«صوت الأمة» تواصل كشف المستور بالمحافظات.. قرى الفيوم «تورا بورا» مصر

الإثنين، 31 يوليو 2017 12:00 م
«صوت الأمة» تواصل كشف المستور بالمحافظات.. قرى الفيوم «تورا بورا» مصر
قرى الفيوم «تورا بورا» مصر
هناء قنديل تصوير - عزوز الديب

«الجزائر» شديدة الفقر والإجرام.. و«تونس» مدينة الخزف.. وحكاية «المنتجع الأبيض» مملكة عضو مجلس النواب
 
ترتكز تحركات جماعة الشوقيين فى الفيوم بحسب المصدر على عدد من المساجد غير الخاضعة للدولة
 
كواليس استعدادات التكفيريين لإعلان إحياء جماعة الشوقيين رسميا
 
تضم الفيوم عددا كبيرا من الجبانات والمقابر وتعد مقابر البردية هى الأشهر
 
رغم سلسلة الزيارات التي أجريناها إلى عدد كبير من محافظات مصر، وحالة التشابه التي لمسناها في حال هذه المحافظات، وحياة أهلها، وكذلك في الأسباب والدوافع التي رسخت لانتشار الإرهاب، وسيطرة الفكر المتطرف بعدد من قراها، ونجوعها، فإن محافظة الفيوم تختلف، ومبعث هذا الاختلاف هو سقوطها في قبضة التطرف، حتى بدا ذلك واضحا بشدة على سلوك، وملابس البشر هناك، حتى أطلق عليها البعض اسم "تورا بورا" مصر.
 
الوهلة الأولى للنزول على أرض الفيوم، تعطي الزائر انطباعا، بأنه سيلقى الوجوه، ومفردات الحياة، التي يمكنه أن يجدها في أي محافظة أخرى، فمظاهر الفقر، وتراجع الخدمات واضحة للعيان، ولا تحتاج إلى عناء لكي تلتقطها العيون.
 
أما حين تتوغل في محافظة الفيوم، وتجوب قراها، مترامية الأطراف، ستجد نفسك أمام نوعية أخرى من البشر، قرروا ألا يكون لهم علاقة بالغرباء، مهما كان سبب وجودهم على أرض محافظتهم، وربما أصعب ما وجهنا في هذه الرحلة، هو رفض الأهالي رغم بساطة تعاملهم، والطيبة الواضحة على ملامحهم، الإدلاء بأي معلومات، ولو بسيطة، عن أشياء عادة ما يسأل عنها الغرباء، مثل: الطريق إلى قرية معينة، أو معلم مشهور بالمحافظة.
 
ويتعمد أهالي بعض قرى الفيوم، فرض سياج من الغموض يصل إلى حد الإدلاء بمعلومات غير صحيحة أحيانا، دون سبب واضح، أو مفهوم، وهو ما جعلنا نقطع عشرات الكيلومترات؛ من أجل الوصول إلى مكان، هو في الأصل إلى جوارنا، كما أنه مكان شهير لا يوجد أدنى داعي لإخفاء وجوده.
 
وينتشر الفكر المتطرف الذي روجت له جماعة الإخوان، في الفيوم، منذ سنوات طويلة؛ حتى أنها صارت أفكارا موروثة تنقالتها الأجيال، إلى أن صرنا أمام قرى كاملة تعتنق الفكر المتشدد، الذي دفع بعض معتنقيه إلى السقوط في فخ التكفير، والإرهاب، ولا يوجد في الفيوم أسهل من العثور على أسرة إخوانية، تضع على جدران منزلها اسم أحد العناصر التي ضحت بها الجماعة، خلال الأحداث الماضية.
 
ولعل من الأمور اللافتة للنظر في الفيوم أيضا، هو أن شوارعها تخلو تقريبا من السيدات غير المنتقبات، فالسواد الأعظم من النساء اللاتي يسرن في شوارع الفيوم، مرتديات النقاب، وفي أحسن الأحوال ترتدي الواحدة منهن الخمار.
 
تبدأ محافظة الفيوم، بانتهاء محافظة الجيزة جنوبا، ويتصدر مدخلها بحر يوسف، وهي من المحافظات الأثرية، وتتبع إقليم شمال الصعيد، وترتبط من جهة الجنوب الشرقي، بمحافظة بني سويف.
 
التطرف الوراثي
 
لم يرتبط مكان بالفكر المتطرف، في مصر بقدر ما هو موجود في الفيوم، التي تحتل فيها العائلات الإخوانية، قرى بأكملها، منذ عهد حسن البنا، مؤسس الجماعة، الذي مارس مع أهالي الفيوم اللعبة الأثيرة للجماعة، وهي الإغداق بالخدمات مقابل الولاء، والانصياع، لكن لأن الفيوم هي أيضا منبت جماعة الشوقيين الإرهابية، التي أسسها القيادي الإخواني المنشق، شوقي الشيخ، فإن الأمر سرعان ما تطور، حتى اندمج الفكران، وروتهما مياه بحيرة قارون، فأنتجا الكثير، والكثير، من العناصر المؤمنة الفكر المتطرف بشكل وراثي، يعاني منه المجتمع المصري الآن.

الفقر لغة رسمية
 
زيارة الفيوم، ومن قبلها الجيزة، وقنا، تؤكد أن الفقر يمثل اللغة الرسمية، التي تتفق فيها، وعليها، القرى والنجوع المنتشرة في القطر المصري، إذ تحتل الفيوم المرتبة الرابعة بنسبة تغطي 36 % من أهلها، وتبلغ نسبة السيدات المعيلات بها 46 %،  والبطالة 25 %، وفق إحصاءات نشرها مركز الإحصاء.
 
شارع إيطاليا
 
 ويضم مركز إطسا بالفيوم شارعا يطلق عليه شارع إيطاليا؛ نسبة إلى العائلات التي تسكن في محيطة، ولديها أبناء هاجروا إلى إيطاليا، وهو ما يدل على ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية، في ظل انتشار الجهل والفقر.

مفتاح خريطة الإرهاب
 
يمكن وصف محافظة الفيوم بأنها أحد مفاتيح الإرهاب في مصر، إذ تعد رابطا متفردا بين مصر وليبيا، حتى أنها تضم قائل هي في الأصل من أقارب الزعيم الليبي معمر القذافي، وكان يأتي إليهم لقضاء إجازاته، سيرا بموكبه البري، من حدود بلاده، وحتى منطقة بحيرة قارون، التي يسميها الأهالي "البركة".
ومن أبرز القبائل الليبية التي تعيش في الفيوم، قبيلة "أولاد علي"، التي نزح عدد كبير من أبنائها في الفرع الليبي، إلى أقاربهم في مصر، هربا من انفلات الأوضاع عقب سقوط الدولة هناك.
 
وتستغل العناصر الإرهابية القاعدية، والداعشية، المساحات الصحراوية الهائلة التي تحيط الفيوم من جميع الجهات تقريبا، للتنقل من ليبيا إلى مصر، والعكس، بالتعاون مع البدو المقيمين في هذه المنطقة، ويسيطرون عليها بشكل محكم، وكان أشرف الغرابلى، زعيم ما يعرف باسم المنطقة المركزية لتنظيم بيت المقدس، من المقيمين في هذه المنطقة.
 
وشهدت الفيوم، ميلاد عدد كبير من الجماعات الإرهابية، بخلاف الشوقيين، وأنصار بيت المقدس، وذلك مثل: جماعتي "التوقف والتبين"، و"المرابطين"،  التي أسسها ضابط الأمن المفصول هشام عشماوي، والتي انتمى عناصرها لتنظيم القاعدة، واختباؤوا في صحراء الفيوم، كما كان للفيوم وجودا لافتا في الجرائم الإرهابية الأخيرة، وبخاصة جرائم مهاجمة الكنائس، حيث تبين أن المتهم في الهجوم على الكنيسة البطرسية من محافظة الفيوم.
 
نشاط إخواني
 
 وحظيت الفيوم منذ منتصف القرن العشرين، بنشاط إخواني مكثف، وتمركزت العناصر التابعة للجماعة، في مراكز وقرى برمكة، وقحافة، وسنورس، ويوسف الصديق، الكحكي، وطماية، والعجمين، وإطسا.
 
وبدا الوجود الإخواني واضحا في الفيوم، عقب ثورة 30 يونيو، عبر تنظيم عدد من الفعاليات العنيفة يوميا، إلا أن الوجود الشرطي؛ كان يحد من تأثيرها.
 
المد السلفي
 
ولا تقتصر الساحة في الفيوم، على الإخوان، والتكفيريين، إنما يوجد أيضا السلفيين الذين اختاروا لأنفسهم الانتشار عبر العمل الخيري، والأنشطة الاجتماعية، متخفين وراء الجمعيات الشرعية، التي تحظى بمكانة لدى الكثير من الأهالي الذين يتلقون منها إعانات مالية.
 
وكانت القيادة السلفية الأهم في الفيوم، خلال سبعينات القرن المنصرم، الشيخ الدبيسى، وجماعة "التبليغ والدعوة".
 
التكفير يعشش في العقول
 
لم تتوقف الأمور في الفيوم عند انتشار الجماعات المتطرفة التابعة للإخوان، أو الشوقيين، أو التبليغ والدعوة، وإنما تطورت الأمور في بوتقة مختلطة من العوامل، والمؤثرات لتصنع شخصية من نوع خاص، لم تكتف بالاقتناع فكريا بالعقيدة التكفيرية، وإنما تجد نفسك إذا ساقك القدر لحضور إحدى فعالياتهم، ستجد شيوخهم يتناقشون معهم في أنواع الكفر، وسبل تنزيل أحكامه على المجتمع، والأفراد، وذلك وفق أكثر الآراء الفقهية تطرفا، وشدة، وكان لذا أثر كبير في سهولة اختراق داعش لهذه المحافظة. 
 
وأصبحت الفيوم من المناطق المشهورة في مصر، بانتشار الأفكار التكفيرية، وهو ما يبدو بشدة على ملابس الأهالي فالرجال يرتدون غطاء الرأس المعصوب، والسيدات لا يرتدين سوى النقاب، ويتسمون بسلوك يميل إلى الغموض، وعدم الإفصاح عن إجابة أي سؤال، وإن اضطروا فغالبا تكون الإجابة غير حقيقية؛ وأضفى ذلك كله على حالة العامة لقرى المحافظة جمودا يشعر به الزائرون.
 
مدينة بلا روح
 
وعلى عكس عواصم المحافظات الأخرى، حيث تنتشر المدنية والتحضر، والاقتراب في أحداث الحياة اليومية في القاهرة، تجد مدينة الفيوم "عاصمة المحافظة"، صورة لا تختلف عن القرى، والنجوع، حتى أنه لا يمكنك بسهوله التفرقة بين الوجود في الفيوم عاصمة المحافظة، أو في أي قرية أخرى تابعة لها.
ومع اقتراب اليوم من نهايته، وقرب حلول الظلام، فوجئنا ـ وهي ليست مفاجأة بالطبع لأهالي الفيوم ـ بانتشار سحب الدخان الكثيفة في سماء عاصمة المحافظة، حتى ظننا أن حريقا ضخما يلتهم مساحات واسعة من الأراضي، وعلى مرمى البصر شاهدنا طوال الطريق الواصل بين مبنى المحافظة، وأول القرى القريبة، وهي "الجزائر"، كتل من النيران هي مصدر لهذه الأدخنة الكثية؛ لنكتشف أنها مقالب قمامة عشوائية، يعمل بها الكثير من الأطفال والشباب، الذين يجوبون القرى صباحا لجمع القمامة، ثم يفرزونها، ويتخلصون مما لا فائدة منه بالحرق ليلا.
 
حنين والجزائر
 
ولقريتي حنين والجزائر حكاية خاصة، فالأولى هي بلد الهنجرانية، أما الأخرى فلا يوجد أدنى علاقة بين اسمها، ووضعها الحقيقي، فالجزائر من البلاد الجميلة، النظيفة، التي ترتبط في أذهان المصريين، بالمدنية، والعمران.
 
أما الجزائر "الفيومية"، فهي قرية عشوائية، لا تخلو من مقالب القمامة، ومخازن المخلفات، والنفايات، وكسارات تدوير البلاستيك، والمعادن؛ لإعادة بيعها.
ويعمل في هذه المقالب جميع أطفال القرية تقريبا، إذ إن الأسر المقيمة في هذه القرية لا تلحق أبناءها بالتعليم، وتكتفي بإرسالهم للعمل في مقالب القمامة، مقابل 50 جنيها يوميا.
 
أحد أبناء القرية، ويدعى "محمد"، قال لـ"صوت الأمة" إنه اضطر للعمل في هذه المهنة منذ الصغر لغياب فرص إيجاد عمل آخر، خاصة أنه لم يتجاوز المرحلة الابتدائية في التعليم.
 
وأبدى محمد مخاوفه، من أن يؤدي حديثه معنا إلى انتباه الأمن لهم، ومداهمة منطقة عملهم، وإزالتها، مطالبا بتخصيص أماكن لهم للعمل، أو توفير مهن بديلة، يرتزقون منها.
 
وأتم بالقول: "حاولنا الحصول على معاش التضامن، لكن لم يهتم أحد بإنهاء إجراءاته لنا، وتعلقت آمالنا بأحبال الحكومة الوهمية".
وقبل مغادرتنا القرية بلحظات، حضرت إلينا طفلة لا يتعدى عمرها السنوات الـ7، وقالت: "أنا بروح المدرسة، وبذاكر عشان أبقى شاطرة، وماشتغلش في الزبالة زي أبويا، وأمي".
 
وتضم قرية الجزائر، مصانع للطوب اليدوي، ويعمل بها عدد قليل من أبناء القرية، مقابل 70 حنيها، إلا أنها لا تستقطب أعدادا كبيرة من العمال؛ نظرا للصعوبة البالغة لهذه المهنة.
 
ويبقى أن نكشف سر تسمية هذه القرية بالجزائر، وهو أن تضاريسها تشمل مرتفعات، ومنخفضات متتالية تجعلها مشابهة للجزر، ومنها جاء هذا الاسم.
وإذا عدنا إلى قرية حنين، والتي تعمدنا تأخير الحديث عنها، رغم أنها تسبق الجزائر داخل الفيوم، فسنجد أن معظم أبناؤها يعملون في النشل، وسرقة كابلات الكهرباء، ومنعنا من دخولها؛ حرصا على سلامتنا، بحسب ما أكد لنا دليلنا، الذي قال: "مش هتخرجوا منها باللي معاكوا"!!
 
هواره.. أثار وثأر
 
عقب مغادرتنا حنين، والجزائر اتجهنا إلى "هواره"، وهي قرية أقيمت أساسا على بحيرة من الآثار، وسط اعتقاد سائد بين الأهالي بأنها كانت قديما مدينة النبي يوسف.
 
وتضم القرية جزءا من نهر النيل، أطلقوا عليه بحر يوسف، ويطل عليه "هرم هواره"، وهو هرم صغير الحجم مشيد بالطوب اللبن.
 
وأقام أهالي القرية منازلهم فوق خزانات مياه، يعتقد أنها مقامة منذ عهد النبي يوسف، لتخزين مياه النيل، لتفادي تكرار أزمة الجفاف، الشهيرة.
 
أكثر ما يمكن أن تراه متجولا في شوارع القرية، ليس البشر، وإنما هو سيارات الأمن المصفحة، الخاصة بفض الشغب؛ والتي تنفذ حملات دائمة على مدار الساعة؛ لضمان الاستقرار الأمني، عقب معركة ثأرية دامية، راح ضحيتها العشرات، خاصة أن هذه القرية تمثل صورة مشابهة في جرائم الثأر، لما يجري في أقصى غياهب الصعيد.
 
أغنياء الانفلات
في طريقنا إلى زيارة هرم هواره، وجدنا أنفسنا على أعتاب منطقة يطلق عليها الأهالي "الكنز"، وهي مقابلة لبحر يوسف، وتشتهر بجود كميات هائلة من الآثار المنهوبة، التي اغتنى من وراء سرقتها، وبيعها العشرات من الأهالي، وبخاصة خلال فترة الانفلات الأمني، في أعقاب ثورة 25 يناير.
تحت سفح هرم هواره، تقف عزبة يعمل أهلها في جمع المخلفات، والنفايات، وإعادة تدويرها، محتلين جزءا كبيرا من حرم الهرم الأثري، رافضين مغادرتها، رغم المحاولات الأمنية المتتالية.
 
الشيخ الروبي
 
يعد الشيخ علي الروبي أحد المعالم الأثرية،  المهمة في الفيوم، وهو الشيخ الوحيد، تقريبا، الذي يقام له مولد سنوي، في ليلة النصف من شعبان.
وعلى أثر الشيخ الروبي، الذي يعتقد الأهالي في قدراته الفائقة على صنع المعجزات، اشتهرت الشيخة مريم، وهي خادمة في بلاط الشيخ الروبي، ومعاونته، وأقيم لها مقام عقب وفاتها، يجاور ضريح الشيخ الروبي.
 
قحافة و"مطرطارس".. بؤرة إخوانية ساخنة
 
تعتبر قرية قحافة إحدى المناطق العشوائية، التي تمثل بؤرة إخوانية ساخنة، انطلقت منها الكثير من الفعاليات التي نظمتها العناصر التابعة للإخوان، إبان فترة ما بعد ثورة يونيو، كما أنها اشتهرت بالكثير من جرائم القتل البشعة.
 
 
أما "مطرطارس"، فهي قرية في مركز سنورس، أحد معاقل التطرف، والإرهاب بالفيوم، ومن المعتاد عن التجول في هذه القرية، أن تجد جدران منازلهم، مرسومة بشعارات تهاجم الدولة، وتطالب بالحرية للمساجين من أبنائهم، على ذمة قضايا تعلق بعنف جماعة الإخوان، خلال السنوات الماضية، وبين هذا وذاك، تنتشر بشدة على جدران المنازل ذاتها، بشكل يكاد يصبح ظاهرة، شعارات رابعة الأثيرة لدى الإخوان، وهو ما يجعل من السهولة بمكان تحديد المنازل التي تضم عائلات إخوانية، في هذه القرية، وهي تمثل الأغلبية الغالبة في "مطرطاس".
 
ومن الملاحظات المهمة خلال جولتنا أن الكثير من قرى الفيوم، تحمل السمة ذاتها التي تنتشر بمنازل "مطرطارس".
 
وتصدر قريتا قحافة، ومطرطارس، القرى التي تشهد مداهمات أمنية متتالية، لضبط خلايا "حسم"، والعناصر الإخوانية، والتكفيرية المختبئة بها، وكان آخرها مداهمة وقعت قبل زيارتنا للفيوم بيومين، والتي قتل فيها 8 من العناصر التابعة لحركة "حسم".
 
وقرية "مطرطارس"، هي موطن البرلمانى السابق أحمد أبوطالب، شقيق رئيس مجلس الشعب الأسبق صوفى أبو طالب، القائم بأعمال رئيس الجمهورية بعد مقتل السادات، كما أنها من أهم معاقل تجرة السلاح بها.

أبشواي ويوسف الصديق   
 
وضعت قرى العجمين، وكحك، مركز أبشواي على قائمة الأماكن التي تؤوي الإرهاب، رغم أنه يشتهر بتجارة الورد، والليمون، ويصدر مزراعوه العنب، ويمتد في مساحته الشاسعة إلى وادي الريان، ويعيش داخله أهالي مجموعة من القبائل التي ترتبط ببعضها بصلة نسب.
 
ويشارك عدد كبير من أبناء مركزي أبشواي، ويوسف الصديق، في تجارة السلاح، رغم الجهود الأمنية المتتالية، لتجفيف منابع السلاح بها، إذ تم تصفية المنطقتين من تجار السلاح.
 
وبسبب النشاط المتطرف، وتجارة السلاح، والمخدرات، في هذين المركزين، يمكن اعتبار محافظة الفيوم، من المحافظات التي تهدد الأمن القومي لمصر.
 
يوسف والي "الصديق"
 
تعود تسمية مركز يوسف الصديق، إلى يوسف والي وزير الزراعة الأشهر في تاريخ مصر، بعدما حول المركز إلى قطعة من الجنة، وانتشرت بها مزارعه الخاصة، وقدم خدمات هائلة للمركز، من بنية تحتية، وخدمات، جعلت المكان مختلفا بشدة عن أقرب المراكز حوله، وهو ما جعل الأهالي يطلقوا عليه "مركز يوسف الصديق"، عرفانا منهم بأعمال الوزير الأسبق لهم.
 
مقابر البردية
 
تضم الفيوم عددا كبيرا من الجبانات، والمقابر، وتعد مقابر البردية هي الأشهر، في ظل انتشار مرتكبي جرائم السرقة، والاغتصاب داخلها، وتمتد المخاوف الأمنية إلى باقي أطراف منطقة البردية, التي تمتد إلى 60 فدانا، وأدى انتشار الجرائم في هذه المناطق هجر الأهالي المقابر، وتوقفوا عن دفن موتاهم داخلها، لأن سيدات القرية لم يعدن قادرات على ممارسة عادة التخضير، وهي وضع جريد النخل على قبور موتاهم، والأمر ذاته ينطبق على مقابر أبوخوصة، وتمنع هذه الأوضاع الأمنية، بقرى مركز يوسف الصديق، تمنع الدخول إليها خلال الليل.
 
عودة الشوقيين
 
معلومات خطيرة حصلت عليها "صوت الأمة"، خلال جولتها في الفيوم، إذ كشفت مصادر ميدانية، عن اجتماعات لعناصر تكفيرية، ترتب لإعادة إحياء جماعة الشوقيين التكفيرية، التي أسسها الإخواني المنشق شوقي الشيخ.
 
تكمن خطورة هذه المعلومات، في أن إحياء هذه الجماعة، يمكن أن يجمع العناصر التناثرة حاليا، والتي فقدت قيادتها عقب انهيار تنظيم بيت المقدس في مصر، وتنظيم داعش في معاقله الإقليمية.
 
وإذا أضفنا إلى هذا المكان الذي يتم الترتيب لإعلان عودة الشوقيين من خلاله، وهو محافظة الفيوم، بما تضمه من بيئة ساخنة، تتوافر فيها عوامل الخطورة من انتشار للفكر المتطرف، والفقر، والجهل، بالإضافة إلى القرى الكاملة التي تسيطر عليها العائلات الإخوانية، تكون النتيجة المتوقعة مرعبة.
وترتكز تحركات جماعة الشوقيين، في الفيوم، بحسب المصدر على عدد من المساجد غير الخاضعة للدولة، بالأماكن النائية وتحديداً في الحقول حيث أقامت تلك العناصر عدداً من الزوايا في قرى مركزي أبشواي، ويوسف الصديق.
 
دجاج مسلح  
 
 تنتشر في قرى الفيوم ورش صناعة السلاح، بالمنازل، ويعتمد أصحاب هذه الورش على حظائر تربية الدجاج، في تخزين السلاح، والتمويه بها على الأجهزة الأمنية؛ لإخفاء هذه الورش غير المشروعة.
 
"المنتجع الأبيض"
 
رغم الحالة المتردية التي يعيش فيها أكثر من 90 % من أهالي الفيوم، يعيش عضو مجلس النواب عن المحافظة، سيد سلطان، وهو عمدة قرية "كفور النيل"، في منتجع أبيض اللون، يضم سلسلة من القصور المهيبة، البيضاء اللون، والتي يصعب جمع أطرافها بنظرة واحدة.
 
قرية تونس التى تبعد حوالى 60 كيلو متر عن مدينة الفيوم وتتبع مركز يوسف الصديق، حولتها الصدفة من قرية ريفية بسيطة شديدة الفقر إلى قبلة للجمال والفن والطبيعة الخلابة يتجه إليها عشاقها من جميع أنحاء العالم، وأجبرت العديد منهم على ترك بلادهم من دول العالم الأول ليقيمون فيها.
 
تونس الخضراء
 
يبدو أن القدر اختار أن يظل لقب الخضراء، مرتبط باسم "تونس" أينما حل، إذ تحتضن محافظة الفيوم، قرية أطلق عليها أهلها اسم "تونس"، وتعد واجهة مبهجة للمحافظة التي تكتظ بالأزمات.
 
وتمثل قرية تونس بالمساحات الخضراء الشاسعة، على ضفاف بحيرة قارون، التي تتميز بها، تجربة فريدة، تحولت على أثرها بفضل سيدة سويسرية قررت أن تعيش فيها، إلى قطعة من الفن والجمال.
 
ويقول طارق عيد، من أهالي الفيوم، إن إيفلين بوريه، قضت 48 عاما من عمرها في بيت ريفى بسيط، بقرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق، وعبرت عن عشقها لمصر، بتحويل القرية إلى مركزا لصناعة الخزف، واستغلت هذه الإمكانية الرائعة، وأرباحها، في إقامة مجتمع رائع، وصحي يقف شامخا، كدليل على قدرة المصريين على تحدي الفقر، والجهل، والإرهاب، إذا أتيحت لهم الفرصة.
 
الأهالي في القرية يدينون بالفضل لمدام إيفيلين، كما اعتادوا أن ينادونها، بعد أن حولت شباب القرية إلى مبدعين وفنانين، فضلا عن تعليمهم مهنة يتكسبون من ورائها.
 
وبعد تونس تأتي قرية جرفس، كواحدة من القرى المنتجة بالفيوم، والتي يعمل أهلها في صناعة المقشات، والأقفاص، وجميع الاحتياجات المنزلية التي يمكن صناعتها من جريد النخل.
 
وتقول "أم إبراهيم"، وهي امرأة سبعينية: "ورثنا هذا العمل عن آبائنا، وعلمتها لأبنائي الذين لم يتعلموا في المدارس لضعف الحال".
وأضافت: "أنظف الـ100 جريدة يوميا مقابل 10 جنيهات، وأتمكن يوميا من الحصول على مبلغ يصل إلى 30 جنيه، بالإضافة إلى ما يربحه زوجي، وأولادي من العمل ذاته، لكن صعوبة الحياة تجعل هذه المبالغ غير كافية لاحتياجاتنا الأساسية".
وقال طفل يدعى أحمد، ويعمل في صناعة الجريد: "أعمل منذ صغري لمساعدة والدتي بعد وفاة أبي، وأجمع اليومية، لوضعها بين يدي أمي، لتستعين بها على أعباء الحياة".
 
وقال الشاب إسلام طارق، حاصل على دبلوم: "نشعر بالفخر للتجارب الناجحة في قرية تونس، وغيرها، وهي التي تؤكد أنه إذا تم منح الفرصة للشباب، فإنهم يبدعون".
 
وأضاف: "أدعو الدولة إلى الاهتمام بالفيوم، ووضعها على خريطة الترويج السياحي، بما يخلق فرص عمل كريمة للأهالي، ترفع من مستواهم المعيشي، وتمكنهم من التخلي عن المهن الشاقة التي يعملون بها لتوفير قوت يومهم".
وكشف إسلام، عن افتقاد مناطق كثيرة قريبة من الفيوم للصرف الصحي،  وهو ما يجعلها تلقي الصرف الخاص بها في مياه النيل، مطالبا بحل هذه الأزمة المزمنة.
 
مين يشتري الورد
تحت شعار "مين يشتري الورد" تعيش بعض قرى الفيوم، على زراعة، وتصدير جميع أنواع الورود، بالإضافة إلى زراعة الليمون، ويتم تصدير كميات كبيرة من هذه المحاصيل إلى عدد من البلاد.
 
شيوخ الدجل
تمتلئ الفيوم بشيوخ الدجل والشعوذة، الذين يستعين بهم الأهالي من أجل البحث عن الآثار.
ويروي الأهالي أساطير عن هؤلاء الشيوخ، وما يحققوه من معجزات، للعوانس، والمطلقات، وغيرهن صاحبات البخت المايل.
 
p copy
 
IMG_1190
 
IMG_1250
 

 

IMG_1497
 
IMG_1251
 
IMG_1270
 
IMG_1271
 
IMG_1311
 
IMG_1318

 

 
IMG_1343
 
IMG_1347
 
IMG_1658
 
IMG_1659
 
IMG_1664
 

 

IMG_1674
 
IMG_1677
 
IMG_1686
 
IMG_1688
 
IMG_1988

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق