" واتس آب" وزير التربية والتعليم
السبت، 22 يوليو 2017 10:14 م
تخيل أن ينهال عليك آلالاف الرسائل عبر الواتس آب الشخصي لك يوميا، لدرجة أنك لا تستطيع حينها التواصل مع أولادك أو المقربين لك.. تخيل أن يهاتفك أحدا فى الخامسة فجرا ليحكي لك عن قضية شخصية.. تخيل أن تحتار بين كثيرمن الجروبات تحكي جميعها عن المشكلات والإحباط والسلبيات فقط !
إذا تخيلنا ذلك وأنت شخص عادي ليس مسؤل بالدولة ،، بالطبع لن تتحمل فأول شئ ستفكر فيه هو تغيررقمك الشخصي وأن تختبئ تحت رقم هاتف غير معروف لكي لا يصل إليك أحد ويكون التواصل بينك وبين المسؤل عنهم عن طريق مديرمكتبك فقط وإذا تحقق التواصل من الأساس سيكون "خيروبركة" مثلما فعل كثير من وزراء التربية والتعليم السابقين.
هذا هو ما يتعرض اليه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني منذ أن جاء الى ديوان عام الوزارة يستقبل الرسائل من الجميع طلاب، أولياء أمور، معلمين، موظفين بالديوان وصحفيين ولم يفكر ولو مرة واحدة أن يغيرهاتفه بل يرد ويتجاوب مع الكثيرحتى ظن البعض فى أحد جروبات المعلمين أن موبيل الوزير أصابه هكر وقال له :" هو أنت الوزير فعلا وبترد علينا عادي كدة أنا مش مصدق".
يطلق الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم كل يوم التصريحات الصحفية والتى تكون مضمونها "أرجو الهدوء والصبر ونشر الطاقة الإيجابية فالضغط لم ينتج أى شئ"، هذا التصريح الذي أطلقه الوزير فى كثيرمن المؤتمرات الصحفية كان يقصد من خلاله أن يتحلى الناس بالصبر وعدم "الزن" وأن ينشرون الطاقة الإيجابية، كان يقصد من خلاله أنه يتواصل مع الجميع ولم يغلق أبوابه فى وجه أحد ولكن كل ما يطالب به فقط هو "الصبر" فلم يمر عليه حتى الآن غير5 شهور فقط، ونحن نعانى من موروثات وتراكمات تعليمية منذ أكثر من 30عام تحتاج الى صبروطولة بال.
ماذا نحتاج نحن حتى ينصلح أحوالنا ؟ .. سؤال يتردد كثيرا في ذهني وأنا أتابع الضغط الذي يتعرض له وزير التربية والتعليم عبر الوآتس آب الشخصي له.. كانت الإجابة التي تواصلت لها هى أننا نحتاج فى البداية الى تغيرثقافة المجتمع نحتاج أن نغير مفاهيم كثيرة لدينا حول :" إزاى وأمتى وفين نتكلم"، نحتاج الى أسلوب هادئ فى الحوار وليس الخناق والسباق على من صوته يعلى أولا .. نحتاج الي أن نعمل دون أن نتكلم كثيرا ،، فإن الله إذا أراد سوء بقوم الزمهم الجدل ومنعهم العمل.
نحن نحتاج بالفعل الى تعليم الأخلاقيات لأولادنا داخل المدارس، نعلمهم كيف يتحدثون وكيف يراعون ظروف الآخرين.. نعلمهم متي يتحدثون ومتى يعملون فقط دون كلام ،، بالفعل نحن لا نحتاجالى نظام تعليمى جديد بقدر مانحتاج نشر الأخلاقيات بيننا حينها سوف لا نلجأ لوزارة التربية والتعليم من الأساس لحل المشكلات.
