من الموسكى لسوق الحمدية.. متى تعود العلاقات

الجمعة، 04 أغسطس 2017 08:05 م
من الموسكى لسوق الحمدية.. متى تعود العلاقات
عادل السنهورى يكتب:

«من الموسكى لسوق الحميدية.. أنا عارفة السكة لوحدية.. كلها أفراح و ليـالي ملاح وحبايب مصر يا سورية».. كلمات كتبها مرسى جميل عزيز ولحنها الموسيقار فريد الأطرش وغنتها الشحرورة صباح عقب إعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 58.. ومازالت هذه الأغنية رغم عدم إذاعتها كثيرا، معبرة عن العلاقات التاريخية العميقة بين البلدين الكبيرين وبين الشعبين الشقيقين أو الشعب الواحد الذى كان أيام الوحدة يعيش جزء منه في الإقليم الشمالي والجزء الآخر في الإقليم الجنوبى. وربما لا يعرف الكثيرون أن تقسيم الجيش السوري والمصري مازال حتى الآن يرتبط بتقسيم أيام الوحدة فالجيش الأول هو الجيش العربي السوري والجيش الثاني والثالث في مصر.

لم تغب سوريا عن مصر ولم تغفل مصر عن سوريا على مدار التاريخ القديم والحديث.. وكل حاكم واع وعاقل لمصر كان على الدوام يدرك أن حدود مصر الشمالية تبدأ من سوريا وحدودها مع تركيا. ونتذكر  كلمة إبراهيم باشا ابن محمد على الكبير قائد الجيش المصرى عندما وقف عند طرطوس قائلا: «هنا تبدأ حدود مصر».. وكل المعارك التي دارت للاستيلاء على مصر بدأت على الأراضى السورية.

حتى في أيام المقاطعة العربية لمصر عقب كامب ديفيد 78، جاءت المقاطعة الدبلوماسية من طرف واحد. 

اللحظة السوداء والبغيضة الوحيدة في العلاقات المصرية السورية هي لحظة إعلان نظام الإخوان بعد استيلاء الجماعة على الحكم في مصر هي تلك اللحظة التي تبلورت في القرار الأحمق الذي اتخذته الجماعة فى مجلس الشعب بتجميد العلاقات الدبلوماسية، ثم قرار مرسي الأكثر حماقة فى الصالة المغطاة في استاد القاهرة بقطع العلاقات مع سوريا في 15 يونيو 2013، وسحب القائم بالأعمال المصري وإغلاق السفارة ومطالبة مجلس الأمن بفرض حظر جوي فوق سوريا، ووصف مرسي النظام السوري بالدكتاتوري، واعتبر أن مسألة إسقاطه واجب أخلاقي، ثم حاول توريط الجيش المصري في سوريا.

ثم جاءت ثورة 30 يونيو لتنقذ مصر من جماعة الإرهاب وبدأت السياسة الخارجية المصرية تعيد التوازن للعلاقات مع سوريا وإعلانها أن الحل في سوريا هو حل سياسي مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. تجسد ذلك في عدة مواقف دبلوماسية.. ثم آخرها – وليس أخيرها- هو نجاح مصر في التوصل لاتفاق هدنة بريف حمص الشمالي حقنا لدماء الشعب السوري.

موقف مصر بعد 30 يونيو نجح في تغيير مواقف أطراف عربية من الأزمة السورية بعد أن بدأت القاهرة تستعيد توازنها ودورها العربي. أظن أنه لم يعد منطقيا أن تبقي العلاقات مقطوعة وأن تستمر القطيعة الدبلوماسية التي قررها نظام الإخوان.

العلاقات المصرية السورية لها خصوصية تاريخية في وجدان وذاكرة الشعبين وهي العلاقات التي شكلت على مدى التاريخ الحديث والمعاصر أحد الركائز الرئيسية للسياسة العربية، وكانت الدولتان بمثابة مرجعية سياسية للعالم العربي، وتعززت بعد قيام ثورة يوليو 1952 وتوجهت الدولتان إلى إعلان الوحدة، الشعب المصري والسوري ما زالا يحتفظان في ذاكرتهما الوطنية بمشهد الانتصار العظيم في أكتوبر 73.

صوت صباح ما زال ينادي من الموسكي المصرية شقيقتها السورية في سوق الحميدية.. فهل حان الوقت للعودة  بعد انكشاف الحقائق؟

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق