«مخطط تفتيت الدولة».. ماذا كان يحدث لو دعم مرسي الميليشيات الإرهابية في سوريا؟

الأربعاء، 02 أغسطس 2017 04:18 م
«مخطط تفتيت الدولة».. ماذا كان يحدث لو دعم مرسي الميليشيات الإرهابية في سوريا؟
الإخوان
سلمي إسماعيل

لا يختلف أحد على أن نظام الإخوان الإرهابي كان الأكثر سوءًا وتعنتًا في تاريخ مصر الحديث، لذلك علينا ان نلقي نظزرة عميقة على حقيقة الأوضاع التى كانت تتجه بقوة نحو فكر متطرف تقوده الجماعة وتقود مصر معه إلى حافة الهاوية والسقوط في مستنقع من الرجعية المتطرفة، إذ عمدت الجماعة الإرهابية إلى تغيير الهوية الثقافية للمصريين بطمسها بشكل غير منطقي ما عمق الاحتقان الداخلي بين المصريين لول مرة في التاريخ وهو ما كان يراه المحللين السياسيين أنها بدايات لحروب أهلية.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية فأدلة أيادة الجماعة الإرهابية ومخططاتها كانت واضحة وضوح الشمس، فمنذ أن إندلعت التحركات الشعبية في سوريا مع بداية ما يسمى بـ«ثورات الربيع العربي» في عام 2011، وصعود نجم الميلشيات المسلحة المناهضة تحت اسم «الجيش السوري الحر»، التي تبنت إسقاط حكم بشار الأسد كحل لإعادة الأمن والأمان لسوريا، ورغم أن ميليشيات الجيش الحر تدعى أنه تدافع عن حقوق الشعب السوري تحت مظلة إسلامية وتنسيق كامل مع تنظيم الإخوان الدولي، لكنه تبنى الفكر الجهادي شديد التطرف الذى طالما تبرأت منه الجماعة الإرهابية في العلن بينما كانت تؤيده وتدعمه بالمال والعتاد في الخفاء، فإتفقت رؤياها مع رؤى المعارضة السورية المسلحة

تعد سوريا أعلى دولة في معدلات النزوح إلى دور الجوار بسبب الحرب الأهلية بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة التى أصبحت لا حصر لها، وأصبحت أرض الشام مرتعًا لمخابرات الدول الأجنبية تلعب فيها وتمارس كل أنواع العنف ضد الشعب حتى ان شركات الأسلحة العالمية أصبحت تنتج أصنافًا جديدة وتجربها تحت سمع وبصر جماعة الإخوان الإرهابية في سوريا لكنها تصمت عن نتائج تجريب السلاح على أبناء الشعب السوري، فانتشرت الأوبئة والامراض التى لا يعرف لها وصف أو علاج، فقد أضحى السوريين حقل تجارب لشركات السلاح بل وتجار الأعضاء البشرية وشركات الأدوية عابرة القارات.

ولن ينسي أحد خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي في استاد القاهرة حين أيد بشكل علنى الجيش السوري الحر والمعارضة المسلحة واعتبرها السبيل الوحيد لما أسماه وقتها بـ"تحرير سوريا" من نظام بشار بل زاد على ذلك بانه دعى للجهاد في سوريا، مكما أن مشايخ الجماعة الإرهابية خرجوا على المصريين عبر قنواتهم الفضائية ومواقعهم الالكترونية وصفحات الفيس بوك يدعون إلى تبنى الجهاد في سوريا للرجال والنساء، فراحوا يبررون جهاد النكاح وهو ما يرفضه المصريون لأنهم يعتبرونه وفقًا لثقافتهم زنا بشكل فج كما أن المجتمعات العربية لا تعترف إلا بجهاد الرجال وليس باحتماء المقاتلين والفرسان خلف النساء كما داوم الإخوان على فعل ذلك، فلا ينسي أحد حين تخفي مرشد الإخوان محمد بديع في زي منتقبة لدخول ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، كما أن الكثير من مشايخ الجماعة كانوا يرون في إرتداء الزي الإسلامى للنساء وسيلة ماكرة للتخفي من عيون رجال الأمن.

 

 

 وكل ذلك يرتبط إرتباطًا وثيقًا بموقف مصر من الأزمة السورية والذي تغير مرتين ، أولهما  في عهد محمد مرسي عندما أعلن مقاطعته للعلاقات الدبلوماسية في سوريا، وإغلاق سفارتها في  القاهرة وسحب القائم بالإعمال المصرية في دمشق، ودعا في مؤتمر "نصرة سوريا" مجلس الأمن الدولي لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وشن هجوم شنيع علي قوات الأمن القومي السورية  بإيجاز شديد ما فعله مرسي هو "لوي ذراع لنظام السوري".

وكالعادة الإخوان يؤيدون متبعي فكرهم الجهادي  في الوطن العربي رغبة منهم في إعادة الدولة الإسلامية، وأغفل مرسي موقع الحرم المكي فأدي مراسم الحج في استاد القاهرة الدولي مرددا «لبيك سوريا» وداعما للمعارضة السورية بشكل واضح وحقيقة.

أما الموقف الثاني فهو دعم مصر للجيش  القومي السوري وذلك لآن من المتعارف عليه إن المسؤول عن حماية البلاد هو الأمن القومي لها، وبالتالي فإن وجود الأسد هو حل للأزمة السورية وليس سببا بها .

ولولا حكمة أبناء مصر من الشرفاء الذين يعملون في الخفاء لحماية أمن واستقرار الوطن تجنبوا أن تتورط الدولة المصرية في دعم جبهة التحرير الإسلامية والتي ضمت الكتائب الإسلامية المسلحة المشتركة في الأزمة السورية تحت قيادة قائد صقور الشام "أحمد أبو عيسى". وتهدف الجبهة إلى إقامة دولة ذات مرجعية دينية، والجبهة الإسلامية السورية  التي ضمت 11 جماعة إسلامية مسلحة تضم حركة أحرار الشام، وتهدف الجبهة إلى الإطاحة بالحكومة السورية وإقامة دولة إسلامية، وجبهة الهيئة العامة للثورة السورية وتمثل  ائتلاف سوري يضم 40 كتلة معارضة سورية وحدت جهودها أثناء الأزمة السورية التي أعلنت يوم 19 أغسطس 2011 في إسطنبول بتركيا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق