الإفلات من مخطط الهاوية

الأربعاء، 26 يوليو 2017 02:08 م
الإفلات من مخطط الهاوية
هناء قنديل تكتب:

لم يكن ما جرى على مدار السنوات الست الماضية، وتحديدا منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، من أحداث هددت أركان الدولة المصرية، كلها أمور بريئة، خالية من الأغراض، بل على العكس تماما، جرى منذ اللحظة الأولى للغضبة الجماهيرية الحاشدة ضد نظام حسني مبارك، توجيه الأحداث، عن طريق جميع الأدوات المتاحة في ذلك الوقت، من أجل تحقيق هدف وحيد، وهو إسقاط الدولة المصرية.
 
يخطئ من يعتقد أن البداية كانت مصادفة، أو مجرد استغلال لثورة جماهيرية عارمة لم يكن مخطط لها، فالأمر أبعد من ذلك بكثير!!
 
وفي ظني فإنه بدأ وضع خطط تدمير الدولة المصرية، في حيز التنفيذ، قبل خمس سنوات على الأقل من الإطاحة بمبارك، حين حصل الأخير من القوى الكبرى على "كارت بلانش"، لبدء ما ادعى حينها أنه إصلاحات دستورية، بينما انطلقت من حيث لا ندري الأحاديث، عن أن مبارك يمهد لتوريث نجله.
 
واستغل المروجون لهذه الشائعة، بعض الإجراءات التي شهدت تصعيدا غير مبرر لجمال إلى مقدمة الصفوف، في الحزب الوطني، لكي يصبوا مزيدا من الزيت على نار التوريث، إلى أن أصبحت الشائعة، عقيدة راسخة في الأذهان، وتم إضافة بعض التوابل الحارقة، حول انتهاكات جهاز أمن الدولة، ومن وصفوا حينها بنظام حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، وتآزر ذلك مع الترهل الذي أصاب مؤسسات الحكم المباركي، لتنتج اللحظة الحرجة التي اعدها لها الجميع، واندلعت اضطرابات يناير.
 
ولكل ما سبق كان سقوط أركان الدولة سهلا، وقد سقطت بالفعل بدءا من الرئاسة عقب تنحي مبارك، مرورا بالشرطة، وبعده بالبرلمان، وتلاهم الكثير من المؤسسات، بسبب المظاهرات الفئوية التي لم يكن أحد يعلم من وراءها، ولم يبق إلا لطف الله، ثم القوات المسلحة، التي تحملت العبء كاملا، بديلا عن كل المؤسسات التي تعطلت، وكل هذه كانت خطوات ناجحة للعدو الرابض، سعيا وراء إسقاط الدولة المصرية، وهدم أركانها.
 
وانتفضت القوات المسلحة، التي وعت سريعا طبيعة ما يجري، ومقدار ما تساق له الجماهير الغاضبة من إضرار بمقدرات الوطن، وبدأ رجال لا يعرفون الخوف، أو التعب رحلة استمرت سنوات ست؛ لإيقاف النزيف، وتثبيت الأركان.
 
وعلى طريق رحلة إنقاذ الدولة المصرية من الفشل، واجه الشعب، وقواته المسلحة سلسلة لا تتوقف من العراقيل المتعمدة، بدأت بالتواطؤ الغربي مع الإخوان، وفق خطط ممنهجة لتصدرتهم المشهد، بدأت بحصول خيرت الشاطر نائب المرشد على إذن أمريكي، بخوض الانتخابات الرئاسية، وكان الهدف هو السماح للتيار الإسلامي بالسيطرة، واستغلال ضعف خبراته، وعنجهيته، وغبائه السياسي، لضرب مصر من الداخل، وفصل سيناء عن الدولة المركزية بالقاهرة.
وكانت نقطة التحول الحقيقية، هو ثورة 30 يونيو، وما تلاها من قرارات حازمة أخذتها الدولة، بدعم من قواتها المسلحة، لإعادة تثبيت أركانها، وكان قرار فض اعتصام رابعة العدوية، هو الأبرز على الإطلاق في تلك المرحلة، التي أكدت فيها مصر، قدرتها على القيام من عثرتها، وامتلاكها الأدوات اللازمة للدفاع عن مقدراتها، وسلام، وأمن مجتمعها.
 
الرسالة التي تلقاها العالم عقب فض اعتصام رابعة، واحتواء موجة الإرهاب التي تفجرت ردا عليه، وضعت الأمور في نصابها، وخطت بمصر أولى خطوات الإفلات من مخطط الفشل.
 
وتلا ذلك، إجراء الانتخابات الرئاسية، ونجاحها كتجربة ديمقراطية، سعت قوى كبرى، خارجية على وجه الخصوص، إلى ترويج شائعات حول عدم قدرة مصر على تنظيم هذا الحدث.
 
وانطلقت منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، الآلة الهائلة لحروب الجيل الرابع، تقصف عقول المصريين، وتدمر ثقتهم النفسية، وتعبث بانتمائهم الوطني، لكي يفشلوا في سلسلة المشروعات التي نفذتها الدولة، لكن شفافية الرئاسة، والالتفاف حول الرئيس، أفشلا كل هذه الخطط، لتنجو مصر من مخطط شيطاني مازالت بعض أفاعيه تسرح بيننا، لكن بتأثير أقل.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة