عشان اتجوز.. مش مشكلتى خالص الحرية والديمقراطية اللى نزلت عشانهم فى ثورة يناير، فهمت خلاص واتعلمت الأدب، لا يمكن يكون فى حرية وديمقراطية طول ما احنا جعانين، الكبير والصغير جعان وكله بينهش فى اللى أقل منه.. عاوز آكل واعيش وبس. 
 
كنت اقتربت من مكان نزولى، نظرت له بيأس وكم وددت أن أمنحه بارقة أمل ولكن أصبح الأمل فى بلدنا فعلا فاضحا.. رددت بهدوء: ربنا معاك ومعانا كلنا.
 
إخصائية كمبيوتر

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق