المحاضر السرية لأخطر اجتماعات مجلس وزراء عبدالناصر

الإثنين، 24 يوليو 2017 10:00 ص
المحاضر السرية لأخطر اجتماعات مجلس وزراء عبدالناصر
جمال عبد الناصر

 

الأمة بين خيارين.. إما أن تستسلم لإسرائيل وأمريكا وإما أن تقاتل وتقاوم
الروس سيعوضوننا عن كل الأسلحة  التى خسرناها

الأمريكان كانوا سيقبلون برئاسة زكريا محيى الدين لفترة محدودة لكنهم فى النهاية كانوا سيتخلصون من النظام كله

هدف الحرب لم يكن هدم مصر.. كان محاولة لخلق حكومة تعقد اتفاقية صلح مع العدو 

ألمانيا ضدنا وهولندا تبيع الطائرات للعدو.. وإيطاليا معنا وديجول يقف مع مبادئه 

سننتج 12 ألف قطعة سلاح خفيف شهريا لدعم المقاومة الشعبية 

الرئيس الجزائرى هوارى بومدين انفجر فى البكاء أمام سفيرنا عندما عرف بخبر وقف إطلاق النار

بعد أسبوعين فقط من الهزيمة استطعنا بكتيبة صغيرة الصمود فى وجه العدو
اخترقنا قرار وقف إطلاق النار ولدينا قوات الآن فى بور فؤاد
أمريكا ستظل تعادينا إلى أن نقبل بالشروط الخمسة لجونسون
توثيق التعاون أكثر بيننا وبين الاتحاد السوفيتى فى عدة مجالات
الجزائريون يستعدون لتقديم كل ما نحتاجه من مساعدات عسكرية
هدف إسرائيل أن تعقد صلحاً منفرداً مع كل دولة عربية
 

 

 

تنفرد «صوت الأمة» بنشر محضر لاجتماعين عقدهما مجلس الوزراء المصرى بعد النكسة بأيام قليلة، اللافت فى الاجتماعين- اللذين كانا برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر- مساحة المصارحة التى هيمنت على أجواء الاجتماعين، حتى أن الرئيس قال للحضور: «الذى يريد منكم الهرب فليهرب الآن»، ثم إعلان الحضور رفضهم لشروط الرئيس الأمريكى جونسون.

حسين الشافعي
حسين الشافعي

 

يُذكر أن الاجتماع الأول جرى يوم 20 يونيه 1967 فى قصر القبة وحضره الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية،و زكريا محيى الدين نائب الرئيس، وحسين الشافعى نائب الرئيس ووزير الأوقاف والشئون الاجتماعية، وعلى صبرى نائب الرئيس ووزير الإدارة المحلية، وصدقى سليمان نائب الرئيس ووزير الصناعة والكهرباء والسد العالى، والدكتور محمود فوزى مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية، وكمال رفعت وزير العمل، وعبدالمنعم القيسونى وزير التخطيط، وعبدالمحسن أبو النور للدولة، ومحمود يونس وزير للنقل والبترول والثروة المعدنية والإسكان والمرافق، وثروت عكاشة وريز الثقافة، وسيد مرعى الزراعة والاصلاح الزراعى، وحسن عباس زكى وريز الاقتصاد والتجارة الخارجية، وعبدالعزيز السيد وزير التربية والتعليم، ومحمد النبوى المهندس وزير الصحة، وعبدالوهاب البشرى وزير  الحربية والإنتاج الحربى، محمد طلعت خيرى وزير الشباب، ولبيب شقير وزير التعليم العالى، ومحمود رياض.للخارجية، ونزيه ضيف للخزانة، وشعرواى جمعة للداخلية، وعصام حسونة للعدل، وعبدالخالق الشناوى للرى، ونور الدين قرة للتموين والتجارة الداخلية، وأمين هويدى للدولة، وتوفيق البكرى للدولة، محمد فائق للإرشاد القومى، هنرى أبادير للمواصلات، وأمين شاكر للسياحة.
 
زكريا محى الدين
زكريا محى الدين
 
عبدالناصر: بسم الله الرحمن الرحيم.. المبدأ الأساسى لتشكيل هذه الوزارة هو أنه لا يكون هناك تناقض بين أعضائها، وأيضا إنهم مايطلعوش يتكلموا بره! وكل ما أرجوه إن الكلام اللى يتقال هنا مايطلعش برة، إذا كان حد عنده رأى محرج ومش عايز يقوله هنا يبعت لى ورقة.
 
المرحلة اللى بنمر بيها عويصة جدا، ونحن هُزمِنا فى معركة وما احناش أول الناس اللى بيُهزموا، ولن نكون آخر الناس اللى بيهزموا. ولكن لازم نحافظ على بلدنا ونحافظ على كياننا، ونستطيع إن احنا نبنى نفسنا من تانى.
 
لا نستسلم إلى اليأس ولا إلى الحزن، بل بالعكس اللى حصل يخلينا أشد إصرارا  إن احنا نبنى نفسنا، أو نسلم.. نرفع إيدينا ونسلم لأعدائنا.. نسلم لإسرائيل ونقبل الصلح معاهم! ونسلم لأمريكا ونقول لهم: إن احنا قبلنا أن نكون مستعمرة أمريكية! يبقى ماقدامناش حل غير كده؛ نعمل صلح مع إسرائيل ونسلم لأمريكا أو نقاتل ونقاوم.
 
زكريا معتدل أكتر منى، ولم يتورط التورطات التى تورطتها بالذات بالنسبة للأمريكان؛ لأنى على قناعة بأعتبر إنهم عايزين يخلصوا منى أنا! كنت متصور إن ممكن ده يكون حل، وأيضا قد يكون ده حل غير كامل لأن برضه ما هو زكريا استمرار للنظام واستمرار للثورة، وإذا كان هيقبل يوطى راسه شوية فهو لن يقبل إلا إنه يوطيها لفترة محدودة، وهم لن يرضوا إلا بالقضاء على النظام ككل!
 
الحقيقة أنا أما قررت التنحى كنت معتبر إن قرار النضال صعب بالنسبة لى وبالنسبة للبلد، ومعركة عنيفة جدا، وكنت متصور إن البلد يمكن تتعب من هذه المعركة. وأنا قلت: إن زكريا معتدل لكن مش معنى هذا.. إنى مش باعتبر إن زكريا مش راجل ووطنى ومصرى وإلا ماكنتش فعلا أسلمه هذا الموضوع.
 
بصرف النظر عن المعركة العسكرية وما حصل، الفلاسفة كتير دلوقتى وما أكثر الفلاسفة! وأنا النهارده بيجى لى تقارير وجوابات.. كل واحد يتفلسف، أنا مش عايز فلاسفة. الفلسفة انتهى أوانها وما لهاش مجال، وباستمرار بعد ما تقع الكارثة يظهر الفلاسفة!
 
أنا مابتكلمش فى المعركة العسكرية اللى حصلت وعلينا أن نواجه الواقع. الواضح إن العملية كانت مرتبة منذ زمن طويل، وأُعطيت اسرائيل كل أنواع الأسلحة والفنيين.. إلى آخره بغرض تكسير الجيش المصرى، وقد تحقق هذا فى الحقيقة!
 
الجيش المصرى خِلِص يعنى، وبتسألنى.. ليه؟ الهدف؟ هم كانوا يقدروا يضربوا الكبارى والمصانع والقناطر، ويضربوا كل حاجة.. محطات الكهرباء والمجارى - هم كانوا بيتفسحوا فوق القاهرة - ويضربوا السكك الحديد ويعملوا فى البلد ما لا يعمل! ماعملوش هذا الكلام!
 
الواضح إن اليهود لو كانوا على هواهم وحريتهم فى هذا كانوا عملوا هذا العمل، وإحنا نعرف اليهود أما يعوزوا يخرّبوا يعملوا إيه! بيفكوا دلوقتى مصنع الفيرومنجنيز وينقلوه، من باب أولى الحقيقة كانوا يخلصوا علينا تخليص كامل!
 
ليه اليهود ما عملوش هذا الكلام؟ فى رأيى أن الأمريكان معتبرين أن هناك إمكانية لتغيير النظام، ومافيش داعى إن النظام الجديد يبص يلاقى البلد خربانة؛ بيتعب جدا وما يقدرش يعمل حاجة! كان ده ممكن جدا.. لم يحصل.
 
طبعا المعركة لسه ما انتهتش وممكن استئنافها فى أى وقت، والنهارده اللى باين إن أمريكا عايزة تحقق سلام بين العرب واسرائيل واتفاقية! وإذا لم يصلوا إلى هذا ووجدوا إن العملية لهذا صعبة، فإذن ليس أمامهم إلا أن يتقدموا للقاهرة ويتقدموا إلى دمشق! هم على بعد 100 كم من القاهرة وعلى بعد 50 كم من دمشق، وممكن إنهم يتقدموا إلى القاهرة أو إلى دمشق، ولكن هتكون هناك معارك، لكن هدفهم هيكون الوصول إلى القاهرة وإيجاد حكومة تعمل معاهم صلح!
 
الواحد بياخد هذه النوايا مش من كلام اليهود ولكن من كلام الأمريكان! طبعا مافيش داعى أحكى لكم عن موقف الأمريكان السياسى؛ وهو ممالئ ومتواطئ كلية مع اسرائيل وضد الانسحاب وضد أى حاجة ومع إسرائيل.
 
موقف الإنجليز أيضا مشابه، وهم ينتهزوا النهارده الفرصة وبيحلوا موضوع الجنوب العربى زى ما هم عايزين؛ على أساس إن احنا خدنا ضربة كبيرة مدوخانا! الضربة الكبيرة تديهم فرصة إنهم يشتغلوا فى الجنوب، ويعملوا اللى هم عايزينه!
 
موقف ألمانيا الغربية متواطئ كلية، موقف هولندا هى اللى بتبيع الطيارات مش فرنسا؛ يعنى الطيارات بتتباع عن طريق هولندا!
 
موقف حلف الأطلنطى كله بهذا الشكل، إلى حد ما فانفانى فى إيطاليا واقف معانا، وفى فرنسا ديجول مش واقف معانا الحقيقة، ولكنه واقف موقف مبدئى.. موقف مبادئ وحده.
 
شارل ديجول
شارل ديجول
 
النهارده الحقيقة القضية اللى أمامنا ليست قضية قومية.. مابقتش عودة حقوق شعب فلسطين، بقت قضية وطنية.. اللى هى تحرير الأرض المحتلة عندنا، وبالنسبة للسوريين والأردنيين بالنسبة لهذا الهدف الوطنى وتحقيقه نعمل أى شىء، عملنا الأساسى الحقيقة النهارده؛ هو أن نكون قادرين على إن احنا ندافع عن بلدنا إذا حصل وإن اليهود قرروا إنهم يستأنفوا القتال.
 
وأنا إمبارح بلغت القيادة العسكرية إنه ممكن فى 7 أيام - وراح زكريا بالليل وقعد معاهم - إن ممكن بعد 7 أيام وانتهاء عملية الأمم المتحدة، تستأنف العمليات العسكرية ضدنا.
 
الحقيقة من ضمن أسباب الهزيمة اللى احنا خدناها؛ إن القيادات العسكرية ماكانتش مصدقة أبدا إن اليهود هيهجموا! وأنا يوم الجمعة [2يونيو] رحت حضرت اجتماع فى القيادة العليا، وكان موجود كل المسئولين وقائد الطيران وكله، وقلت لهم: إن تقديرى إن اليهود هيهجموا يوم الإثنين، وأول عملية هى ضرب الطيران!
 
وأنا يوم الجمعة طلبت شعراوى وقلت له:  فى تقديرى تعملوا حاجة.. كل الناس واخدة العملية ببساطة! وإن فى تقديرى إن اليهود هيهجموا يوم الإثنين، وإنك لازم تبتدى تعمل عمليات، الحقيقة إن ماكنش حد داخل فى مخه أبدا إن اليهود هيهجموا؛ لأنه كان فيه ثقة أكبر من اللازم عند كل الناس، وإزاى اليهود هيهجموا علينا؟! دا إحنا هنعمل ونسوى فيهم!
 
شعراوى جمعة
شعراوى جمعة
 
ورغم هذه الحقيقة، بالنسبة للقوات الجوية أما وصلوا اليهود ماكنش فيه ولا طيارة موجودة ولا حاجة.. وصلوا وضربوا المطارات! وعاملين حفلة للطيارين سهرانين فيها لغاية الساعة 4 الصبح! ولم يبلغ هذا الكلام إلى حد؛ إننى رحت القيادة وقلت: فى تقديرى إن اليهود هيهجموا يوم الإثنين، ولا يمكن إنهم يتأخروا عن يوم الإثنين؛ ودى ما هياش معلومات مخابرات ده استقراء للحوادث.
 
وباين طبعا كلام موشى ديان.. «إن فات الوقت»! ولا يمكن واحد عسكرى يقول فات الوقت على العمليات العسكرية! كلام موشى ديان إن احنا بنحل بالوسائل السلمية.. وكلها باينة!
 
وطلبت شعراوى يوم الجمعة الصبح.
 
جمعة: أيوه يافندم، الساعة 10.10 الصبح.
 
عبدالناصر: وقلت له: قطعا الهجوم هيكون يوم الإثنين ولن يتأخر عن يوم الإثنين، ولازم الحقيقة تاخدوا الموضوع جدى.. أنا شايف إنكم مش واخدينه جدى!
 
بكل أسف القوات المسلحة لم تأخذ الموضوع جدى وحصل اللى حصل؛ إن مطاراتنا كلها انضربت فى وقت واحد بدون ما يبقى فيه إنذار ولا حاجة!
 
أما أنا رحت المطار وطلبت طيارة تطلع طلعت فى دقيقتين! وثبت أن هذا الكلام يعنى كان مترتب! كل ده بنشوفه وبنحاول نصلح أنفسنا وبنلم نفسنا.
 
الهدف الوطنى النهارده هو تحرير بلدنا.. تحرير سيناء، فى سبيل تحرير سيناء أعتقد إن احنا أى شىء لازم نعمله.
 
الروس أما طلبت منهم تعويضنا عن كل الأسلحة، هم وافقوا إنهم يعوضونا عن كل الأسلحة. بعد كده طلبنا منهم أسلحة بأفراد؛ لأن الوضع النهارده عندنا لا يحتمل، وخصوصا بالنسبة للأسلحة الفنية وأسلحة الدفاع الجوى.. ما فيش دفاع جوى الحقيقة! الدفاع الجوى الحقيقة كان تمثيلية أكثر منها حقيقة! إحنا كان عندنا خبراء روس وكلام من ده.. حاطينهم فى كلية ناصر وممنوعين أبدا إنهم يشتغلوا وإنهم يدربوا! ثبت فى هذه العملية إن ماعندناش دفاع جوى كلية!
 
وأنا طلبت منهم إنهم يبعتوا لنا ناس وأفراد مسئولين علشان يمسكوا الدفاع الجوى عن الجمهورية، وإلا اليهود والأمريكان يمسكونا يبهدلونا زى ما هو حاصل فى فيتنام!
 
قدامنا سبيلين.. يا إما نقبل كلام أمريكا، يايبهدلونا سياسيا واقتصاديا وعسكريا!
 
الحقيقة الموافقة على كلام أمريكا أنا باعتبره مستحيل! وده يمكن اللى خلانى حسيت بالموقف يوم 9.. أمشى؛ لأننى لن أستطيع أن أقبل كلام أمريكا، وأنا على استعداد أن أناضل وأكافح.
 
الاتحاد السوفيتى قبلوا هذا الكلام، وجه هنا مارشال - زخاروف رئيس الأركان - بقى له 3 أيام، ومعاه بعثة تشوف احتياجاتنا وإيه الموضوع. وبعدين أنا طلبت وقلت له: أنا مستعد آجى لكم أو أبعت لك حد من نواب الرئيس، ولكن الأفضل إن ييجى حد منكم علشان يتكلم معانا. وإذا جيت لكم يبقى شكلنا جايين بنشحت ونستثير همتكم! وإحنا كعرب مابنحبش هذه المعانى، إذا كنتم فعلا عايزين تساعدونا تبعتوا لنا حد يتفاهم معانا.
 
قالوا: يحبوا يبعتوا برجنيف أو كوسيجن؟ ولكن برجنيف عنده لجنة مركزية ولازم يكون فى موسكو أثناء وجود كوسيجن بره؛ فهم هيبعتوا بادجورنى، وهو جاى بكره على أساس نتكلم فى كل المواضيع، وإنهم مستعدين يساعدونا بكل الوسائل.
 
طبعا بالنسبة للقوة الإسرائيلية، إذا جت.. وهم النهارده الساعة 5 الصبح كانوا فوق الجمهورية، وإحنا مش قادرين نعمل حاجة! فإذا حصلت حاجة قواتنا غير قادرة على الدفاع عن الجمهورية! 
 
إذن تحرير سيناء، وأعتقد أن الأمم المتحدة لن تفعل شىء، فعلينا واجب الحقيقة إن آجلا أو عاجلا إن احنا نحرر سيناء. ما هنقدر دلوقتى.. طيارينا مات منهم أفراد، وقصاد القوة الجوية الإسرائيلية لن نستطيع أن نحمى.. أى نعمل مظلة جوية للجمهورية بحيث نتصدى لإسرائيل!
 
وهى إسرائيل بيروح لها طيارات وطيارين متطوعين، هى نفس العملية فى 56 ولكن بشكل أخبث؛ إن إسرائيل يروح لها طيارات وطيارين والمعدات، ولغاية دلوقتى المعلومات من هولندا طالعة لها طيارات مستير بعدد كبير!
 
إذن الطلب اللى أنا طلبته من الروس إنهم يبعتوا طيارات بطيارين، هم دلوقتى بيبعتوا لنا طيارات واستكفينا! بقى عندنا طيارات على قد الطيارين بتوعنا وأكثر، ولكن رغم كده الحقيقة لن نستطيع أن نواجه القوة الموجودة!
 
طبعا هم لم يردوا علىّ فى هذا الموضوع، وأنا أما قابلت زخاروف وكلمته فى هذا الموضوع، رد على وقال: هذا الموضوع تكلم فيه بادجورنى لما ييجى، وهو جاى بكره.
 
وبعدين باقول هذا الكلام مش عايز كلمة منه تتقال بره، وإلا يبقى مافيش فايدة فى مجلس الوزراء والكلام فيه! وأنا بدى أحطكم فى الصورة كاملة. الحقيقة بدون ما تيجى طيارات بطيارين من الاتحاد السوفيتى، اليهود بيبهدلونا بهدلة لا أول لها ولا آخر! ده الموقف، ومش عارف هيبعتوا ولا هيخافوا من أثر ده على الموقف الدولى!
 
طبعا المقاومة الشعبية ماشيين فيها ولكن ضعيفة جدا، ومشكلتنا إن إسرائيل على بعد 100 كم من القاهرة، وأمريكا بتقول لهم قفوا يقفوا إمشوا يمشوا!
 
بالنسبة طبعا لأولادنا اللى موجودين فى سيناء، نعمل جهد كبير جدا الحقيقة غير جهد الدكتور نبوى بتاع الصليب الأحمر؛ على أساس نجيبهم بطرق مختلفة، مراكب الصيد وبيدخلوا ناس وييجوا.. كل ليلة تقريبا ييجى 1000 عسكرى و100 ضابط، وكويس.. بياكلوا وبيشربوا وفيه مياه. 
 
الحقيقة كنت قلق جدا على الجرحى، وضغطنا على الصليب الأحمر بواسطة الدكتور النبوى؛ يطلعوا طيارة وتلف تدور، العساكر أول ماهتشوف طيارة هليكوبتر هاتستخبى.. ماحدش هيطلع! وفعلا قالوا: مافيش حد، المعلومات اللى بتيجى بتقول لنا: الباقيين موجودين فين وبيبعتوا ناس؛ وده مفيد لأنهم بعد ما سابوا سيناء ابتدت رجل تانى تروح سيناء.
 
عملية إعادة تسليح الجيش.. ماشيين؛ الروس بيبعتوا لنا أسلحة يوميا، عدد الدبابات وصل الآن إلى عدد كبير جدا- كنا فقدنا كل الدبابات- اللى رجع حوالى 150 دبابة! فى خلال يومين بيكون عندنا أكثر من 600 دبابة. العملية ماهياش 500 دبابة أو 600 دبابة العملية هى عملية ناس.
 
طبعا الروح المعنوية منحطة جدا، وبنحاول بكل الوسائل إن احنا نرفع الروح المعنوية؛ لأن الضربة كانت جامدة جدا، إحنا طبعا أخطأنا فى هذا الموضوع ولكن اللى فات فات! ده بالنسبة للوضع العسكرى والأوضاع اللى إحنا فيها، طبعا بعد كده هنقابل ضغط سياسى واقتصادى. 
 
إذا كان حد عنده استفسار؟
 
صوت: الوضع اللى سيادتك ذكرته دلوقتى ما فيش حاجة اسمها انحياز أو عدم انحياز! الموقف لا نستطيع مجابهته بقواتنا الذاتية وحدها.
 
آن الآوان أن نعمل شىء من الاتفاق مع الاتحاد السوفيتى يعاوننا إلى أن نخرج العدو من سيناء. وهذا التصرف حكيم جدا وأنا سعيد أننى سمعته من سيادتك النهارده.
 
الحاجة الثانية، قواتنا الموجودة فى اليمن هى fresh، إيه ألمانع إن احنا نبعت نجيبها ونبعت قوات من هنا تحل محلها؛ حتى نستطيع إن احنا نتلقى الصدمة بسرعة؟
 
عبدالناصر: طبعا سؤال عدم الانحياز، النهارده بيكون موجود واحد بيقول أنا على الحياد بين الأمريكان والروس، وجم الأمريكان ماسكينه من رقبته ويضربوا فيه!
 
الحقيقة الأمريكان غير قابلين بسياسة عدم الانحياز، والأمريكان سياستهم مبنية على القوة على أساس أنهم أكبر قوة فى العالم، واللى مابيسمعش كلامهم لازم يضربوه! هذا موضوع فعلا يدعوا إلى التساؤل.
 
إحنا جبنا بعض القوات من اليمن، وهم أيضا بيفكروا يلموا اللى هنا ويبعتوهم، لكن الحقيقة لم اللى هنا.. كل واحد عايز  يقعد 10 أيام فى مستشفى، وأكثر الجروح رجليهم وارمة من المشى، عايزة كمان فترة.. هذه الفكرة موجودة.
 
أبو النور: سيادتك قلت إن هناك احتمال لاستئناف القتال؛ لغرض الوصول إلى القاهرة وإزالة النظام الموجود حاليا، الشعب الموجود حاليا فى البلد شاعر بالوضع وغير متقبل إنه يخضع لإسرائيل، والناس عايزة تضحى وتعمل حاجة، وفيه كثير يريد أن يقاتل. دخول اليهود إلى القاهرة مختلف عن سيناء.. سيناء أرض مفتوحة مافيهاش حد.
 
فى رأيى إن احنا لا بد أن ننظم المقاومة الشعبية بجدية، وأن ندرب الناس فى كل الطرق الموصلة للقاهرة؛ بحيث يستطيعوا مقاومة اليهود بكل الأسلحة المؤثرة.. يجب أن نستغل هذا الموضوع بأقصى سرعة.
 
فى ما يختص بالخبراء الروس، هم طبعهم ياخدوا وقت، ولكن نحن عايزين السرعة، هم سيأخذوا أسبوع أو 10 أيام.
 
عبدالناصر: أسبوع أو 10 أيام متشابهين!
 
بالنسبة للنقطة الأولى، مافيش أسلحة خالص! بيبعتوا أسلحة بالطيارات دلوقتى، يعنى بتيجى طيارة كل 10 دقائق إلى القاهرة، حتى أسلحة صغيرة ماعندناش! الحرس الوطنى لا شىء وقلت لهم: يحلوه! المقاومة الشعبية هنا كمال وكان فى منطقة القنال.
 
البشرى: بنحاول إنتاج أسلحة خفيفة حوالى 12 ألف قطعة كل شهر.
 
عبدالناصر: والروس بيبعتوا لنا بكامل طاقتهم.
 
أبو النور: ما هى خطة المقاومة الشعبية؟
 
عبدالناصر: أنا باخدك دلوقتى أعينك قائد للمقاومة الشعبية، وسيب إصلاح الأراضى لسيد مرعى!
 
أبو النور: موافق.
 
عبدالناصر: قوى، يبقى عبدالمحسن أبو النور يمسك المقاومة وإصلاح الأراضى لسيد مرعى، ولو إنى كنت طالب كمال حسين الصبح يمسك المقاومة الشعبية وهو جاى لى الساعة 7. تدرب الدنيا.. إصلاح أراضى إيه! هناك فيه سلاح للحرس فى وادى حوف بعتناها كلها.
 
سيد مرعى
سيد مرعى
 
أبو النور: هيكل الحرس الوطنى بمستوى تدريبه لم يكن على المستوى المطلوب.
 
عبدالناصر: ولا ضباطه ولا غيره!
 
الشافعى: يدرب على كيفية استخدام البندقية، وضعنا خطة تمتص حماس الناس لمدة أسبوع، الناس طلعت بعد الأسبوع وعايزين أكثر. بنحاول اختيار مجموعات صغيرة لتدريبها تدريب راق، وياريت ناخد عناصر ومجموعات من الجيش لمواجهة الموقف الحالى، ونركز على منطقة القناة والشرقية.
 
رفعت: مستوى تدريب الحرس الوطنى سىء!
 
عبدالناصر: هى عبء علينا!
 
رفعت: هناك مشكلة نقص المدربين، من الضرورى عمل تدريب هنا وممكن عمل حرب عصابات داخل سيناء.
 
عبدالناصر: نحمى هنا الأول وبعد ذلك نفكر بجدية فى هذا الموضوع، بعد عمل حماية جوية ودفاع جوى على الجمهورية.
 
رفعت: هناك فى سيناء مناطق جبلية وفيها مياه، ممكن ناس تقعد هناك فترة طويلة.
 
عبدالناصر: فيه جبال فيها مياه؟! إيه هى؟
 
رفعت: جبل أم خشيب، يقال: إن المياه فيه تكفى 100 ألف واحد! لابد من ضرب اليهود فى سيناء، لو خرج اليهود بواسطة الأمم المتحدة ستكون ضربة لينا كجيل وكشعب! لا بد من التعبئة السياسية للجماهير، وتعبئته للمعركة وإفهامه أن أمامنا سنين لإنهاءها، أجهزة الإعلام تقوم بذلك.
 
عبدالناصر: رأيى لازم نوطى راسنا شوية لغاية ما ييجى لنا شوية أسلحة، ونسكت ولا نعبئ ويبان علينا واخدين ضربة مدوخانا، ولا نعبئ إعلام ولا حاجة.. خلينا كده ساكتين! 
 
أول ما تقف قواتنا على رجليها شوية، ونعرف إننا قادرين جديا على الدفاع عن غرب القنال، وعندنا من الأسلحة ما يكفى والدفاع الجوى؛ نبتدى نعمل هذا الكلام. ولا يمكن دلوقتى أتحدث عن تحرير سيناء وأنا مش واثق من الدفاع عن القاهرة!
 
أبو النور: ما يؤخذ علينا كلامنا كان أكبر من عملنا، الموضوع مش عاوز أى تعبئة؛ القاهرة منورة صحيح لكن فى قلب كل واحد ضربة!
 
عبدالناصر: أنا اللى طلبت تنوير القاهرة؛ على أساس أقول لهم: الحرب انتهت ومستنيين الأمم المتحدة!
 
الشافعى: هل يمكن أن نستغل الكلية الحربية فى تدريب المقاومة الشعبية؟
 
رياض: بعد هذه المناقشة، هل هناك استبعاد للحلول الدبلوماسية؟
 
عبدالناصر: لو عملوا معانا اتصال هنعمل، لكن هل هنسلم؟ لأ.
 
رياض: هل الأمريكان هيمشوا فى نفس خطهم ودعمهم لإسرائيل إلى النهاية؟
 
عبدالناصر: كل الدلائل تشير إلى أن أمريكا تسير فى نفس خطها، وفى اعتقادى الشخصى أن جونسون سيستمر فى طريقه. وأعتقد أنه انضحك عليه، هو بعت لى وقال: ماتهاجموش إسرائيل وهى مش هتهاجمكم، ثم بعد هجوم إسرائيل سكت خالص!
 
لما راحوا بعد ذلك مجلس الأمن وطلبوا انسحاب إسرائيل، رفض المندوب الأمريكى وعطل كل حاجة!
 
العملية مش إسرائيلية أبدا، العملية أمريكية والغرض منها ضربنا وهى مش جديدة؛ كل ما مصر تشيل راسها يضربوها!
 
هو بيقول إمبارح: إنه مستعد يدينا مساعدات وكذا إذا قبلنا بشروطه الخمسة اللى قالها، يبقى السؤال.. هلى هنقبل الشروط الخمسة ولاّ لأ؟ اسرائيل لن تنسحب إلا إذا طلبت منها أمريكا ذلك!
 
روسيا دبلوماسيا غير قادرة على هذا الأمر، القرار اللى قدمه كوسيجن، هل هيمشى؟ أنا بأقول: مش هيمشى، ليه؟ لأن أمريكا واقفة ضد هذا!
 
رياض: ولا حتى الانسحاب؟
 
عبدالناصر: ولا حتى الانسحاب!
 
على هذا الأساس هيمشى كلام أبا إيبان؛ إنهم يتصالحوا مع كل دولة عربية على حدة، ولن يتخلوا عن الأراضى اللى استولوا عليها إلا إذا تم هذا.
 
مافيش اتصال بينا وبين الأمريكان ولو إن ليهم ناس هنا فى السفارة، فيه حد ليهم هنا فى السفارة.. مافيش اتصال. هم طالبين منا التسليم بلا قيد ولا شرط، وحتى التسليم بلا قيد ولا شرط مش هيقبلوا بيه، هم طالبين تغيير النظام!
 
رياض: أى حل سياسى يحقق لنا أى فائدة أمريكا لن تقبل به.
 
عبدالناصر: دى نقطة، حتى جونسون لو حب يعمل حل سياسى مش هيقدر! لأن الكونجرس كله مع اسرائيل، التعبئة اللى حصلت فى أمريكا لصالح اسرائيل عنيفة جدا.
 
هويدى: فى النهاية لابد من تحرير أرضنا فى سيناء، ولابد من استعدادنا فى الأول. السؤال.. هل هم هينتظروا إلى أن نستعد؟ قد يبدأوا وده متوقع، وفى هذا السبيل عايز أحط صورة خلاف تقدمهم للقاهرة؛ منطقة القنال بالذات، الملاحظ أن الدوائر الغربية لا تثير اهتمام خالص بقناة السويس!
 
محتمل إنهم يستغلوا أى شىء لخرق اتفاقية وقف إطلاق النار الموجودة حاليا، وتقوم اسرائيل بالعبور للبر الشرقى بمساعدة بعض القوات الأخرى؛ وده متوقع على أساس تطهير القناة، وده غرضهم أولا وأخيرا النظام هنا لما نجد إسرائيل فى الضفة الشرقية وبيطهروا القناة! لذلك لابد من الاهتمام بهذه العملية لإيقاف هذا العبور، أو على الأقل يعتبروا أن عبورهم للقناة سيكلفهم الكثير. 
 
رفعت: هدفهم هو القاهرة، والحرب الطويلة ليست فى مصلحتها؛ لن يستطيعوا الاستمرار فى معركة لأكثر من 5 أيام، وبالتالى لا بد من الترتيب لمعركة طويلة.
 
رياض: الحل السياسى لن يوصلنا لشىء دلوقتى، هل نستغل الموقف السياسى فى الجمعية العامة للمناورة بعض الشىء، بحيث يكسبنا وقت لإعاة قواتنا إلى غرب القناة؟
 
هويدى: فيه نقطة يا فندم، المساعدة العسكرية من الدول العربية، حتى للمقاومة الشعبية.
 
عبدالناصر: الجزائر باعتين المدفعية كلها والدبابات كلها والطيارات كلها والقوات كلها، وإحنا فى هذا أى عسكرى من أى بلد عربى هنقبله.
 
الجزائريون مستعدون وحزانى وزعلانين من خبر إيقاف القتال! ولما راح خبر إيقاف القتال لبومدين قعد يعيط قدام السفير وحالته كانت وحشة! نتكل على الله وخدنا عملية وإن شاء الله هنقوم.
 
هوارى بو مدين
هوارى بو مدين
 
نقسم العمل: 
 
زكريا يمسك لجنة الخطة والاقتصاد.
 
حسين يمسك لجنة التشريع والإدارة.
 
على يمسك لجنة الشئون الخارجية والأمن القومى.
 
صدقى يمسك لجنة القوى العاملة.
 
موضوع النهارده طبعا أنا متأسف ما اتصلتش بحد منكم إمبارح، وعرفتوا الوزارة بعد صدروها؛ لأنى أخذت الموضوع كتكليف، وأصبح كل واحد فى هذه المرحلة مكلف إنه ييجى، واعتبرتها أمر عسكرى.
 
وباعتبر إن سيد مرعى أول ما سمع الخبر لازم يفكر فى دودة القطن! (ضحك) طبعا فيه تار بينكم.
 
لازم نجتمع ونبحث المواد التموينية ونعلن اقتصادنا كاقتصاد حرب، ويكون هناك تقشف.
 
أنا قلت لكم الموقف بصراحة، اللى عايز يهرب بجلده يهرب من دلوقتى! (ضحك)
 
أنا مش متشائم.. أنا متفائل.. هنعدى إن شاء الله وربنا ادانا درس.. فى رأيى سننتصر إن شاء الله.
 
العمل.. ما نقعدش ونعيط، الناس عندها أمل فى هذه الوزارة، مانكفرش الناس بدون داع وشوفوا مشاكل الناس. 
 
وفى يوم 2 يوليو 1967 عاد مجلس الوزراء للاجتماع بنفس تشكيله السابق، وقد فجر الرئيس عبدالناصر فى ذلك الاجتماع العديد من المفاجآت.
 
عبدالناصر: أنا راجعت جدول الأعمال اللى فيه كلام زكريا، ولكن قبل ما نتكلم عايز أتكلم معاكم فى ناحيتين: ناحية الموقف العسكرى، وناحية الموقف السياسى. وباكرر برضه مرة أخرى إن الكلام اللى يتقال هنا مايطلعش بره؛ لأن برضه الجلسة اللى فاتت اتحكى كلام، ماتحكيش لحد أبدا ولا فى البيت ولا لأصدقاء ولا الواحد ما يحكيش لمراته ولا لحد، وإلا يبقى مش هنتكلم فى مجلس الوزراء الحقيقة!
 
5
 
بالنسبة للموقف العسكرى، نقدر نقول من يوم 27 يونيو إن احنا قادرين على الدفاع عن الضفة الغربية للقنال، قبل كده الحقيقة كان الدفاع عن الضفة الغربية للقنال مزعزع، وقبل كده ماكانش فيه دفاع خالص. كان الطريق بين السويس والقاهرة فاضى، ماكانش فيه عسكرى واحد فى وقت ما.. يعنى لأيام عدة، وأيضا الطريق بين الإسماعيلية والقاهرة كان فاضى، ماكانش عندنا معدات، الدبابات اللى طلعنا بيها 70 دبابة من كل القوات اللى احنا روحنا بيها الحرب، أو 100 دبابة، كام؟
 
البشرى: هو حوالى 150 دبابة.
 
عبدالناصر: 150 دبابة، والروح المعنوية كانت منهارة جدا، النهارده نقدر نقول: إن الموقف أحسن بكثير من عدة نواحى؛ من ناحية التسليح استعوضنا التسليح بالكامل فى الطيران، واستعوضنا التسليح بالكامل بل أكثر فى الدبابات، وبالنسبة للقوات الموجودة على القنال استعوضنا لها التسليح بالكامل، والاتحاد السوفيتى إدانا هذا التسليح مجانا. 
 
وهم بعتوا هذا الجواب تانى يوم التنحى.. تانى يوم التنحى بعتوا لى جواب الصبح وقالوا: إنهم بيطالبوا بالعودة فى هذا التنحى، وإنهم هيعوضونا عن كل الأسلحة اللى خسرناها مجانا، وهيساعدونا بكل الوسائل. بالنسبة لبقية القوات اللى لم يتم تسليحها، هى موجودة وستسلح فى مرحلة تانية. ولكن اللى نستطيع أن نقوله النهارده: إن من الصعب جدا على اليهود إنهم يخترقوا الضفة الغربية وإنهم يدخلوا فى منطقة الدلتا، أو طبعا إنهم يحتلوا منطقة القنال.. ده بالنسبة للموقف العسكرى. 
 
معركة راس العش (2)
معركة راس العش
 
بالنسبة للروح المعنوية الحقيقة، الروح المعنوية بقت كويسة جدا، والمعركة اللى حصلت إمبارح 1 يوليو 1967 لما حاول العدو التقدم من القنطرة شرق قناة السويس فى اتجاه بورفؤاد تصدت له قواتنا المتمركزة شرق قناة السويس فى راس العش، دى معركة مع فصيلة من 25 عسكرى مات منهم 15 عسكرى؛ اللى هى فصيلة متقدمة للقوة اللى بتدافع عن الضفة. وهم النهارده طبعا اللى باين إنهم بيقولوا: إنهم ماعندهمش خبر إن فيه حد موجود شرق القنال، وإن بيعتبروا إن منطقة سينا كلها تحت سيطرتهم، وبيعتبروا إن احنا بعتنا القوات دى بعد إيقاف القتال!
 
معركة راس العش (1)
معركة راس العش
 
هو الحقيقة إن احنا بعتنا القوات دى فعلا بعد إيقاف القتال، لكن مش إمبارح ولا أول إمبارح، بالعكس هو أول يوم لما تم الانسحاب وماكانش فيه جيش خالص، أنا طلبت من زكريا إن يبعت مقاومة شعبية تدافع عن بورفؤاد، وإن يفلت بورفؤاد.. وهو نفذ العملية دى بنفسه، أخلوا بورفؤاد وبعتوا الأول 50 مقاومة شعبية، ثم بعتوا كملهم 150، فطبعا يعنى 50 زائد 150 يساوى 200؛ يعنى الحقيقة الوجود كان موجود، بعدين راحت كتيبة صاعقة، ثم راحت كتيبة أخرى مشت العملية. طبعا اللى بيقعد فى بورفؤاد لازم يدافع عنها، قدام بورفؤاد والمواقع دى موجودة من أكثر من..
 
أبو النور: من يوم الخميس.. كانت موجودة قوة يوم الخميس واليوم التالى.. يعنى على طول يوم الخميس والجمعة عززنا.
 
عبدالناصر: عززنا فى بورفؤاد؛ على أساس إن الحقيقة بورفؤاد فيها حاجات ثمينة، وإن إذا راحوا هناك هياخدوا العمليات دى كلها؛ فكان فيه وجود عسكرى، لكن طبعا حصل تعزيز للوجود العسكرى. بالنسبة لخسايرهم إمبارح والنهارده، ولو إن يعنى انضرب لهم 6 دبابات وعربية. وهو ده كلام حقيقى يعنى مش كلام بيانات - ما زودناش فى البيان - هى عملية الحقيقة بتفيد فى رفع الــ morale بتاعة القوات المسلحة.. ده بالنسبة للوضع فى القوات المسلحة. 
 
بالنسبة للقوات المسلحة، إحنا عايزين نعيد تنظيمها.. إعادة تنظيمها تنظيم كامل؛ بحيث نتمشى مع القوة اللى موجودة قدامنا على أساس إنها قوة خفيفة الحركة، وبنعيد النظر فيها منا جميعا على أساس إنها تقوم على أسس مضبوطة.. بالنسبة للكلام اللى حصل مع بادجورنى أثناء زيارته لينا. 
 
الأخ زكريا بيثير نقطة خاصة بموضوع الهجوم المضاد يعنى موضوع استعادة سيناء؛ ماأظنش إن النهارده هو المناسب قوى إن احنا نتكلم عن استعادة سينا، إن احنا طبعا لن نبدأ فى هذا الموضوع إلا بعد مانجهز نفسنا تجهيز كامل، وتكون قواتنا على أتم الاستعداد لهذه العملية. وطبعا إحنا النهارده أنا باقول: إن احنا جاهزين بس عشان ندافع، يعنى مااقدرش أقول إن احنا جاهزين علشان نعبر القنال ونهاجم شرق القنال، ولكن إحنا فى موقف كويس جدا من ناحية الدفاع. 
 
بالنسبة لزيارة بادجورنى، طبعا إحنا أثرنا عدة مواضيع أثناء زيارة بادجورنى.. 
 
الموضوع الأول: هو توثيق التعاون أكثر بينا وبين الاتحاد السوفيتى فى عدة مجالات، وبالذات فى المجال العسكرى.. 
 
 - الناحية الأولى: هى خاصة بمعاونتنا على إعادة تنظيم قواتنا، وخصوصا بالنسبة للحاجات الفنية اللى حصل لخبطة فيها فى الحرب الأخرانية ولم تستخدم الاستخدام السليم، وهم وافقوا على هذا الموضوع. 
 
 - النقطة الثانية: إن احنا طلبنا منهم إنهم فى هذه المرحلة يدونا مساعدات بالنسبة للدفاع الجوى؛ خوفا من إن اسرائيل تقوم بعبور القنال وتتجه إلى القاهرة! وهم طبعا إدونا طيارات أكتر من الطيارين اللى عندنا! إدانا دلوقتى أكتر طيارات متخزنة، ولكن قالوا: إنهم هيبحثوا موضوع الدفاع الجوى. 
 
موضوع الدفاع الجوى.. يعنى إيه؟ يعنى الصواريخ بيمسكوها ناس من عندهم، وعملية الدفاع الجوى بيمسكها ناس من الاتحاد السوفيتى، وهيبعتولنا طيارات وطيارين من الاتحاد السوفيتى؛ بحيث يكونوا مسئولين عن الدفاع مش عن الهجوم على إسرائيل. 
 
هم ترددوا قوى فى هذا الموضوع، لغاية دلوقتى لم يبتوا فى هذه العملية، ولكن هيبعتوا بعثة تتكلم معانا فى هذا الموضوع. 
 
أثناء زيارة بادجورنى أكد إنهم مستعدين يعاونونا فى كل المجالات، فى كل حاجة عايزينها بالنسبة للنواحى العسكرية هم هيدوها لنا. 
 
 - بالنسبة للنواحى الاقتصادية: هم قالوا إنهم مستعدين أيضا يدونا معونات اقتصادية، وإداهم الأخ زكريا بيانات باحتياجاتنا الاقتصادية. قال لهم على قيمة العجز الموجود عندنا خصوصا نتيجة قفل القنال، وقالوا: إنهم هيبحثوا هذا الموضوع وهيردوا علينا، وقالوا: إنهم أساسا هيبحثوا هذا الموضوع ضمن اجتماع الدول الشرقية كلها؛ على أساس كل دولة من الدول الشرقية تقدر تساعد بتساعد، فإحنا قلنا لهم: إن احنا يعنى عايزين مساعدات وأيضا عايزين تسهيلات.. ده الإجمالى بالنسبة لموضوع بادجورنى. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق