كابول تريد اسقاط جدران حماية الشخصيات الهامة رغم مشاعر الخوف
الخميس، 27 يوليو 2017 04:23 م
تنتشر فى كابول جدران خرسانية لحماية الشخصيات بسبب مشاعر الخوف السائدة ، لكن المدينة تريد رغم ذلك إزالتها لاعطاء القليل من الأمل والثقة للسكان والتخفيف من زحمة السير الخانقة.
ومنذ مطلع الشهر بدأت الحكومة بازالة آلاف الجدران المضادة للانفجارات التى تنتشر فى العاصمة الافغانية وترسم مواقع جغرافية معقدة وتجعلها أشبه بثكنة عسكرية.
لكن توقيت مبادرة السلطات الافغانية فى غير محله.
ولا تزال كابول تحاول النهوض من تفجير الشاحنة المفخخة التى أوقعت 150 قتيلا و400 جريح فى 31 مايو فى الحى الدبلوماسي، فى اسوأ اعتداء منذ 2001.
وبحسب الأمم المتحدة فان الهجمات والعمليات الانتحارية كتلك التى وقعت الاثنين فى الحى الشيعى (26 قتيلا) جعلت من كابول إحدى مناطق البلاد الأكثر خطورة على المدنيين منذ يناير الماضى.
وقال نجيب الله الوكوزاى المسؤول عن الحملة فى البلدية "بالنسبة الى السكان هذه الجدران تجعل من المدينة ساحة حرب، وانشأ الرئيس لجنة مكلفة تنظيم عملية جمعها والسكان يدعموننا ما سيساهم فى التخفيف من زحمة السير الخانقة".
وأضاف "لن يكون هناك أى استثناء الا للسفارات والمقار الرسمية"،متابعاً "إن الذين يرغبون سيتمكنون من الحفاظ على جدرانهم داخل مساكنهم".
ويجهل الوكوزى طول وعدد الجدران الاجمالى لكن فى حيه لوحده أكثر من ثلاثة آلاف علما أن فى كابول 12 حيا، أما مقر قوة ايساف الدولية للمساعدة التى نشرها حلف شمال الاطلسى فتحيط به أكثر من ثمانية آلاف جدار.
وجمعت حتى الآن 900 جدار أمام مقار برلمانيين ومسؤولين سياسيين أو عسكريين ورجال أعمال أقاموا هذه الحواجز الأسمنتية من دون ترخيص.
وصباحا أزال مهندسون من البلدية بواسطة رافعات وشاحنات وتحت حماية امنية جدرانا تزن طنا وأكثر، ووضعت حوالى 12 منها على شاحنة متوقفة أمام مقر وزير العدل.
ووضع غلام داود غاموغوسار كرسيا من البلاستيك وهو يحمل زهرة وكوبا من الشاى ليجلس ويشاهد ما يحصل، ولهذا المجاهد السابق فى الحرب ضد السوفيات متجر صغير فى الشارع ويقول "أنه مسرور لاتخاذ قرار ازالة هذه الحواجز: لقد ولدنا أحرارا لنعيش احرارا دون حواجز".
وقال الشاب يمى رايين "هذه الجدران لا تفيد بشيء، واذا قطعتم الطرقات سيعلق عدد أكبر من الاشخاص فى حال وقوع انفجارات".
تجارة مربحة
حلت هذه الجدران مكان أكياس الرمل التى كانت تستخدم فى العام الفين، من بغداد إلى كابول حيث ينتشر الاميركيون فى مناطق غير آمنة تم استبدالها بالسواتر الترابية والحاويات المقلوبة التى نشرت فى وسط مدينة بيروت أو ساراييفو فى التسعينات.
وتبين ان هذه التجارة مربحة أكثر تماماً كتجارة بيع أكياس الحصى للحماية من انفجارات السيارات المفخخة.
وقال مصطفى شريفى صاحب "بيروج لوجيستيكس سرفيسز" الذى تعامل مع عدة سفارات ومؤسسات "بدأنا نشاطنا فى 2006 وحتى 2012 كانت هذه التجارة مربحة جدا"، مضيفاً "كنا ننشر حوالى ألف جدار كل شهر وكان الطلب عليها كبيرا من قبل الجميع: من النواب وحتى أصغر موظف حكومى كانوا جميعا ينشرون هذه الجدران أمام منزلهم".
ويراوح سعرها بحسب الحجم والنوعية من 380 دولارا إلى أكثر من ألف.
وقال المقاول "بما أن الحكومة لا تطبق الإزالة على السفارات أو قوة ايساف لن يكون لهذا القرار أى وقع حقيقي".
حتى إن "المنطقة الخضراء" الحى الذى تنتشر فيه الحواجز والأسلاك الشائكة المحظورة على الأفغان العاديين، أخذت تتسع.
ولن يعيد قرار السلطات الى أحمد خان الاستاذ المتقاعد ذكرياته السابقة عن كابول. وقال "كانت مدينة جميلة كنا نتوجه من ساحة اريانا (اليوم مقر السى آى ايه) الى وسط المدينة مرورا بالقصر الرئاسى ولم يكن أحد يوقفنا،لا يمكننى حتى أن أتصور بأننا سنعود الى تلك الأيام".
وعزز الحلف الاطلسى دفاعاته وضاعف نشر الجدران الخرسانية فى الحى الراقى حيث كان يلهو أطفال الأثرياء بالطائرات الورقية.