التسويق الشبكي يؤثر على العملة الصعبة.. الشباب: «ايه اللي رماك على المر.. الأمر منه».. وفقهاء: حلال

الأربعاء، 02 أغسطس 2017 10:52 م
التسويق الشبكي يؤثر على العملة الصعبة.. الشباب: «ايه اللي رماك على المر.. الأمر منه».. وفقهاء: حلال
نهى طارق أمين

«عايز تقبض بالدولار وتشتري عربية، ويكون عندك فلوس كتير في البنك، وتكون مليونير؟ معانا هتحقق حلمك»، الجملة التي أوقعت الكثير في الفخ.

 أثار التسويق الشبكي الجدل بين الناس وخاصة الشباب، واختلفت الآراء حوله بين أنه قانوني أم غير قانوني، حرام أم حلال، لصالح الدولة أو ضدها؟؟

حاولنا رصد وكشف هذه الظاهرة من جميع الجوانب خلال التقرير التالي :

في البداية يجب أن نوضح ماهو التسويق الشبكي؛يعد نوع من تسويق المنتجات أو الخدمات قائم على التسويق التواصلي من خلال شبكات  التواصل الإجتماعى، حيث يقوم المستهلك بدعوة مستخدمين آخرين لشراء منتج في مقابل عمولة، ويحصل أيضاً المستخدم على نسبة من هذه العمولة في حالة قيام العملاء ببيع المنتج لآخرين بحيث يصبح المستهلك على قمة هرم ويكون لديهِ شبكة من الزبائن المشتركين بأسفله، أو عدد من العملاء قام بالشراء عن طريقهم.

تحولت هذه الطريقة في الآونة الأخيرة إلى وسيلة لتحقيق الأرباح فقط ولم تعد مجرد وسيلة من وسائل التسويق، مما جعلها محط انتقاد الكثيرين نظراً لإضافة منتجات لا قيمة لها أو زائدة عن قيمتها الأصلية، ويلجأ المستخدم لشرائها ليس بهدف الاستفادة منها بل من أجل السعي وراء الربح، مما يجعل المستخدمون على قمة الهرم يحققون أرباح خيالية بينما القاعدة الأكبر من العملاء في هذه الطريقة قد لا يحرزوا أي مكسب في النهاية، وقد يحدث خلالها عمليات نصب على الشباب اقتربنا من بعض الشباب الذي خاض التجربة وحاولنا معرفة هذه النظام عن قرب

هل هذه الشركات نصب؟

كان لابد من مقابلة بعض العاملين فى هذا المجال وخاصة بعد ارتفاع ضحايا هذه التجارة،والذين وقعوا فى فخ النصب.

بدأنا بأحد الشباب خريج كلية هندسة ويعمل فى هذا المجال والذى رفض ذكر اسمه وقال: أنا بقالي 3 سنين في المجال ده و حققت أرباح عالية جدا منه، و في خلال الفترة دي لم اتعرض لأى خسارة، بالعكس أنا بستفاد سواء بمنتجات الشركة، أو بالفلوس اللي بخدها منها، ورغم أن تخصصى بعيد عن هذا المجال ولكنى لجأت له  لإني مبحبش الشغل الحكومي لأنه مبيأكلش عيش وأنا واحد طموح و عاوز أحسن من مستواي المادي وعمري ما ندمت إني دخلت الموضوع ده.  و لكن يمكننا القول أنه يوجد بالفعل شركات كثيرة تقوم بالنصب علي عملائها بمبالغ طائلة ولكن لا يمكننا الجزم أن كل الشركات لها نفس الإتجاه لأنه يوجد العديد من الشركات الناجحة عالميا.

وكان لأحد الضحايا رأى آخر وهو شاب فى مقتبل العمر وحاصل على بكالوريس اعلام ، محمد.ع قال: أنا اشتغلت مع أحدى هذه الشركات، واتنصب عليا و ندمان علي اليوم اللي دخلت فيه الموضوع ده الشركة طلعت وهمية وأخذت كل فلوسي و قفلت ومش عارف أخد حقي، وورطتنى فى أعمال نصب أمام آخرين.

وتابع  أن الشخص الوحيد المستفيد من هذا الموضوع رئيس مجلس الإدارة أما بقية السلسلة مجرد وسيلة لتنفيذ أوامر فقط سمعا و طاعة دون نقاش.

و هناك أيضا بعض الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يسلكون في هذه التجارة ويخسرون ولكن يكسب من ورائهم الأشخاص الذين يسبقونهم في الهرم.

 

 

إيه اللي رماك علي المر، الأمر منه

ومن جانبه علق الخبير الاقتصادي «رشاد عبده »على موضوع التسويق الإلكتروني قائلا: إن الشباب في مصر سواء بنات، أو أولاد ينهى  تعليمهم ، ويظل يبحث بالسنوات عن فرصة عمل ، ولكن دون جدوى، وعندما يجد إن كل الطرق مسدودة يضطر يلجأ للتسويق الشبكي ليحقق ذاته ويرفع من مستواه المادي ليواكب هذا العصر الملغم بالكوارث الاقتصادية والوضع السيئ الذي يغزو البلد.

لذلك يمكننا القول أن التجارة الإلكترونية تتناسب طرديا مع نسبة البطالة، قبل أن نطالب الشباب بأن يقلعوا عن تلك التجارة فعلي الدولة توفير السبل البديلة التي تغنيهم عنها.

التجارة الإلكترونية والعملة الصعبة..

وعن تأثير هذه التجارة علي اختفاء العملة الصعبة في مصر وارتفاع نسبة الدولار قال: إنها بالفعل من ضمن الأسباب التي تؤثر علي اقتصاد الدولة وتقوم بتسويق منتجات أجنبية وتحويل الفلوس للخارج ولكن قبل أن نقيم الحد على هذه التجارة بالذات يجب أن ننظر إلى بقية العوامل التي تتسبب في هذا هي الأخرى بعيدا عن هذه التجارة.

في النهاية يوجد حقيقة لا يمكن لأحد ينكرها وهي «مصر تستهلك والعالم ينتج» كل شئ في مصر يتم استيراده من الخارج لأننا دولة مستهلكة وليست منتجة علي الإطلاق ويتبع ذلك ارتفاع سعر الدولار، قبل أن تطالب بالحد من الاستيراد والتجارة بمنتجات أجنبية عليك أولا أن تنتج البدائل التي تغنينا عن ذلك.



هل التجارة الإلكترونية حلال أم حرام؟

وبالبحث في مسألة هذه التجارة اختلفت الفتاوى حول هل هي حرام أم حلال؟  وجدنا أن معظم الفقهاء يتفقون على أن مسألة تحليل وتحريم هذه التجارة تتوقف علي نوع المنتج طالما المنتج مفيد، وحلال ولا يضر المستهلك بأي ضرر فإنه لا حرج أما إذا كان غير ذلك أو يتم بيعه بسعر أعلي من السوق الخارجية فإنه في هذه الحالة غير مستحب.

ولكن هدف معظم هذه الشركات تحول من بيع المنتجات أو الخدمات إلي المكاسب المادية التي يحصلون عليها من المستهلكين وكذلك هدف المستهلكين أيضا تحول من شراء المنتجات إلي الحصول علي أرباح فقط.

ولكن دار الإفتاء المصرية، قد حسمت الجدل الفقهي حول التسويق الشبكي بأنه حرام شرعا، وذلك بعد دراسة فقهية مستفيضة بمشاركة الفقهاء وخبراء قانونيين ومتخصصين في هذا النوع من المعاملات التجارية،  بعد انتشار حالات النصب المتعددة، و ازدياد الشكاوى منها ومن آثارها وعدم توافر الأطر القانونية الخاصة المنظمة لعمل هذه الشركات، فلا توجد قوانين لتنظيم التعامل بها مع غياب للرقابة المالية.

أكاذيب حول التسويق الشبكي.

تستغل هذه الشركات الظروف الصعبة للناس سواء من الناحية المادية أو انتشار البطالة لإقناعهم؛ لذلك يعتبر الشباب أكثر ضحايا هذه التجارة علاوة علي أن الهدف الأساسي لمعظم هذه الشركات جلب الأموال فقط ولكنهم يحاولون إقناع الشباب بحجة المنتج، «أنت مدير نفسك» تلعب هذه الشركات علي الشباب بهذه الجملة مما يجعلهم يتركون وظائفهم والاتجاه لهذا العمل الذين يدعون أنه حر. بالإضافة إنهم يوهمونهم بفكرة الربح السريع وهذا غير صحيح. و من المفترض أنك تشتري منتج مرة واحدة فقط التي تعتبر شرط دخولك للعمل ولكن هذا غير صحيح في معظم الشركات حيث يطلبون منك كل فترة شراء منتج عشان تكمل معاهم.

 

تجريم هذه التجارة في معظم الدول

قامت العديد من دول العالم وعلى رأسها أمريكا وأوروبا بمنع عمل شركات التسويق الشبكي ، وتجريم عملها قانونياً، ومصر تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك الشركات التي تضر بالاقتصاد الوطني.

كما تسبب نظام التسويق الشبكي في انهيار الاقتصاد الألباني بخسارة ثلثي الشعب الألباني 1.2 مليار دولار نتيجة التعامل بهذا النظام، لذلك تم منعه في السعودية، السودان، الجزائر، الأردن، الكويت، تركيا، الهند، نيبال، إندونيسيا، أفغانستان وكثير من دول العالم الثالث الأخرى، حيث البطالة والفقر يدفعان الشباب إلى الحلم بالربح السريع الذي ينتشلهم من أوضاعهم المزرية، لا تزال هذه الشركات تجد ملاذاً آمناً لها في مصر دون أي مراقبة.

حتى الأهل والأخوات يتحولوا إلى زبائن

 

ولم تقتصر أضرارالتسويق الهرمي على هذه  الجوانب فقط، وإنما  تجاوز إلى أضرار  نفسية واجتماعية، إذ يتحول الشخص الذى ينخرط فى  هذا النظام إلى شخص لا يقدر العلاقات الإنسانية، وتتحول كل  علاقاته مصلحة قائمة على البيع والشراء، ويتحول أهله واصدقائه  إلى زبائن ويبذل قصارى جهده فى استقطابهم،  وإقناعهم بالدخول إلى هذا النظام، ويصبح الكذب والخداع عنده حرفة،  ويستخدم كل الوسائل الممكنة، للإيقاع بهم فى شراك التسوق الشبكى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق