وساطة ميتة منذ البداية.. أردوغان يتحالف مع قطر ويطيب خاطر العرب

الإثنين، 24 يوليو 2017 06:16 م
وساطة ميتة منذ البداية.. أردوغان يتحالف مع قطر ويطيب خاطر العرب
طلال رسلان

تغنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوسطاته لحل الأزمة الخليجية القطرية، أبواق الإخوان الإعلامية رفعت شعار «حامي حمى الديار»، لوح الخليفة العثماني لدول الخيلج باحترام الآخر، يقصد دولة الحمدين، ثم يجلس على طاولة الوساطة متحدثا باسم الأمير تميم بن حمد آل ثاني.
 
في الوقت الذي يعرض فيه أردوغان الوساطة، وصلت الدفعة السادسة من القوات التركية إلى الدوحة، للمشاركة في القاعدة التركية التي أقيمت على الأرض القطرية، في خطوة ضحى من خلالها آل حمد باستقلال بلادهم طلبا لحماية الرجل الذي لا يخفي أطماعه في المنطقة.
 
سعى أردوغان بقوة إلى الاستفادة من الأزمة الخليجية، وجدها الفرصة المناسبة لمد نفوذه في المنطقة العربية عبر بوابة الدوحة، من هنا كانت وساطته ميتة منذ البداية.
 
أجرى الرئيس التركي جولة شملت الرياض الكويت الدوحة بهدف التدخل لحل الأزمة القطرية، تجاهل بقية دول المقاطعة؛ مصر والإمارات والبحرين، فيما بدت أفعاله وأقواله منحازة بشكل مطلق للجانب القطري.
 
أردوغان تجاهل جميع مطالب الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب الممول من قطر منذ البداية، وأعلن تمسكه بالقاعدة التركية في قطر، التي تم الدفع بها فور اشتعال الأزمة، ما يكشف عن اصطفاف أنقرة خلف الدوحة، خاصة أن العاصمتين تتحالفان في الكثير من ملفات دعم الإرهاب سواء في سوريا أو ليبيا أو مصر، فضلا عن دعم جماعة الإخوان الإرهابية وإيواء الهاربين.
 
حاول أردوغان قبل أن يصعد إلى طائرته في طريقه إلى المنطقة أن يلقي بالمسؤولية على عاتق الرياض، قائلا إن السعودية تقع على عاتقها مسؤولية أكبر من أجل حل أزمة الخليج، ليغض الطرف عن أن سبب الأزمة هو النظام القطري، بسياسة دعم الإرهاب، وليس السعودية أو أي دولة عربية أخرى، لكنه الانحياز الأعمى الذي جعله يلتزم صف الدوحة على طول الخط.
 
أردوغان، الذي تحول إلى ديكتاتور يقمع معارضيه ويزج بآلاف منهم في غياهب السجون، طرف أصيل في الأزمة عبر تحالفه المعلن مع النظام القطري، إذ قال في تصريحات له إن قائمة مطالب دول المقاطعة من قطر -والتي تتضمن حث الدوحة على وقف سياسة دعم الإرهاب- غير مقبولة تحت أي ظرف، معلنا دعم بلاده لقطر، وانحيازه لها في مواجهة دول المقاطعة، فعن أي وساطة يتحدث أردوغان؟ ومن يحاول سلطان التناقضات أن يخدع؟!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق