«الله» و توفيق عكاشة- تقرير-
الأربعاء، 09 ديسمبر 2015 04:00 م
«توفيق عكاشة».. ظاهرة اجتماعية فريدة من نوعها، فهو يمتلك شخصية تمكَنه من التمدد على حين غرّة إلى أمنياته الواحدة تلو الأخرى، وكاريزما سياسية تجعله ينصهر بين فئات الشعب المختلفة كما يحلو له يمينًا ويسارًا".
يتباهى «عكاشة»، الذي أصبح بين عشية وضحاها نجم الشباك السياسي الأول، بأنه المرشّح الوحيد الذي حاز أعلى نسبة أصوات في السباق البرلماني، عززت في دواخله المتشعبة والمثيرة في آن واحد، إمكانية الترشّح على رئاسة البرلمان المقبل.
ظهر مالك قناة الفراعين بعد تمكّنه من حصد مقعد برلماني في مجلس 2015، كالنحلة الدوارة التي تدُر عسلًا، لكنها في ذات الوقت لا تكل ولا تمل في سبيل الحفاظ على مملكتها، فأطل في برامج «التوك شو» مؤخرًا، كما لو أنه متحدثًا رسميًا باسم الشعب المصري، فضلًا عن أنه يجري الآن مقابلات يومية بمقر مجلس النواب، بالاعضاء الجدد الذين يستخرجون كارنيهات العضوية، للتعرّف عليهم، وإقناعهم بفكرة ترشّحه لرئاسة مجلسهم.
ذكر نائب دائرة طلخا ونبروه بمحافظة الدقهلية، أنه سيخوض الانتخابات لرئاسة مجلس النواب، والفصل في ذلك سيكون للنواب فقط، مؤكدًا أن لديه إحساس من الله بالفوز برئاسة مجلس نواب 2015.
«هواتف الله» إلى توفيق عكاشة لا تتوقف عن حد معيّن، فالرجل الذي لم يفقد ظله حتى الآن، شدد على أنه لم ينسق مع أي شخصية تحت قبة البرلمان لقيادة المجلس، لكنه نسّق مع الله عز وجل، قائلًا: «نسّقت مع ربي الذي خلقني ولم أنسّق مع أحد، وتوكلت على الله والقرار للزملاء، وأنا أول مرشّح لرئيس برلمان في العالم يدخل ببرنامج كمال ذو رؤية استراتيجية».
نزعة عكاشة الصوفية التي تحدّث عنها من قبل جعلته يعتبر نفسه كتابًا مفتوحًا أمام الجميع، ولما لا وهو يملك أربع هوايات أسياسية «حب الخيل والكلاب والعربيات والموتسيكلات» و«مضيّع فلوسه عليهم».
قال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن تصريحات توفيق عكاشة عن ترشّحه لرئاسة البرلمان أمر طبيعي، مؤكدًا أنه يحاول إثبات نفسه أمام أعضاء البرلمان بصفة خاصة، والشعب المصري على وجه العموم، متباهيًا بدوره في ثورة 30 يونيو.
أضاف «بحري»، أن عكاشة يتمتع بشيء من الذكاء الاجتماعي، خاصة أن لغة حديثه تغيّرت كثيرًا عقب نجاحه في حصد المقعد البرلماني، متابعًا: «هذا الرجل يتحدث لكل شريحة بالطريقة التي تفضّلها وتعتبرها الأقرب لها ولطبيعة حياتها».